تمخض جبل “تمرد“ إبن سلمان على أمريكا فولد “تنازلات“..!

4٬650

أبين اليوم – الأخبار الدولية

كان واضحاً ان كل ما قيل عن “تمرد” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الاعلام السعودي ، وفي الإعلام العربي الممول سعودياً، على امريكا، وانتقاله الى المعسكر الروسي الصيني، لم يكن سوى حملة علاقات عامة، يقف وراءها النظام السعودي من أجل الترويج لابن سمان، على انه الامير الوحيد من آل سعود، الذي تجرأ على ان يقول “لا” لامريكا.

تعتقد الجهات التي تقف وراء تلك الحملة، ان بالامكان ان تدفن جريمة خاشقجي المروعة، من خلال إثارة غبار قضايا مثل “وقوف ابن سلمان بوجه امريكا”، و”انه لا يخشى مواجهتها”، وانه “يقدم مصلحة السعودية على مصللحة امريكا”، وانه “مستعد حتى لنسف العلاقة الخاصة التي تجمع العرش السعودي بالعراب الامريكي اذا ما ارادت امريكا ان تؤثر على القرار السياسي السعودي”.

العارفون بالنظام السعودي وعلاقة هذا النظام بامريكا، التي تتولى حمايته ودعمه، في مقابل توفير النفط الرخيص لامريكا والغرب، يعلمون جيداً ان لعبة ابن سلمان والظهور بمظهر “الامير القوي” لا تنطلي الا على السذج من الناس، فالنفوذ الامريكي متغلغل في كل مفاصل النظام السعودي، منذ اكثر من 7 عقود، وتملك امريكا كلمة الفصل في كل القضايا الدخلية والخارجية للسعودية، الا انها تسمح لال سعود بالظهور بظهر من يمتلكون الحرية على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، بل وحتى متناقض مع موقف امريكا.

ولكن عملياً لا يمكن وصف السياسة السعودية ، الا على انها نسخة من السياسة “الاسرائيلية”، والتي تدور من ألفها الى يائها في فلك السياسة الامريكية، ازاء مختلف قضايا الامتين العربية والاسلامية.

اليوم وبعد الضجة التي اثارتها السعودية على “غضب” ابن سلمان على امريكا، التي اهانته، فرد بتقليص انتاج نفط “اوبك +” بمعدل مليوني برميل باليوم ، وهو قرار تبين لاحقاً انه يصب في صالح امريكا، التي اخذت تبيع نفطها وغازها باسعار مرتفعة جداً على الاتحاد الاوروبي، كشفت صحيفة “بيزنس انسايدر” الأميركية، أمس الأربعاء، إن السعودية تتراجع وتسعى لإصلاح العلاقات مع الرئيس الامريكي جو بايدن.

“بيزنس انسايدر”، ونقلاً عن مصادر امريكية اضافت، ان الرياض حريصة الآن على تحسين العلاقات مع إدارة بايدن، وان سعوديين قاموا في الأسابيع الأخيرة بسلسلة من التحركات الدبلوماسية، تهدف إلى تحسين علاقاتهم مع البيت الأبيض.

وبذلك تمخض جبل “تمرد” إبن سلمان، على أمريكا فولد “تنازلات”، وهي تنازلات عادة ما تكون وراء الكوليس. وان ما كشفت عنه “بيزنس انسايدر”، إلا بعض جوانب هذه الولادة، الامر الذي يؤكد ان كل امراء ال سعود يتحركون في الدائرة الامريكية، وفي مقدمهم ابن سلمان، ولا ستثناء في ذلك، والسنتان القادمتان ستكشف عن جوانب متعددة من “التمرد الدون كيشوتي” لابن سلمان.

المصدر: العالم