مع دخوله حيز التنفيذ.. هل يسقط الرفض الداخلي قرار ترامب بتصنيف الحوثيين..!

220

أبين اليوم – متابعات

كان من المقرر اعتباراً من يوم 19 يناير 2021 أن يدخل القرار الأمريكي الذي لقي رفضاً أممياً ودولياً واسعاً بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية خارجية حيز التنفيذ المفترض في حال كان أُقر أو لقي تأييداً، حتى على مستوى مراكز صنع القرار داخل الولايات المتحدة، غير أن المشهد يبدو ضبابياً بالنسبة لهذا القرار.

الذي يوجه رفضاً حتى من مؤسسات داخل الإدارة الأمريكية نفسها، وذلك لاعتبارات من بينها أن العقوبات الأمريكية على اليمن ستؤجج نيران الحرب والمجاعة للملايين.

ويأتي الرفض الأممي والدولي لقرار تصنيف الحوثيين كمنضمة إرهابية لاعتبارات عدة، منها ما له علاقة بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية، والتي قد يؤثر القرار على مسارها ويمنع أي تقدم مأمول، ومنها ما له علاقة بالحالة الإنسانية في اليمن وتأثيرات هذا القرار على حياة الملايين من المواطنين الذين يعيشون أوضاعاً معيشية مأساوية أصلاً بفعل الحرب والقيود المفروضة على إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمواد الأساسية الأخرى.

ما هو واضح حتى الآن، في ضوء ما سبق من المعطيات، هو أن الإدارة الأمريكية الجديدة، لا بد أن ترضخ للضغوط الدولية والأممية التي تدفع بإتجاه إجبارها على التراجع عن هذا القرار، سيما وأن القرار الذي أعلنته إدارة ترامب في أيامها الأخيرة، بات يواجه رفضاً حتى من داخل البيت الأبيض حيث قال مرشح إدارة بايدن لمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سيلفيان إن جماعة أنصار الله لا يجب تصنيفها كمنظمة إرهابية، مؤكداً عبر تغريدات له في تويتر أن ذلك سيؤدي إلى عرقلة الجهود الدبلوماسية بشأن الصراع في اليمن.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي قد استهجنت قرار إدارة ترامب وطالبت إدارته بتوضيح حيثيات قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، حيث وجه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب جريجوري دبليو ميكس، بالإضافة إلى 25 نائباً رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بهذا الشأن.

المصدر: وكالات

وقال ميكس في الرسالة، وفقاً لقناة روسيا اليوم: “هذه الخطوة في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب ستجعل بلا شك ما تقوله الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم أسوأ بكثير، وستدفع آلاف اليمنيين نحو خطر أكبر”.

وأضاف أن “حقيقة تسريع إدارة ترامب هذا القرار بغض النظر عن العواقب على المدنيين اليمنيين أو تقديم التنازلات الضرورية عن المساعدات المنقذة للحياة، أمر مستهجن أخلاقيا”.. مشيراً إلى أن القرار في حال دخوله حيز التنفيذ سيعقد من مهمة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث كمفاوض سلام، وسيعيق المسار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء ما وصفها بـ “الحرب الوحشية”، وأن هذا القرار لن يساعد في حل النزاع ولا توفير العدالة للانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت خلال الحرب، بل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة”.

من جهته قال السيناتور الأمريكي توديونغ إنه يتطلع للعمل مع جو بايدن الرئيس الجديد لأمريكا للعمل معا لإلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية، مضيفاً أن المبادئ الحاكمة للسياسة الخارجية الأمريكية في اليمن هي الأمن القومي الأمريكي الذي يقتضي إلغاء قرار التصنيف.

وأشار السيناتور الأمريكي إلى أن الأولوية لإنهاء الصراع ووقفه للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، وأن القرار يقطع قدرات الولايات المتحدة التفاوض نحو السلام.

وكانت منظمات دولية وأممية قد رفضت القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، لأسباب إنسانية، حيث أن القرار سيؤثر على تدفق إمدادات الغذاء إلى البلاد، كما سيقود إلى امتناع التجار والمستوردين من الاستمرار في الاستيراد إلى اليمن التي تستورد ما يقارب 90% من احتياجاتها، معتبرة إياه حكما بالإعدام على ملايين اليمنيين الذين يعانون أسوأ أزمة إنسانية.

المصدر: الخبر اليمني