على عتبة الاستقلال الأول.. صفحات من نضال شعبنا (2-2)

249

إعداد/ نصر صالح

على عتبة الذكرى 53 للإستقلال الوطني الأول لشعب الجنوب اليمني من ربقة الإستعمار لعدن والإحتلال والوصاية على بقية المناطق الجنوبية والذي دام زهاء 129 عاما.. نستذكر صفحات مشرفة من النضال المجيد لشعبنا.. (الجزء الثاني).

▪ مسيرة الثورة حتى الإستقلال:
وبعد قيام ثورة سبتمبر تطور العمل الثوري وجد ثوار الجنوب مساحة واسعة ومساعدة ومساندة قوية من أخوانهم المصريين ومن أخوانهم في الشمال برغم وضعهم وظروفهم آنذاك فقد كانوا يواجهون حرب شرسة قادتها المملكة السعودية في محالة إحباط الثورة والقضاء على النظام الجمهوري استمرت سبع سنين.
وشهدت ردفان خلال عامي 1962 و1963 نشاطا مكثفا للثوار. وفي 14 اكتوبر 1963 قامت الثورة لتحرير الجنوب اليمني المحتل تزامنا مع استشهاد راجح بن غالب لبوزة.. (كان استشهاد لبوزه قبل إعلان تشكيل جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل وقبل تبني العملية والإعلان رسميا عن قيام الثورة).
وتوسعت الثورة في سائر مناطق الجنوب، ففي نوفمبر عام 1963 م قام ثوار الحواشب باغتيال المستشار البريطاني، وفي نفس العام دخلت الثورة المسيمير والشعيب.
– وفي 10 ديسمبر 1963م نفذ خليفة عبدالله حسن خليفة اول عملية فدائية داخل مستعمرة عدن بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني أسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الفيدرالي التي شكتها بريطانيا. وكانوا يهمون بصعود الطائرة للتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن لها الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية في عدن.
– وفي11 ديسمبر 1963م صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي قضى بحل قضية الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره.
– في 7 فبراير 1964م كانت أول معركة للثوار اليمنيين استخدموا فيها المدافع الرشاشة في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان (لحج).
– وفي 3 أبريل 1964م شنت ثماني طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب، في محاولة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية، لإيقاف الهجمات الفدائية المسلحة التي يشنها الفدائيونوينطلقون من أراضيها.
– وفي 28 أبريل 1964م شن مجموعة من فدائيي حرب التحرير هجوماً على القاعدة البريطانية في الحبيلين (ردفان) ، وقامت طائرات بريطانية في 14 مايو 1964م بغارات ضد الثوار في قرى وسهول ردفان، أدت إلى تدمير المنازل في المنطقة، كما أسقطت منشورات تحذيرية للثوار الذين أسمتهم بـ”الذئاب الحمر”، وفي 22 مايو 1964م أصاب الثوار في ردفان طائرتين بريطانيتين من نوع “هنتر” النفاثة.
– وفي 24 يوليو 1964م انطلق الكفاح المسلح في إمارة الضالع بقيادة علي احمد ناصر عنتر، عقب عودة عدد من الشباب بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962 في صفوف الحرس الوطني..
واشتدت العمليات الفدائية على قوات الاستعمار التي أصدرت قانون الطوارىء في 19 يونيو 1965م.
– وفي عام 1965م اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
– وفي 22 فبراير 1966 أصدرت الخارجية البريطانية “الكتاب الأبيض” الذي أعلن فيه رسمياً قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968م.
– وفي 22 أبريل 1966م أسقط ثوار جيش التحرير طائرة بريطانية أثناء قيامها بعملية استطلاعية لمواقع الثوار في الضالع والشعيب، فأرسلت السلطات الاستعمارية للغاية نفسها طائرة أخرى، وكان مصيرها كسابقتها.
– وفي 28 يوليو 1966م قام فدائيو حضرموت بقتل الكولونيل البريطاني جراي، قائد جيش البادية. (وكان هذا الضابط هو الذي نفذ عملية اغتيال المناضلة الفلسطينية رجاء أبو عماشة عند محاولتها رفع العلم الفلسطيني مكان العلم البريطاني أثناء فترة الانتداب البريطاني لفلسطين).
– وفي أغسطس 1966م اعترافت بريطانيا بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965م القاضي بحق شعب الجنوب اليمني المحتل في تقرير مصيره.
– وفي 31 ديسمبر 1966م قام ثوار جيش التحرير بهجوم مباغت على القاعدة البريطانية في الضالع، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية آخرين، وتدمير ثلاث سيارات “لاند روفر”، وإحراق عدد من الخيام بما فيها من مؤن ومعدات.
– وفي 8 مارس 1967م أصدرت الجامعة العربية قراراً تشجب فيه الوجود البريطاني في جنوب اليمن.
– وفي 2 ابريل 1967 وصول وفد الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، وحدث إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد، وكثف الثوار من عملياتهم ضد مواقع الجيش البريطاني ودورياته العسكرية واستمر سماع اصوات الرصاص والقنابل طوال ذلك اليوم.
– وفي 3 أبريل 1967م نفذ فدائيو جبهة التحرير عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.
– وتمكن الفدائيون في 20 يونيو 1967م من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
– في الاول من سبتمبر 1967 اندلع الإقتتال الأهلي في عدن بين رفقاء النضال (الجبهة القوية وجبهة التحرير) ولكن تم الصلح بين المقاتلين واوقف الإقتلال بعد أسبوع ووحد من اندلاعه، بتدخل من جانب أعيان مدينة عدن وأئمة مساجدها، كما شارك ضباط من الجيش الإتحادي من (الليوي) في عملية الصلح ووقف الإقتتال.
– وفي 5 نوفمبر 1967 حدث إنقلاب في صنعاء أطاح بالرئيس عبد الله سلال في صنعاء.
– وفي 6 نوفمبر 1967 عاد الإقتتال مجددا بين جبهة التحرير وتنظيمها الشعبي من جهة والجبهة القومية من جهة أخرى في عدن وانحاز جش الإتحاد الفيدرالي (جيش الليوي سابقا والتابع لبريطانيا) إلى صف الجبهة القومية بطلب من بريطانيا، وكان ممثلون عن جبهة التحرير والجبهة القومية يعقدون اجتماع مباحثات بخصوص الاستقلال برعاية مصر، غير انه وبعد انحياز جيش الاتحاد إلى صف الجبهة القومية طلبت القيادة من وفدها وقف المحادثات والعودة إلى عدن. ترافق ذلك بعد تحيز إذاعة عدن لصالح الجبهة القومية بتسهيل بريطاني.
– وفي مساء 7 نوفمبر 1967 طلبت قيادة جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية من عناصرها إيقاف الاقتتال والانسحاب من عدن إلى تعز، وترك المجال للجبهة القومية لتتفاوض مع بريطانيا بشأن استلام الإقتتال لأن الهدف من الثورة هو إرغام بريطانيا على الرحيل من الجنوب ولا شيء أخر.
– وفي 14 نوفمبر 1967 أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967م وليس في 9 يناير 1968م، كما كان مخطط له سابقاً.
– وفي 21 نوفمبر 1967 بدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب اليمن، وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
– وفي 26 نوفمبر 1967 بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن، كما غادرها في نفس اليوم المندوب السامي البريطاني (حاكم عدن) السير هامفري تريفليان.
– في 27 نوفمبر 1967 تم حصار صنعاء من قبل القوات الملكية المدعومة سعوديا والمؤيدة بريطانيا بعد استكمل اعداء ثورة 26 سبتمبر 1963 قطع الطريقين صنعاء الحديدة وصنعاء تعز، وبدأت حرب السبعين يوما للدفاع عن صنعاء، وشاركت نخبة من قوات جيش التحرير ومن فدائيي التنظم السعبي وجبهة التحرير في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري في الشمال وفي فك الحصار.
– وفي السابعة من صبيحة الـ30 من نوفمبر 1967 وصل إلى مطار عدن الرئيس قحطان الشعبي ومعه عبد الفتاح إسماعيل وبقية الوفد المفاوض، واجري لهم استقبال جماهيري حاشد.