ترامب على أبواب المحاكمة.. هل تفتح أمامه أم تبقى مغلقة..!

184

أبين اليوم – متابعات

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تنطلق في البلاد الخطوات الأولى لعزل رئيس سابق ومحاكمته أمام مجلس الشيوخ، بتهم تتعلق بخرقه لقسمه الدستوري والتحريض على العنف، وكذلك تعريض المؤسسات الحكومية في البلاد للخطر.

دونالد ترامب الذي ذهب كأسلافه من الرؤساء، إلا أن أفعاله لا تزال محل جدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، فمن العلاقات الخارجية التي أوصلها إلى أضيق مستوى، وكاد أن يجعل من امريكا بلداً معزولاً، وباتت تعاني خلال السنوات الاخيرة شحّا في الدعم من أقرب مقربيها الغربيين، وعزلة سياسية ونفوراً دولياً على مستوى المنظمات والمجتمعات الدولية، لولا بعض الدول الاقليمية التي تعاني عقدة النقص في ذواتها، وترى في ترامب وسياسته خلاصا لها، وهي في الحقيقة مكملا لارهابها الاقليمي والدول.

لم تتخلص أمريكا من لعنة السياسة الترامبية بعد، لا سيما بعد اشعاله الشارع الأمريكي، وما اذكاه من نيران الفتنة والتفرقة المجتمعية في الداخل؛ كل هذا أجبر مجلس النواب ذو الأغلبية الديمقراطية، إلى توجيه لائحة اتهام ضد الرئيس السابق، بمجموعة من التهم ذكرنا بعضها آنفا، إضافة الى التهمة الأساس والتي قسمت ظهر البعير وهي التحريض على إقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير كانون الثاني الجاري، ما اثار غضب وحفيظة الديمقراطيين في المبنى بغرفتيه الشيوخ والنواب، اضافة الى بعض الجمهوريين أيضاً.

كما لا يبدو أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي- الخصم السياسي الاقوى للرئيس السابق ترامب- لا يبدو أنها في صدد التراجع عن إجراءات محاكمة ترامب، بل وتحاول جاهدة منعه من أي وظيفة او منصب فيدرالي عام، وهو أمر ممكن فعلاً في حال تمت محاكمته فعلاً أمام مجلس الشيوخ، إلا أن الأمر لا يزال يحتاج إلى إقناع على الأقل 17 سيناتوراً جمهورياً إضافة إلى جميع السناتورات الديمقراطيين في الشيوخ، وهو أمر على ما يبدو بعيد المنال امام الديمقراطيين، بسبب الدعم الخفي الذي يحظى به ترامب من بعض اقطاب الدولة العميقة في أمريكا إلى الآن.

ليس بعيداً على أحد الكم الهائل من الخدمات التي قدمها ترامب لمؤسسات الظل الأمريكية، على مستوى العالم، وليس فقط في منطقتنا، ليس اولها اطلاق قطار التطبيع العربي الخياني مع الكيان الصهيوني، وربيب الصهيونية العالمية في المنطقة..

ولا آخرها اعمال الحد الاقصى من الحظر على طهران وحلفائها من دمشق إلى بيروت وبغداد واخيرا صنعاء، التي تواجه آله الحرب السعودية- الاماراتية بمباركة اميركية وحماية غربية مطلقة، وهي بالمناسبة ليست خدمات مجانية، نظرا لعقلية وشخصية ترامب الاقتصادية، فهي على ما يبدو كانت خطوات محسوبة بدقة، قد تمنحه فرصة امام محاولات محاكمته.

الخدمات التي قدمها ترامب للدولة الأمريكية العميقة، لا بد أن تمنحه شيئاً من الحصانة القانونية في أمريكا، وهو امر طبيعي ومنطقي جداً لرجل أعمال، يرى في جميع خطواته مصلحة شخصية ومنفعة محتملة في المستقبلين القريب والبعيد، وهو ما يضع معوقات كبيرة امام محاكمة ترامب، وهو ما نراه واقعاً رغم التحشيد الديمراطي ضد شخص ترامب، ولكن السياسة الترامبية هي من ستبقى مسيطرة على الوضع العام في البلاد..

خصوصا بعد الدعم الشعبي الكبير الذي اظهره انصاره في الشارع، والحفاظ على الدعم الرسمي على مستوى الشيوخ الامريكي، بعد تصريحات عدد من السيناتورات الجمهوريين دعما لترامب، وانتقادا لمحاولات عزله ومحاكمته.

المصدر: العالم