إنقسام الشارع الجنوبي حول زيارة الإنتقالي الأخيرة لروسيا..!

185

أبين اليوم – خاص

شهد الشارع الجنوبي في اليمن، الأحد، إنقسام بالرأي تجاه الزيارة التي يقوم بها وفد المجلس الإنتقالي، المدعوم إماراتياً إلى العاصمة الروسية موسكو.

ففي حين يحاول الإنتقالي تصوير الزيارة التي تعد الثانية منذ تأسيسه في العام 2016 بأنها مهمة، يرى خصومه بأنها مجرد إستعراض لا أكثر.

بالنسبة لناشطي الإنتقالي على مواقع التواصل الإجتماعي ممن أطلقوا هشتاق يحمل وسم #جنوبيون_علاقتنا_تتعزز- بروسيا فإن الزيارة كما يقول لطفي شطارة القيادي في المجلس الإنتقالي مهمة وتحمل رسائل عدة لكل الأطراف، وهو بذلك يشير إلى السعودية التي تحاول إنهاء نفوذ المجلس جنوباً وكذا أطراف “الشرعية” الأخرى الذين يحاولون الإلتفاف عليه.

فالزيارة لا تحمل فقط تجديد العلاقة بين الاشتراكيين السابقين في جنوب اليمن والروس والتي بدأت خلال حقبة الإتحاد السوفياتي، بل يهدف من خلالها الإنتقالي للعودة إلى الواجهة بعد أن ظلت قياداته حبيسة المنفى الاختياري الذي فرضته السعودية، وحالت دون عودتها إلى الداخل..

وهذه الخطوة حد ذاتها محاولة إماراتية لدعم المجلس خارجياً بغية دفع السعودية لمنحه مجالاً للتنفس والمرواغة بعد أن كتمت انفاسه على كافة المستويات.

الإمارات التي دخلت مؤخراً بصراع محتدم مع السعودية بفعل التقارب بين الرياض والدوحة هي بنفسها تحاول التكشير في وجه الرياض التي اجهضت مؤخراً مخططها للتوغل في معاقل “الاخوان” وتحديداً في شبوة المنتجة للنفط والغاز، ولأنها ليس لديها الكثير من الأوراق للمناورة بعد إعلان إنتهاء مهمتها في اليمن رسمياً تحاول تحريك المجلس الإنتقالي الذي تحتفظ بقياداته وأسرهم في فنادقه.

وخلافاً لما يراه ناشطي المجلس في الزيارة التي سوقوها إعلامياً كمحاولة لإعلان دولة الجنوب، يرى خصوم المجلس وتحديداً في الحراك الجنوبي بأن الزيارة مجرد إستعراض لا أكثر، وأن الزبيدي ورفاقه قد لا يلتقون بمسؤولين اكبر من مندوب الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الذي زار قبل أيام العاصمة الإماراتية موسكو والتقى بنجل الرئيس الأسبق أحمد علي صالح، وقد تختتم كما يرى هؤلاء بزيارة لمعهد الاستشراق الروسي دون نتائج إيجابية.

يستشهد هؤلاء بالزيارة السابقة لوفد الإنتقالي واتفاق الرياض الذي ينهي أي دور للمجلس خارج ما تسمى بـ”الشرعية”.

قد تكون زيارة الزبيدي ورفاقه ذات ابعاد تتعلق بالصراع الاقليمي وتحديدا بين الحليفتين الامارات والسعودية، وقد يكون المجلس مجرد ورقة جديدة في يد الامارات للمناورة في وجه السعودية التي تكاد تنتهي من التهام المكاسب في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، لكنها ايضا ستسوق المجلس على الاقل بتوطيد علاقة مستقبلية مع الروس الذين يتوقون للتدخل في المنطقة الاستراتيجية المطلة على خليج عدن وبحر العرب حتى وأن عاد وفد الانتقالي هذه المرة خالي الوفاض.