بدء تنفيذ سيناريو عدن بحضرموت ..“تقرير“..!

300

أبين اليوم – تقارير

الفوضى تقرع بوابة المحافظات الشرقية لليمن، الأكثر هدوء على مر التاريخ،  لكن هذه التطورات التي شابتها اغتيالات ومواجهات وتحريك للقاعدة خلال الساعات الماضية، ليست إلا البداية فقط ، فكل المؤشرات تؤكد بأنها على طريق ما يسمى بـ”اقليم عدن” في العنف الذي بدأ بصورة اغتيالات وتصفيات وانتهى بجر تلك المحافظات الممتدة من الضالع إلى أبين مروراً بلحج وعدن إلى أن تكون ساحة مواجهات مفتوحة، كون جميع هذه التحركات ذات أبعاد إقليمية وتتعلق بنتائج الحرب على اليمن الممتدة منذ 6 سنوات.

في محافظة المهرة، الواقعة عند أقصى الحدود الشرقية لليمن، والمعروفة تاريخياً بهدوء أهلها وسعة صدورهم، تفيد الأنباء الواردة بمحاولة إغتيال لعميد في قوات هادي وأحد أهم الشخصيات المؤثرة في المحافظة، وهذه الحادثة لم تكن تذكر على مدى العقود الماضية مع أن أحداث مشابهة بدأت تتصاعد مؤخراً مع بدء الصراع السعودي- الإماراتي ضد أبناء القبائل في المحافظة التي لا تزال تتمسك بمبدأ “مقاومة الاحتلال” ورفض الاغراءات السعودية التواقة لتحويل المحافظة الأهم استراتيجيا منفذ لها على بحر العرب وشق قناة بحرية عبر اراضيها الخصبة لتصدير النفط السعودي إلى دول العالم.

المهرة واحدة من محافظات الإقليم الشرقي لليمن أو ما تحاول دول إقليمية ودولية تسميته بـ”اقليم حضرموت” ضمن خارطة تمزيق اليمن، وتضم أيضاً حضرموت وشبوة إلى جانب سقطرى التي اصبحت بموقعها الاستراتيجي على بحر العرب وخليج عدن والمحيط الهندي تحت الوصاية الإماراتية فعلياً بمشاركة السعودية وبحضور أمريكي وإسرائيلي وبريطاني..

وخلافاً للوضع في سقطرى، بدأ الوضع في حضرموت وشبوة مشابهاً لما يدور في المهرة وكانت غرفة عمليات واحدة من تحركه بغية تطبيق سيناريو يفضي إلى اقتتال اهلي، ففي محافظة شبوة التي تشكل رأس الهلال النفطي لليمن، تصاعدت حدة المواجهات بين القبائل وقوات هادي مع إندلاع اشتباكات في محيط منزل شيخ قبلي موالي للمجلس الانتقالي بمدينة عتق ترفض فصائل هادي بقائه بمعية مرافقيه..

وهذه التطورات التي تنذر بمواجهات بين قبيلة الربيز وهادي تزامنت مع إحتدام معارك قبلية  في المحافظة عقب إغتيال شيخ قبلي في وقت سابق بالتوازي مع حملة اعتقالات تشنها فصائل الإصلاح وقد تزيد الوضع تعقيداً..

على ذات الصعيد، تدور تحركات في حضرموت المجاورة لا تقل أهمية عن شبوة والمهرة ، مع بدء الإمارات توسيع إنتشار الفصائل الموالية لها  بوادي حضرموت أبرز معاقل هادي المحاذية للسعودية والهدف السيطرة على الهضبة النفطية في هذه المنطقة التي فعلت فيها توا الصراعات القبلية بغية قطع الطريق على قواها الاجتماعية رسم مستقبل المحافظة الأهم بالنسبة لليمن  وثروته القومية.

لم تكن هذه الحوادث نهاية المطاف، بقدر ما تعكس مستقبل غامض يواجه هذا الجزء الهام من اليمن في ظل مساعي تقاسمه كغنائم حرب  للحلفاء الاقليميين ورعاتهم الدوليين، وارهاق سكانه بالصراعات تلك التي مكنت التحالف من إعادة صياغة مستقبل عدن ومحيطها وفق لأجندته التي تضع اليمنيين في صراع دائم مع إبقاء ثرواتهم ومناطقهم الاستراتيجية تحت قبضة ما يصفوه بـ”الاحتلال”.

البوابة الإخبارية اليمنية