بين “فساد“ الحوثي وطهارة “الشرعية“..!

344

أبين اليوم – متابعات

اختارت حركة أنصار الله في اليمن توقيت حساس لتسريب مقطع فيديو عن الخطابات الداخلية لقائد الحركة السيد عبدالملك الحوثي، فما تداعيات ذلك على الوضع العام في اليمن؟

هذا المقطع الذي ظهر فيه الحوثي ينتقد الفاسدين ويستعرض أبرز العمليات المرصودة، وكشف جوانب عدة في حياة الحركة التي يكيل خصومها الإتهامات لها بالفساد رغم صمودها لسنوات في تسير شؤون الدولة في ظل الحرب والحصار المستمر منذ 6 سنوات..

حاولت أطراف موالية للتحالف السعودي – الإماراتي تسويقه ضد الجماعة وكاعتراف منها بالفساد مع أن ما تضمنه خطاب السيد لا يرتقي إلى جريمة فساد وعكس حرص على مصلحة العامة في مناطق سيطرة “الحوثين” متجاهلة بذلك حجم الفساد المهول داخل ما تسمى بـ “الشرعية”..

فعلياً كانت رسالة الحوثي للخارج موفقة، وقد تضمنت ايحاءات للأطراف الأخرى بأن الفساد في مناطق سيطرة صنعاء غير مسموح به ويكاد يذكر ولا يتجاوز عمليات فردية اشبه بـ”الاحتيال” ومع ذلك لن ينجو فاعله من العقاب، لاسيما وأن هذه الرسالة تأتي في وقت تخوض فيه أطراف “الشرعية” صراعات” للسيطرة والنفوذ ونهب مقدرات اليمن من النفط والغاز جنوب وشرق اليمن..

وسباق هادي ومحسن والإصلاح والانتقالي لوضع الحكومة الجديدة تحت الوصاية بهدف إبقاء كافة الموارد جنوب وشرق اليمن تحت هيمنة تلك القوى المتصارعة.

قد يكون خطاب الحوثي لقادة حركته حمل الكثير من المعاني التي تستند إليها الحركة في مسيرتها والثوابت التي تحاول الحفاظ عليها في صفوف المنتمين إليها، لكنه أيضا يعري خصومه أكثر خصوصاً اذا ما قورن الفساد الذي ذكره الحوثي وهو لا يتجاوز قيام مسؤولين باستغلال نفوذهم لبيع جزء من المجهود الحربي المقدم من المواطنين لصالح المقاتلين في الجبهات، والاستئثار به لأنفسهم، مع ما يتم في مناطق “الشرعية” والفصائل الموالية للتحالف والذي يتعدى المليارات يومياً فإنه بالتأكيد يبقى الحوثي الأرفع.