سَعْوَدَة مدارس المهرة.. مسار جديد للحرب السعودية الشاملة على اليمن..“تقرير“..!

231

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

لا تزال الأقنعة السعودية تتساقط تباعاً في اليمن، وتتكشف عن وجه قبيح ونوايا خبيثة تجاه اليمنيين، لم تقف عن حد الحرب الشرسة التي تشنها منذ حوالي ست سنوات، والحصار الإقتصادي الذي أنهك الشعب اليمني وأوصله إلى حافة المجاعة وأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم حسب تقارير الأمم المتحدة..

بل اتضح أن المملكة كانت تخفي حقداً لم يخطر ببال أحد من اليمنيين على الإطلاق، حيث تتبنى مشاريع تروِّج لها إعلامياً وقد صبغتها بألوان التنمية والإنسانية، وهي في الحقيقة مشاريع لطمس الهوية اليمنية ومصادرة قيم المجتمع اليمني ورموزه التاريخية، وبطريقة مدروسة ومتعمدة ضمن حربها الشاملة على اليمن.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، هو في الأساس مؤسسة إستخباراتية سعودية لديه مجموعة من المهمات التدميرية للهوية اليمنية والأرض والإنسان بعناوين وشعارات تضليلية تخفي حقيقة أهدافه الرئيسة، وهي مهمات يتقاسمها مع مركز الملك سلمان للإغاثة إذ أنهما ينتميان للجهات الاستخباراتية نفسها..

هذه المرة بدأ البرنامج السعودي تنفيذ خطة هدفها الرئيس طمس الهوية اليمنية في محافظة المهرة، التي تحتل المملكة منافذها البرية ومطارها وسواحلها، حيث تبنى البرنامج ترميم بعض مدارس المحافظة أو شراء مستلزمات مكتبية لتلك المدارس، لكن المقابل كان صادماً ومفاجئاً وغير متوقع، لكنه كشف الهدف الحقيقي لخطة البرنامج المتوارية خلف شعاراته الزائفة.

اشترط البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار في اليمن مقابل ما يحتفي به إعلامه من تقديم أدوات قرطاسية مكتبية لبعض مدارس محافظة المهرة تغيير أسماء تلك المدارس التي تحمل دلالات وطنية أو تاريخية، لتحمل أسماء مدن سعودية أو شخصيات رمزية من الأسرة الحاكمة للمملكة، وهو ثمن باهظ ومُكلف ويحمل نوايا وأبعاد خبيثة تهدف في مجملها إلى بدء مسار مختلف من مسارات الحرب السعودية الشاملة على اليمن..

وهو مسار طمس الهوية والقيم والتاريخ، وهي في المحصلة النواقص التي لم تستطع السعودية شراءها لنفسها بالأموال والمغريات الكثيرة.

لا علاقة لمشروع البرنامج السعودي في المهرة ببناء المدارس أو تطويرها، بل يهدف فقط لإبعاد مواطني المحافظة عن هويتهم اليمنية وتجريدهم منها شيئاً فشيئاً من خلال تلك الشعارات الوهمية والمشاريع المضللة..

وهو المشروع الذي قوبل برفض مسئولي لجنة الإعتصام السلمي لأبناء المهرة، حسب تصريحات رئيسها في مديرية شحن، حميد زعبنوت، الذي أبدى رفضه التام لذلك المشروع المريب، من خلال تغريدات على حسابه في تويتر، مثنياً على الأشقاء في سلطنة عُمان الذين قال إنهم يقدمون مشاريع كثيرة لأبناء المهرة وسقطرى بدون أن يكون لهم أي هدف أو مساعٍ للمساس بالهوية اليمنية أو مشاعر اليمنيين، كونهم يرون أن ذلك واجبهم تجاه اشقائهم وجيراهم بدون أذى أو ضرر، حسب تعبيره.

الناطق الرسمي للجنة الاعتصام، علي مبارك محامد، اعتبر قرار مكتب التربية والتعليم بمحافظة المهرة، تسمية المدارس بأسماء مناطق ومدن سعودية انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية واعتداء على الهوية اليمنية، ضمن الانتهاكات السعودية المتواصلة في المحافظة.

وخلال الأعوام الماضية كانت الإمارات قد قطعت شوطاً في ذلك المسار من الحرب الشاملة على اليمن التي تتشارك في قيادتها مع حليفتها السعودية، من خلال حملة لترميم عدد من المدارس في المحافظات الجنوبية، تحمل أسماء رموز وطنية وتاريخية، وكان المقابل والثمن الباهظ لتلك الترميمات هو تغيير أسماء تلك المدارس واستبدالها بأسماء قتلى من القوات الإماراتية لقوا مصرعهم في تلك المناطق بحوادث مختلفة.

ويرى مراقبون أن تلك الممارسات السعودية الإماراتية في مناطق تواجدها في المحافظات اليمنية تأتي ضمن متوالية حقد قديم متجدد على اليمن، كونه أقدم حضارة إنسانية على وجه الأرض، وهو الأمر الذي يتضايق منه السعوديون والإماراتيون حد الحقد والاختناق، كونهم كيانات طارئة على تاريخ المنطقة والعالم وجغرافيتها..

وما كان لهم الظهور لولا الطفرة النفطية التي كدست الأموال في خزائنهم واستطاعوا من خلالها شراء الولاءات، رغم يقينهم أنها ولاءات يغلفها النفاق طمعاً في ما تدره من أموال عليهم، ولم تستطع تلك الأموال يوماً وضع تلك الكيانات في مصاف الحضارة أو التاريخ أو الأصول العريقة..

لكن ذلك ليس ذنب اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم روّاد تاريخ، وبلادهم رمز أقدم الحضارات، وليس مبرراً لاستمرار حرب الطارئين عليهم ومحاولة طمس هوية لا قدرة لهم على قلع أو حتى تحريك جذورها الممتدة في أعماق الزمن.

البوابة الإخبارية اليمنية