إسناد سعودي لتركيا في اليمن يعزز مخاوف الإمارات..“تقرير“..!

بالتزامن مع تركيز تركيا الضوء على اليمن عبر التلميح بتدخل عسكري في الحرب المستمرة منذ 6 سنوات، بدأت السعودية إذابة الموقف المتصلب من أنقرة بفعل الخلافات التي اعقبت مقتل جمال خاشقجي، فهل ترى السعودية في إسطنبول حليف بديل وما تداعيات ذلك على الإمارات أم أنها فقط تحاول تلافي المواجهة معها خصوصاً بعد نجاح الأتراك في ليبيا وسوريا واذربيجان؟

265

أبين اليوم – متابعات

بالنسبة لتركيا الوضع في اليمن يستدعي تدخل لمنع التحالف السعودي- الإماراتي من إعادة تشكيل مستقبل هذا البلد أو بالأحرى الجزء الهام منه في جنوب وشرق وغرب البلاد وفق لاستراتيجية المصالح الخاص بكلتا الدولتين..

فتركيا التي كانت يوماً جزء من الإحتلال العثماني لليمن، تطمح بقوة للحصول على موطئ قدم عند باب المندب ثاني أهم مضيق بحري حول العالم وتتلهف للاستفادة من الهلال النفطي مستندة بذلك إلى سيطرة الإصلاح-  فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- على محافظات النفط كشبوة وحضرموت ومأرب والجوف..

وهي كما يبدو من خطابات ساستها الرسمية غير مستعدة للتفريط بتلك المكاسب خصوصاً في ظل دفع التحالف السعودي نحو حل يخرج الإمارات والسعودية من مستنقع الحرب على اليمن مع ابقائهما في مناطق الثروة والموقع الإستراتيجي وإقصاء اتباعهما المشكوك بولائهم.

الموقف التركي الأخير والذي عبر عنه مستشار الرئيس اردوغان بمقال افتتاح لصحيفة يني شفق التركية وأعادت الحكومة توزيعه على وسائل الإعلام الرسمية هو ما دفع الإصلاح للتكشير عن أنيابه على مستويات رفيعه مع خروج اليدومي رئيس الهيئة العليا للحزب لأول مرة يفرض شروطه على التحالف باشتراط إخراج الإنتقالي من عدن مقابل إدراجه في حكومة جديدة  مع هادي..

وهذا الشرط مقدمة لفرض الإصلاح الذي ظل على مدى أكثر من نصف عقد مهيمناً على ما تسمى بـ”الشرعية”  بقية شروطه المتعلقة بشكل الحكومة واسماء الوزراء ، فالإصلاح أصبح ينظر لنفسه اللاعب الوحيد والقوي في اليمن وهذا بدليل الرسالة التي بعثها رئيس الحزب للملك السعودي بذكرى توليه الحكم السادسة وبدأ  اليدومي في خطابه وكأنه  رئيس لليمن لا لحزب معين وهو يتحدث عن علاقة اليمن والسعودية .

هذه التطورات لا يبدو بأنها تقلق السعودية التي سمحت لقيادات الحزب وعلى رأسهم اليدومي وعبدالمجيد الزنداني بالمغادرة إلى تركيا مع أنها تعرف أن ثمن مثل هذه الخطوة في هذا التوقيت ستكون باهظة خصوصاً إذا ما قرر الحزب الذي يملك غالبية في حكومة هادي ولديه فصائل على الأرض تتلقى دعم من تركيا وقطر بالفعل التصعيد ضد التحالف عبر اتفاقيات مع تركيا تسمح بالتدخل أو حتى التقارب مع “الحوثين” في صنعاء لمواجهة مخطط التحالف الجديد..

لكن يبدو أن السعودية مرتاحة للحراك التركي وقد عززته خلال اليومين الماضيين بغزل متصاعد بدا باتصال الملك السعودي  بالرئيس التركي وما تلاه من تصريحات لعادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية يتحدث فيها عن عودة العلاقات بين الرياض واسطنبول إلى دورتها الطبيعية رغم حجم الخلافات بينهم والمتعلقة بالهيمنة على العالم الاسلامي..

فربما تكون السعودية تتخذ من اي تدخل تركي محتمل ورقة للضغط على حليفتها المتمردة  والمعرقلة لكل جهودها في تنفيذ إتفاق الرياض  أو ربما لحسابات أخرى في ظل المخاوف من سياسة الديمقراطيين الجديدة في الولايات المتحدة الامريكية.

خلافاً للسعودية يخيم القلق بشكل متصاعد على الإمارات التي كانت تطمح لنهاية قريبة للحرب تمكنها من الهيمنة عبر اجنحتها المحلية على مناطق جنوب اليمن الممتدة من الساحل الغربي حتى الشرقي مروراً بالهلال النفطي في شبوة وحضرموت ومأرب، وقد تجلى  هذا القلق بتسليط الاعلام الاماراتي الضوء على التحركات التركية المتصاعدة ومهاجمة “الاخوان” في اليمن ..

أياً تكون السناريوهات المرتقبة جنوب اليمن في ظل المتغيرات الأخيرة تبقى جميعها ضمن الحرب على اليمن والسعي لنهب مقدراته.. فتركيا كانت جزء من تحالف الحرب الذي قادته السعودية في مارس من العام 2015، وربما تقارب السعودية معها قد يكون من باب مخالفة الأحذية في ظل ضيقها بالإمارات لا أكثر.

البوابة الإخبارية اليمنية