ماكرون يجلب دلوه أيضاً ليحلب “بقرة“ الرياض..!

182

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يطمع بالأموال السعودية، في محاولة منه، ربما، للتغطية على الأزمة الداخلية التي تمر بها بلاده وفترته الرئاسية، وذلك عبر تصريحاته الأخيرة بشأن الإتفاق النووي بين إيران والدول العظمى، ودعوته لإقحام السعودية فيه.

ففي تصريحات أثارت استغراب الجميع، دعا ماكرون الجمعة إلى اشراك ما اسماهم بعض الشركاء الإقليميين للقوى الدولية بمن فيهم السعودية، في المفاوضات النووية الإيرانية، في وقت يعلم الجميع أن الجمهورية الاسلامية ترفض التفاوض مرة أخرى على إتفاق نووي جديد، وهو ما اكدته مرارا على لسان مسؤوليها.

ومن خلال الشواهد الكثيرة التي مرت علينا خلال السنوات الماضية، فإن السعودية تدفع الأموال للدول الغربية في كلتا الحالتين؛ في حال الإشادة بها وبمسؤوليها ودورها المزعوم، وكذلك في حال التنديد بها والضغط عليها وتهديدها.

ومن المعروف أن فرنسا تمر بأزمة داخلية منذ فترة طويلة، أسبابها ترجع في النهاية الى الوضع الاقتصادي للبلد، وبالتالي قد تكون هذه محاولة من ماكرون لحلب السعودية، على خطى الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب.

ماكرون يواجه منافسة قوية له في الإنتخابات التي اقترب موعدها، وهي اليمينية المتطرفة مارين لوبان، التي اغرقتها الامارات بالدولارات، فكان لابد له من ان يجد ممولا هو الاخر، كما وجدت لوبان.

من جهة أخرى يرى خبراء ومراقبون لشؤون المنطقة، أن ماكرون يسعى لخلط الأوراق فيما يخص الإتفاق النووي، وذلك عبر طرح مقترحات جديدة لتعقيد الأمور والحيلولة دون اي سعي للعودة إلى هذا الإتفاق الذي خرجت منه إدارة ترامب دون أي مبرر.

فالاتفاق النووي، كما هو معروف يعنى بمجموعة خطوات مرتبطة بجدول زمني، يضمن حقوق إيران النووية السلمية، وينسف ذرائع بعض الدول بقلقها من حصول إيران على القنبلة النووية، التي تحرمها الجمهورية الإسلامية بالاساس، في مقابل رفع الحظر الظالم على الشعب الإيراني والاعتراف بحقوقه النووية السلمية.. وبذلك فإن هذا الاتفاق لا يمت للسعودية بصلة، لا من قريب ولا من بعيد.. فلماذا يطرح ماكرون هذا الموضوع في الوقت الحالي؟

وربما يكون ماكرون قد تم دفعه للادلاء بهذه التصريحات من قبل السعودية أو أمريكا او الكيان الإسرائيلي، للخروج من مأزق العودة الى الاتفاق النووي، لان الجميع يعلم ان ايران لن توافق على هذا الطرح غير المنطقي.

من جانب آخر يبدو أن الرئيس الفرنسي ومن خلال هذه التصريحات بصدد إكمال عملية التواجد الفرنسي المجدد والفاعل في المنطقة والتي بدأت قبل فترة من خلال التدخل في القضايا اللبنانية والعراقية واكتملت حاليا من خلال دعمه الخاص للسعودية، خاصة وان ماكرون لديه زيارة قريبة للبنان بشأن تشكيل حكومته.

المصدر: العالم