إنتفاضة الصواريخ تَخلُف إنتفاضة الحجارة.. والبادي أظلم..!

1٬252

أبين اليوم – الأخبار الدولية

انتهى زمن الحجارة وجاء دور الصواريخ فالحديد والترسانة الاسرائيلية لا يفلها إلا الحديد وتغيير توازن القوة الذي طالما كان في صالح الكيان الإسرائيلي الذي تعاونت دول وأحلاف من أجل إبقائه متفوقاً عسكرياً وأمنياً وتسليحياً على دول المنطقة المحيطة به لتمرير أجندة الاستحواذ والنهب الاستكباري لبلداننا الغنية بثرواتها التي وهبها الله إليها.

الكيان الإسرائيلي يعاني من مشاكل داخلية وخيمة لم يستطع الخروج من بوتقتها الضيقة التي حبست أنفاس رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في أربع دورات انتخابية فاشلة ومرشح لخوض إنتخابات خامسة وسادسة وسابعة، فكلمة هؤلاء الارهابيين لن تجتمع وقلوبهم شتى، وقد وصفهم الله تعالى في محكم كتابه المجيد بهذا الوصف بقوله: (بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).

وللخروج من هذه البوتقة يسعى هذا الكيان الارهابي لتحميل مشاكله الداخلية على رؤوس الفلسطينيين وتحويل الأنظار إلى خارج كيانه الفاشل المتهرئ بإفتعاله جملة اعتداءات ضد شعب أعزل في القدس المحتلة وحي الشيخ جراح وفي كل أحياء القدس المحتلة وفي المسجد الاقصى، ومن ثم واصل اعتداءاته على قطاع غزة ونسيت قواته ان لكل فعل رد فعل.

لا شك أن تفعيل المقاومة وصواريخها سيردع العدو الجبان وسيمنعه من مواصلة اعتداءاته الدنيئة الحاقدة وتحقيق أهدافه وغاياته البعيدة عن قيم الأخلاق والإنسانية والرجولة، بافتعال انتصارات وهمية خاوية من كل مقومات الرجولة والشجاعة مع شعب أعزل كما حدث في مهاجمة المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى قبل يومين.

هجمات المحتل اتسمت بطغيان القوّة المتوحشة وانتهاك القوانين الدولية التي تنص على حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، على مدى عقود والاستعانة باساليب التهجير وسلب الحقوق والحريات، والتمادي في الظلم والطغيان.

سياسة الردع.. العين بالعين:

أمعنت سياسة الاحتلال في ظلم الفلسطينيين وتمادت في غيها واضطهادها واعتقالاتها العشوائية، وقد اعتقلت في شهر نيسان/ابريل الماضي 402 فلسطيني بينهم 61 امرأة وطفلا.

وجاء في تقرير مشترك لمنظمة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومعهد الضمير ومركز معلومات وادي الحلوة، تأكيد على ان عدد المعتقلين الفلسطينيين من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي والأسرى الفلسطينيين بلغ حتى نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي 4400 شخص بينهم 39 معتقلة فلسطينية و160 طفلاً ويافعاً تحت السن القانوني.

وأخيراً ابتدأ الرد، حيث أفادت الأخبار الواردة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحديداً في قطاع غزة بانطلاق رشقة جديدة من صواريخ المقاومة الفلسطينية بإتجاه مجمع مستوطنات عسقلان الإسرائيلية التي باتت تحت مرمى نيران المقاومة الفلسطينية، بعد ان استهدف الكيان الصهيوني قطاع غزة بطائراته الحربية في أكثر من 40 غارة استهدفت منازل وأراضي ومواقع للمقاومة، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء في حين استمرت المقاومة في ردّ العدوان بإطلاق رشقات صاروخية تجاه مستوطنات الاحتلال.

وكانت المقاومة الفلسطينية قد أمطرت عشرات الصواريخ نحو مدينة عسقلان ومحيطها، ما أسفر عن اصابة 26 إسرائيلياً، وهددت بتحويل المدينة إلى جحيم إذا استمر الكيان الإسرائيلي باستهداف المدنيين بطائراته الحربية في غزة، التي وقع فيها منذ ليلة امس 27 شهيداً، بينهم 9 اطفال وامرأة، وأكثر من 100 جريح.

سياسة الترهيب الإسرائيلي باتت عقيمة:

لم تعد سياسة الترهيب تنفع الكيان الإسرائيلي في شيء بعد الآن مع تنامي الاستعداد الفلسطيني للمواجهة، الأمر الذي لخصه رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” اسماعيل هنية بقوله “ان القدس رسخت ميزان قوة جديد سياسياً وجماهيرياً وميدانياً على المستوى الداخلي والخارجي وإرادة شعبنا تنتصر”، وان “معادلة ربط غزة بالقدس ثابتة ولن تتغير، فعندما نادت القدس لبّت غزة النداء، ونحن قررنا أن نستمر ما لم يوقف الاحتلال كل مظاهر العدوان والإرهاب في القدس والمسجد الأقصى المبارك”..

اربكت المقاومة الفلسطينية المستوطنين (عددهم مليون ونصف المليون مستوطن) ودفعتهم للاختباء كالجرذان في الملاجئ بعد اطلاقها صواريخ مكثفة نحو القدس المحتلة ومستوطنات غلاف غزة، وقد اعترف جيش الاحتلال بسقوط 255 صاروخا على المستوطنات من اصل 345 صاروخا اُطلقت من القطاع، ما ادى الى وقوع حالة ارتباك ملحوظة بين المستوطنين المحتلين.

أوضح ذلك عضو المجلس الثوري لحركة فتح تيسير نصرالله، قائلا ان قصف المقاومة ادى الى حالة ارتباك بين المستوطنين الصهاينة وان اختباءهم قد شلّ حركتهم واصبحوا يختبئون داخل منازلهم..

وزير حرب الإحتلال “بيني غانتس” يولّي دبره هارباً إلى مكان مُحَصَّن:

صواريخ المقاومة لم تربك المستوطنين المحتلين فحسب، والإعلاميين الاسرائيليين الذين وصفوها بالمرعبة، بل إن الاخبار الجديدة الواردة من الأراضي المحتلة تفيد وحسب “القناة 12” العبرية، بأن الصواريخ التي أطلقتها “فصائل المقاومة” من غزة بعد ظهر اليوم الثلاثاء، استهدفت مدينة أسدود خلال وجود وزير الحرب بيني غانتس فيها، ما دفعه ذلك للهرب إلى مكان محصن.

تيسير نصرالله أكد أن الرعب يواجه بالرعب والعنف يواجه بالعنف وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وحكومة بنيامين نتنياهو تحاول الهرب من مشاكلها الداخلية، وعدم قدرتها على تشكيل الحكومة وعودتها الى الانتخابات خلال أقل من عام وقد تذهب الى انتخابات جديدة للمرة الخامسة وكل هذه المشاكل تريد تفجيرها بوجه الشعب الفلسطيني.

من على بعد آلاف الكيلومترات نحيي صمود الأبطال المدافعين عن مسرى الرسول واولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعن المظلومين والمستضعفين ونحيي الأبطال الذين ضحوا بدمائهم الزكية التي اريقت في سبيل تحرير الارض السليبة المقدسة الدماء التي ستعبد طريق النصر والتحرير، نحيي الابطال الذين وقفوا بكل صلابة وثبات بوجه الاعتداءات الصهيونية الارهابية التي استهدفت الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات.

المصدر: العالم

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com