هل تمهد الامارات لتسليم الساحل الغربي للحوثين نكاية بالسعودية.. تقرير..! 

1٬489

أبين اليوم – تقارير 

 

على إيقاع ازيز الرصاص وفرقعة المدافع، قررت الإمارات إجلاء آخر دفعه من جنودها في خطوط التماس بالساحل الغربي لليمن، تاركة أكثر من علامة استفهام حول الدوافع التي اجبرتها على ترك السعودية تواجه مستقبلاً غامض وحيدة، فهل قررت أبوظبي إنهاء حربها على اليمن والمستمرة منذ 6 سنوات أم أنها مناورة تحاول من خلالها إظهار حجم الفراغ الذي سيخلفه رحيلها عن المشهد في اليمن..!

 

المعارك في جبهات القتال جنوب الحديدة بلغت  خلال الساعات الماضية ذروتها مع اشتدادها على أكثر من جبهة، والخسائر في صفوف الفصائل الموالية للإمارات أو بالأحرى من دفع بهم طارق صالح إلى محارق الموت للتخلص منهم على أمل تسيد المشهد في هذه المنطقة ارتفعت بصورة مخيفة مع إعلان إعلام طارق مقتل 8 وإصابة 11 خلال ساعات فقط من المواجهات التي شهدتها أطراف مديرية الدريهمي.

 

وبعيداً عن جبهات القتال التي أصلاً لم تهدأ رغم إنتشار البعثة الأممية “اونمها” واتفاق ستوكهولم الذي كان من المفترض أن يوقف القتال بصورة نهائية، ثمة ترتيبات من نوع آخر تتم على الأرض  وتنبئ بوضع آخر، أبرزها نقل الإمارات قواتها من المخا إلى عدن وحكر السلطة في هذه المنطقة على طارق صالح بعد تفكيك خصومه وارسالهم إلى الخطوط المتقدمة..

 

فهل ترتب الإمارات لتقارب بين طارق والحوثين، أم تحاول جر الحوثيين لهجوم على الأطراف الجنوبية للساحل الغربي ينتهي بإيعاز لاتباعها بقيادة طارق بالانسحاب نكاية بالسعودية وقطر  اللتان تحاولان تقليص نفوذ ابوظبي والاستحواذ على مكاسبها..؟

 

لم تعرف بعد الدوافع الإماراتية، التي ترفض حتى الآن ضم أتباعها إلى حكومة هادي الموالية للسعودية، لكن حديث طارق صالح عن عرض الحوثيين إطلاق سراح نجله المحتجز على خلفية محاولة الإنقلاب الفاشلة في ديسمبر من العام 2017 مقابل وقف قتالهم  تشير إلى وجود اتصالات من نوعاً ما بين الطرفين..

 

خصوصاً وأن حديث طارق الأخير يؤكد الأنباء التي اتهمته سابقاً بالانسحاب من الدريهمي  كحسن نية للتفاهم مع الحوثيين الذين اطلقوا حينها نجل علي محسن من صنعاء.

 

قد لا تكون الإمارات تخطط لمغادرة اليمن نظراً لنقل قواتها من المخا إلى عدن واحتفاظها بقوات في شبوة وحضرموت وسقطرى ناهيك عن تعزيز وجودها في المهرة، بقدر ما ستكتفي بالتفرج على وضع السعودية وهي تتخبط جنوباً وشمالاً إذا ما تم قراءة تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش التي أعقبت المصالحة السعودية مع قطر وتحدث فيها عن إنتهاء دور بلاده فعلياً في اليمن…

 

وهو بذلك يشير إلى استغناء السعودية عنها، لكن المؤكد أن الإمارات لن تسلم للسعودية التي تضغط عليها في أكثر من جبهة وستواصل دعم الفوضى في وجه الرياض حتى تصل الأخيرة إلى قناعة بضرورة عودة أبوظبي لنجدتها كما فعلت في نوفمبر من العام الماضي عندما اضطر خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي،  لتنفيذ زيارات مكوكية بين الرياض وابوظبي في محاولة لإبرام اتفاق الرياض الذي اعقب دعم الإمارات إنقلاب على أتباع السعودية في عدن في أغسطس من العام الماضي.

 

البوابة الإخبارية اليمنية