معركة الإنتقالي الصامتة لإسقاط “الشرعية“ جنوباً.. “تقرير“..!

229

أبين اليوم – تقارير

تعيش المحافظات الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية للتحالف جنوب وشرق اليمن منذ أيام مخاض عسير ، يبدو في ظاهرها مطالب حقوقية وثورة شعبية، لكن في باطنها يحمل أبعاد تحاول قوى الإستفادة منها للتحرك في إطار معركة تحدد مستقبلها في ظل التطورات المتسارعة على الأرض وخلف الكواليس، فهل ينجح الإنتقالي من استثمار الغضب الشعبي  لتوجيه ضربة غير متوقعة لخصومه في “الشرعية” أم أن حسابات داخلية وخارجية قد تفشل خطته التي لم ينكر وقوفه وراء تنفيذها وتقلب الطاولة على رأسه..!

بعيداً عن عدن التي تعد بمثابة معقل الانتقالي منذ سيطرته عليها في أغسطس من العام 2019، عقب معارك مع قوات هادي، ونجح خلال مفاوضات الرياض من شرعنة قبضته عليها عبر استلام سلطتها المحلية واخضاع الحكومة الجديدة لهادي لإرادته مع أنه لا يملك فيها سوى بضعة حقائب وزارية..

وتشهد منذ أيام فعاليات إحتجاجية وصلت خلال الساعات الماضية إلى تطويق مقر حكومة هادي بتظاهرات شعبية، يبدو التركيز الآن على المحافظات الشرقية بدء في أبين، البوابة الشرقية لعدن، والتي رغم سيطرة فصائل الإنتقالي على مدنها الرئيسية كزنجبار وجعار لا تزال سلطتها بيد خصومه وتحديداً علي محسن، وهذه المحافظة التي حاول الإنتقالي الأسبوع الماضي فرض سيناريو جديد يتمثل بطرد المحافظ المحسوب على هادي ونائبه، تستعد اليوم لمصادمات قد ترسم ملامح مستقبل المحافظة التي ينص إتفاق الرياض على تغيير مدير أمنها ومحافظها ضمن عملية محاصصة يشارك فيه الإصلاح والإنتقالي.

قلب الإنتقالي خلال تظاهرته للموازين في هذه المحافظة سيمثل إنطلاقة نحو محافظات مجاورة كمحافظة شبوة التي يطمح الإنتقالي  للسيطرة عليها وبدا خلال الأيام الماضية ترتيبات للانتفاضة فيها برزت باللقاء الذي جمع القائم بأعمال رئيس المجلس ناصر الخبجي برئيس فرع المجلس في شبوة رائد ضباب بالتزامن مع تحشيدات عسكرية للمجلس على تخوم  المحافظة النفطية وسط استقطابات لقيادات عسكرية في ظل  مؤشرات انقسام حلف هادي والإصلاح والذي اتسع بفعل الصراع على عائدات ميناء قنا بين محافظ الإصلاح محمد بن عديو  ونائب مدير مكتب هادي احمد العيسي.

بغض النظر عن السيناريو الذي يعده أتباع الإمارات لشبوة ويبدو في ظاهره شبيه بسيناريو سقطرى عندما سلمت قوات هادي معسكراتها للإنتقالي وانضمت إليه مع أنها كانت تتلقى توجيهاتها من أحمد الميسري وزير الداخلية  والخصم اللدود للانتقالي،  يبدو المشهد أكثر قتامة في وادي حضرموت أو ما تعرف بالهضبة النفطية وقد تمكنت فصائل الإصلاح هناك بإخماد محاولة من الإنتقالي لانقلاب سلمي بدفع انصاره بزي مدني لاقتحام المجمع الحكومي.

رغم سقوط قرابة 21 مصاباً في المواجهات الأخيرة بين أنصار الإنتقالي وقوات هادي بوادي حضرموت، إلا أن القوى الحضرمية ما تزال ملتزمة الصمت ربما لأنها تدرك بأن هدف التظاهرة في هذا التوقيت ذات أبعاد تتعلق بمحاولة الإنتقالي إجهاض مساعي هذه القوى  لإعلان إقليم حضرموت، وهو ما يعني فشل خطة الإنتقالي لتحشيد الحضارم ضد الإصلاح في أهم منطقة ثرية بالنفط والغاز.

لا مؤشرات حتى الآن على قدرة الإنتقالي في فرض واقع جديد بمعاقل خصومه المكتظة بعشرات الألوية العسكرية من شأنها تعزز دعواته المتكررة للتفاوض المباشر مع صنعاء بشأن مستقبل الجنوب، ولا أمل بإمكانية التحرك عسكرياً في ظل قيود الرياض ، لكن توقيت تحرك الإنتقالي شعبياً في ظل ظروف عصيبة يعيشها المواطنين في محافظات الجنوب والشرق وتحديداً الثرية بالنفط والغاز يبعث الكثير من الأمل بإمكانية تحقيقه ولو قدر بسيط من المكاسب خصوصاً في ظل انشغال خصومه في الشرعية بمعارك الشمال وتحديداً مأرب.

البوابة الإخبارية اليمنية