صنعاء تمنح الإنتقالي الضوء الأخضر لبدء معركة الهلال الشرقي.. “تقرير“..!

396

أبين اليوم – تقارير

على واقع تصريحات المجلس السياسي الأعلى بشأن ترتيباته لمعركة حضرموت وشبوة، آخر معاقل الإصلاح شرق اليمن، تداعى المجلس الإنتقالي لعقد إجتماع طارئ لقياداته في تلك المحافظات وسط مؤشرات على تصعيد كبير  يعده المجلس المدعوم إماراتياً، فهل كانت هذه التحركات المتوازية محل صدفة أم وفق ترتيبات معدة مسبقاً، وما تداعياتها على مستقبل الإصلاح..؟

عضو المجلس السياسي في صنعاء، سلطان السامعي، قال خلال ظهور إعلامي لأول مرة منذ فترة.. أن تركيز صنعاء حالياً على معركة حضرموت وشبوة، وهو بذلك يشير إلى أن حسم الحرب في مأرب أصبح مسألة وقت لا اكثر.

وبالتزامن مع مقابلة السامعي في قناة الميادين ، كان المجلس الإنتقالي الجنوبي يعقد في حضرموت إجتماع رفيع المستوى لقياداته في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، شارك فيه رئيس المجلس عيدروس الزبيدي هاتفياً من مقر إقامته في العاصمة الإماراتية، ابوظبي.

اختيار صنعاء لظهور ، القيادي البارز في الحزب الاشتراكي، للحديث عن معركة شرق اليمن التي كانت ذات يوم ضمن دولة الحزب جنوب اليمن، لم يكن اعتباطياً وليس عفوياً، فظهوره يحمل رسائل عدة أبرزها لقادة الحزب في الجنوب والذي يشكلون حالياً قوام قيادات ما يعرف بالمجلس الانتقالي..

كما أن السامعي والزبيدي التقيا في محافل عدة في الخارج وابرز المتهمين من قبل أطراف محلية واقليمية بالولاء لإيران وهو ما يشير إلى ان قيادات الحزب الاشتراكي الذي يشارك في السلطة بصنعاء ويقود معارضة قوية جنوب اليمن قد يكون حلقة الوصل المفقودة بين الطرفين بغض النظر عن تصريحات الخصام وخلافات الوحدة والانفصال.

أيضاً.. لم يكن اجتماع قيادات الإنتقالي على مستوى الهلال النفطي في شرق اليمن محظ صدفة ، فتوقيته المتزامن مع تظاهرات يحاول الإنتقالي إخراجها في شبوة وقبلها في حضرموت يشير إلى أنه ذات أبعاد تصعيدية، خصوصاً في ظل التعبئة التي اعلنها الزبيدي في كلمته أمام المشاركين في الاجتماع وشدد فيها على ضرورة خروج فصائل الإصلاح من حضرموت وشبوة والمهرة مقابل العودة إلى طاولة المفاوضات في الرياض والتي ترعاها السعودية.

اذاً..ثمة شبه إجماع بين صنعاء والإنتقالي حالياً بشأن وضع المحافظات النفطية في الهلال الشرقي والتي حولها الإصلاح على مدى عقود مضت إلى مشاريع خاصة لإثراء قياداته ونهب ثروات البلد القومية والمتاجرة بها على حساب  عشرات الآلاف الجوعى شمالاً وجنوباً، وتمويل حروبه للاستحواذ على السلطة، لكن هل يدفع هذا الاجماع نحو قرار تاريخي ينهي هيمنة لوبي الحزب وحلفائه على موارد الدولة؟

فعلياً.. يبدو الإنتقالي المحاصر في عدن والذي يستخدم سلاح التجويع لتطويق رقبته مجبراً قبل أي طرف آخر على خوض معركة الهلال النفطي على الأقل لفرض واقع جديد يمكنه من التفاوض مع صنعاء والتي ظل رئيسه الزبيدي يرددها في أكثر من تصريح رغم الانزعاج السعودي..

وتبدو أيضاً الفرصة مواتية لتوجيه ضربة خاطفة في ظل انشغال الإصلاح بمعقله في مأرب  خصوصاً في ظل الضغوط الدولية لوقف اقتحام مأرب وفي حال تمت بناء على مبادرة سلام شامل سيجد الانتقالي نفسه في زاوية ضيقة ينتظر فيها ما تجود به السعودية ضمن شرعية الإصلاح وهادي، وسينهي مشروعه إلى الأبد.

عموماً.. جميع المؤشرات حتى اللحظة تشير إلى أن هذه المحافظات النفطية والتي تطوقه قوات صنعاء من جميع الإتجاهات تستعد لحراك بدأ قبل أيام بانتفاضة في معقل الإصلاح بوادي حضرموت وتتواصل في شبوة وذاك الحراك يقوده الانتقالي وقد يسهل عملية السيطرة على المحافظة النفطية.

 

البوابة الإخبارية اليمنية