هروباً من مسئولية إعمار ما دمرته في اليمن.. السعودية تواصل بيع الوهم بمشاريع تخدم استراتيجتها.. “تقرير“..!

5٬833

أبين اليوم – تقارير

تحاول السعودية صرف الأنظار عن حجم الدمار الذي أحدثته في اليمن  خلال الحرب التي قادتها على مدى ثمان سنوات، من خلال التعامل باستخفاف مع قضية إعادة الإعمار، عبر مشاريع لا تشكل رقماً يذكر، مقابل الأضرار التي ألحقتها بالبلاد، ناهيك عن طابع هذه المشاريع، والأهداف الحقيقية من ورائها، والتي تصب في خانة خدمة استراتيجية المملكة، بعيدا عن الواقع المأساوي الذي أفرزته حربها في عموم اليمن.

وفي حين تعتقد السعودية بأنها ومن خلال مشاريع البرنامج الذي أنشأته في مايو 2018، تحت مسمى برنامج إعادة إعمار اليمن، ستكون قد نجحت في إزاحة العبء المتمثل في المسئولية القانونية عن إعادة إعمار ما دمرته في اليمن، فإن المملكة تركز في هذه المشاريع الموجهة في محافظات بعينها، بعضها لم تتضرر أصلاً من الحرب كالمهرة وحضرموت، تركز على تحسين صورتها ومحاولة الظهور بصورة مثالة، ومن جهة أخرى تظليل الرأي العام المحلي والعالمي عن الدور التدميري والمشاريع الاستعمارية في البلاد.

ومنذ عام 2018م اتخذت السعودية من برنامجها المناقض من حيث التسمية لمفهوم حربها، واجهة للترويج لأعمالها الإنسانية الوهمية في اليمن، ووسيلة لغسل سمعتها أمام المجتمع الدولي، الأمر الذي يتيح لها التحكم بالمشهد، والاتصال بشريحة واسعة من المجتمع، والوصول لمختلف الأماكن والوجهات التي تريدها في اليمن.

وعلى الرغم من كل تلك المساعي، فإن أهداف السعودية من وراء دعاوى إعادة الإعمار في اليمن باتت واضحة، ولن يعفيها ذلك من مسئولية إعادة إعمار كل ما دمرته في اليمن، مهما روجت لمشاريع برنامجها،  وهو الأمر الذي تؤكده جهات ومنظمات دولية عدة،  من ذلك ما وجهته الباحثة في شؤون اليمن في منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية نيكو جافارنيا، من انتقادات حادة تجاه استمرار تجاهل السعودية للحديث عن ما أحدثه تدخل التحالف السعودي الاماراتي في اليمن.

ونقلت وكالة الصحافةالفرنسية عن جافارينا قولها لم يكن هناك أي نقاش خلال زيارة السفير السعودي الى عدن مؤخرا حول المساءلة عما فعلوه بالبلد، وما فعلوه بالناس والبنية التحتية”. وأضافت “إنه مطلب قانوني أن يصلحوا الضرر الذي تسببوا فيه، وهو ضرر هائل”.

وقالت المديرة القطرية لليمن في مجلس اللاجئين النروجي إيرين هاتشينسون لفرانس برس إنّ “السعودية والدول الأخرى التي لعبت دورًا مباشرًا أو غير مباشر في هذه الكارثة، يجب أن تتقدم لدعم ملايين المدنيين اليمنيين الذين تحملوا وطأة هذا النزاع الوحشي”.

وأكدت الوكالة في تقرير صحفي حول زيارة السفير السعودي محمد آل جابر إلى عدن، وحضوره تدشين بعض المشاريع الممولة من البرنامج السعودي، أن السعودية عمدت إلى الترويج لمشاريع إعادة الإعمار في اليمن، مشيرة إلى أن تلك المشاريع التي تروج لها المملكة غير كافية بالمقارنة مع حجم ما دمرته خلال الحرب التي قادتها خلال ثمان سنوات.

وقالت الوكالة إن السعودية بعد ثماني سنوات من تشكيل تحالف الحرب، تروّج لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية بمئات الملايين من الدولارات، لا تتناسب مع حجم الدمار الذي نتج عن حربها في اليمن، مؤكدة أن هذه المشاريع غير كافية على الإطلاق عند الحكم على ما قامت به السعودية، طوال سنوات الحرب الماضية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الضرر الذي تسببت به الحرب هائل جدا، ويجب إصلاحه كمطلب قانوني.

YNP