قطر تنافس الإمارات على حصتها في المؤتمر الشعبي.. “تقرير“..!

239

أبين اليوم – تقارير

يمر المؤتمر الشعبي العام، الذي ظل لعقود أكبر القوى اليمنية بفعل استحواذه على السلطة  واستخدامها كوسيلة استقطاب لتشديد قبضته على الحكم، بمخاض عسير ينذر بتفككه وينهي مستقبله إلى الأبد، فهل يصمد هذه المرة؟

إعلان طارق صالح، الذي يرتبط اسمه بعمه مؤسس الحزب،  تشكيل مكتب سياسي بإسم “المقاومة الوطنية” في الساحل الغربي لليمن، وبدئه سحب بساط المؤتمر بضم فروعه بغية التوسع على أنقاضه، كان فقط البداية، فالمؤشرات تؤكد بأن الحزب الذي لا يزال خارج الحسابات منذ مقتل زعيمه في محاولة إنقلاب ديسمبر من العام 2017 ، في طريقه للتفكك   وسط حملة استقطاب إقليمية.

قد يكون طارق فتح الباب لمؤتمرات متعددة ، وهذا باعتراف رئيس الحزب في صنعاء، صادق أمين أبو راس، الذي أشار في آخر كلمة له إلى أن طارق تعرض لضغوط إماراتية لشق الحزب رغم معارضة قيادات أخرى، لكن المخاوف من أن يكون طارق الطرف الأضعف في المعادلة في ظل دخول قيادات أكثر حنكة سياسية ونفوذ إجتماعي وسياسي وتتخذ من مناطقها مراكز دعم وتحشيد على الخط وعلى رأس اولئك  احمد الميسري، وزير الداخلية السابق بحكومة هادي، وابرز زعماء المؤتمر الشعبي في المحافظات الجنوبي..

وقد سبق له وأن أسس مكونه عبر استقطاع حصة المؤتمر في المحافظات الجنوبية واعادة تسميتها بإسم “مؤتمر شعب الجنوب” وحالت رسائل التهديد التي ظل صالح يرسلها للميسري خلال سنوات ما بعد الحرب السعودية على اليمن حائلاً دون شروع الميسري بقيادة المؤتمر جنوب او فصله رسمياً..

لكن اليوم يبدو الوضع مختلف وقد شرعت عائلة صالح ذاتها بتفكيك المؤتمر وإعادة تشكيلها لما يخدم مصالح أجنبية، وقد وجد الميسري في قطر التي تستعد لإعادة تسويقه إعلامياً ضالته، وسط أنباء تتحدث عن مساعيه لإنشاء تحالفات مع القيادي البارز في حزب الإصلاح وابرز خصوم المؤتمر حميد الأحمر واحمد العيسي وهو ما يعني نجاح الإصلاح بتحويل المؤتمر ابرز اعدائه إلى حزب آخر في جيبه فقط كما فعل بالحزب الاشتراكي من قبل بعد حرب الإنفصال في العام 1994.

قد يبدو المشهد مقتصراً على 3 أقسام للمؤتمر  بدأ بمركزه في صنعاء مروراً بظله الجديد في الساحل الغربي وصولاً إلى فصله في الجنوب،  لكن خلف الكواليس ثمة أكثر من مؤتمر قادم، فالتحالفات الأخيرة التي يقودها هادي مع جناح الصقور على رأسهم احمد عبيد بن دغر الذي يمثل جبهة حضرموت ورشاد العليمي الذي ينافس البركاني على حصة تعز ناهيك عن  الغموض الذي يكتنف مصير نجل صالح المقيم في ابوظبي والذي كان في آخر ظهور له كشف عن ترتيبات لإعادة المؤتمر للواجهة  ودعا لمصالحة وطنية..

فعلياً منذ سقوط السلطة من يده في العام 2011، لم يعد المؤتمر مؤثراً كما كان قبل ذلك،  وحتى محاولة صالح بعد ذلك الحفاظ على الحزب متماسكاً في ظل الاستقطابات التي تلت  ذلك ودفعت قيادات في الصف الأول للالتحاق بركب قوى السلطة الجديدة لم تكن سوى مجرد تحنيط لحزب انتهى، لكن الانشقاقات التي يعانيها الحزب اليوم قد تمثل بداية النهاية  لمستقبله في حال لم تحدث معجزة لانتشاله او إعادة بناء تحالفات حقيقة عبر مركزه في صنعاء لمواجهة محاولات تفتيته.

 

البوابة الإخبارية اليمنية