صراع الإمبراطوريات في كلمة شي ومقال بايدن

243

ابين اليوم – متابعات

تجدر المقارنة بين ما جاء في كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي ألقاها في قمة منظمة شانغهاي العشرين الأخيرة، وبين ما جاء في مقال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي أعادت نشره مجلة «فورن أفيرز»، والذي حدّد فيه جو بايدن أهم ملامح سياساته، إذا ما انتُخب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية.

رسم الرئيس شي جين بينغ، في كلمته، صورة عن طبيعة السياسات الخارجية الصينية ومحدّداتها، وكان أهمّها التشديد على فكرة التعدّدية القطبية في إدارة شؤون العالم، تحت مظلّة المنظومة الدولية في مواجهة الأحادية القطبية. وركّزت الكلمة على وجوب دعم جهود الدول لتحقيق أجنداتها المحلّية بما يؤمّن استقرارها السياسي والاجتماعي الداخلي، مع التشديد على رفض تدخّلات القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لدول «منظمة شانغهاي» تحت أي ذرائع كانت. وأكد الرئيس الصيني، في كلمته، أنّ الحضارات الإنسانية متكافئة لا أفضلية لإحداها على الأُخرى، وأنّ لكلٍّ منها ما يميّزها، وأكّد كذلك ضرورة تشجيع التعارف في ما بين الحضارات الإنسانية، إضافة إلى تدعيم علاقات حسن الجواروالصداقات في ما بين الدول. وأضاف الرئيس شي جين بينغ أنّ الصين لا يمكنها تحقيق التطوّر بمعزل عن العالم، وأنّ العالم يحتاج إلى الصين لتحقيق الرخاء، داعياً الجميع إلى البناء على حركة النمو الصينية والإفادة منها، ولعلّه استند في دعوته تلك إلى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، وإلى ما وصل إليه حجم الاقتصاد الصيني ومعدّلات نموّه مقارنة باقتصادات دول العالم الأخرى. ولا تختلف هذه المحدّدات التي عرضها الرئيس الصيني، في جوهرها، عمّا جاء عليه البيان الختامي للقمة المنعقدة، الذي يمثّل سياسات دول «منظمة شانغهاي» عموماً.

من جهة أخرى، نجد أنّ الفكرة الأبرز التي وردت في مقال جو بايدن المُشار إليه أعلاه، والذي جاء بعنوان «لماذا يجب على أميركا أن تقود مجدداً»، هي عزمه خلال السنة الأولى من حكمه على عقد قمة دولية، يدعو إليها زعماء تلك الدول التي تعدّها أميركا ديموقراطيات ودول «العالم الحر». وهذه التصنيفات، بحسب ما بات معروفاً، تعني في القاموس الغربي الدول الاستعمارية في الأصل، وبعض الدول الأخرى التي ترتضي الدوران في الفلك الأميركي. كذلك، ستتمّ دعوة منظّمات المجتمع المدني إلى تلك القمة، وهذه المنظّمات تعدّ الأداة المفضّلة لدى أجهزة الاستخبارات الغربية والأميركية، للعبث في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وإثارة حالة عدم الاستقرار السياسي. وبحسب المقال، تهدف هذه القمة إلى مواجهة النظم «الأوتوقراطية»، وتدعيم الديموقراطية وترسيخ نشر الأفكار الليبرالية، التي باتت مهدّدة على حدّ قول بايدن. ويضيف المقال أنّ الولايات المتحدة الأميركية ستأخذ مقعدها الطبيعي على رأس الطاولة لتنظيم شؤون العالم، لأنّ ما دون ذلك يمكن أن يغرق العالم في الفوضى على حدّ زعم بايدن، الذي يتعهّد بالآتي: «كرئيسٍ، سآخذ خطوات فورية لتجديد ديموقراطية الولايات المتحدة الأميركية وتحالفاتها، وأحمي مستقبل الاقتصاد الأميركي، وأعيد أميركا إلى قيادة العالم مجدداً».

نقلا عن الاخبار اللبنانية ..