عدن.. أزمات كهرباء وماء واتصالات ونفط.. وانهيار للريال.. هادي يخنق الإنتقالي في أهم معاقله..!

261

أبين اليوم – خاص

فجأة وبدون سابق إنذار، تحل الأزمات على عدن مجدداً، وكأن المدينة التي ظلت على مدى السنوات الست الماضية من عمر الحرب على اليمن ساحة صراع بالوكالة لم يحين الوقت بعد لتستقر على الرغم من تقديمها كل التضحيات في سبيل ذلك.

اليوم يعود المشهد ذاته الذي يتكرر في كل منعطف تمر به المدينة. أزمات لا تنتهي ومستقبل لا يعرف مداه. فالمدينة التي كانت تنفست الصعداء مع وصول الحكومة الجديدة قبل 3 أسابيع، عادت مجدداً لتنطوي على نفسها وقد رأت في الإتفاق الأخير ر بين وكلاء الصراع المحليين مجرد سراب آخر..

فلا الكهرباء تحسنت ولا المياه عادت إلى مجاريها والاعباء تراكمت مثقلة كاهل مواطنيها وتلك احتياجات أساسية كان النهوض بها كفيلاً بإزالة غبار الحرب التي لم تنتهي عن شوارع المدينة.

كان يفترض أن تقطع عدن شوطاً لا بأس به على الاقل في قطاع الخدمات المنهار أصلاً منذ بداية الحرب في العام 2015، مع وصول الحكومة التي وعدت قبل عودتها بأحلام وردية لسكان المدينة..

لكن ما يجري يتناقض تماماً مع ما قيل والأسوأ أن المدينة تبدو في طريقها إلى نفق آخر بدأ تواً.

فعلى واقع التوتر الأخير بين فرقاء السلطة “الإنتقالي وهادي” تفاقمت الأزمات فحل الظلام مع إعلان الكهرباء خروج محطة الحسوة، كبرى محطات توليد الطاقة في المدينة، عن الخدمة..

وغالباً ما يكون مثل هذا الخروج في هذا التوقيت الذي تقف فيه المدينة الساحلية على عتبة فصل الصيف مفتعلاً وذات أهداف تتعلق بالفساد والسلطة..

لكن ليست الكهرباء وحدها المشكلة الآن فخلال الساعات الماضية هزت المدينة موجة من إنهيار الخدمات شملت إنقطاع المياه عن الأهالي وحتى خدمات الإتصالات النقالة عن بعض احيائها ناهيك عن الإنهيار المستمر للعملة المحلية والأسعار المرتفعة للمواد الغذائية.

لم يكن هذا المشهد جديد على سكان عدن الذين تجرعوا على مدى السنوات الست الماضية مرارة الصراع بين الفرقاء الجنوبيين، وهو في الأصل انعكاس طبيعي لحالة الصراع الحالية التي بدأتها الإمارات باستدعاء المحافظ المطالب بإستقرار المدينة عبر إخراج الفصائل المسلحة وفتحها في وجه كافة اليمنيين..

وهدفها أن لا تخرج المدينة إلى النور لترد عليها السعودية بخطوات تصعيدية بدأت عبر تعينات هادي وتغذية انقسام الإنتقالي رغم خطورة مثل هذه الورقة التي تسعى الرياض من خلالها لإحكام وصايتها على المدينة.