هل يعوّض ترامب السعودية بوضع أنصار الله على قائمة “الإرهاب“..!

223

قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، إن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ناقش مع سلطنة عمان إمكانية أن تصنف أمريكا حركة أنصار الله اليمنية ضمن التنظيمات الإرهابية، خلال زيارة الأخير إلى السلطنة مؤخراً.

وأعرب البوسعيدي في تصريحات خلال مؤتمر دولي في البحرين، عن رفض بلاده لمثل هذا التوجه الأمريكي ، وأضاف متسائلاً: ” هل سيحل هذا القرار الصراع اليمني، مع الأخذ في الإعتبار أن هذه الجماعة طرف مهم؟ أم أنه من الأفضل دعم ما يحاول مبعوث الأمم المتحدة فعله بدعوة الجميع إلى الطاولة بمن فيهم هذه الجماعة”.

ما قاله المسؤول العماني لم يفاجىء المراقبين، فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء الشهر الماضي عن “مصدرين مطلعين”، أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب هددت بإدراج حركة أنصار الله في “قائمة الإرهاب” الامريكية.

كما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في تقرير نشرته أواخر الشهر الماضي أيضاً، أن هناك أنباء عن معارضة وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون، وخبراء مهنيين في وزارة الخارجية الأميركية، لسعي إدارة ترامب لتصنيف حركة انصارالله على انها “منظمة ارهابية”.

من الواضح أن جميع محاولات الإدارة الأمريكية في الدقيقة التسعين من عمرها المشؤوم، تأتي في سياق دعمها وحمايتها للكيان الإسرائيلي بالدرجة الأولى، كما في لبنان والعراق وسوريا واليمن وفي تعاملها مع الإتفاق النووي، وارهاب الدولة الذي تمارسه بالتنسيق مع الكيان الاسرائيلي، والمتمثل بجرائم الاغتيال لعلماء ايران، وكذلك المتمثل في الارهاب الاقتصادي ضد الشعب الايراني.

المخطط الأمريكي بات واضحاً لكل ذي عين، فهو رغم فشله في تحقيق أهدافه، إلا أنه يضرب في لبنان عبر محاولة خنقه اقتصادياً، وضرب اللحمة الوطنية بين أبناء شعبه وتعطيل كل الحلول السياسية، من خلال وضع “حزب الله” على قائمة الإرهاب، وافساح المجال لذيول أمريكا وابواقها وعملائها في الداخل لتعكير صفو السلم الأهلي، والهدف الأول والأخير من ورء كل ذلك هو حماية الكيان الإسرائيلي.

وذات المخطط يجري على قدم وساق في العراق ضد الحشد الشعبي، مع فوارق بسيطة. ويتكرر أيضاً في سوريا عبر قانون “قيصر” وخنق الشعب السوري، الذي مازال ينظر الى الكيان الإسرائيلي كعدو للامتين العربية والاسلامية.

اليوم جاء دور اليمن، بعد أن أفشل رجاله الأشداء في حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية وقواه الوطنية، العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي، كما افشلوا هدف هذا العدوان المتمثل بسوق اليمن الى حظيرة المطبعين والخانعين، وذلك من خلال الانتقام من شعبه عبر محاولة إدراج حركة أنصار الله على لائحة “الارهاب الامريكي”.

بات واضحاً ان الهدف الأول والأخير من وراء هذا الإجراء، هو منع المنظمات الدولية من التعامل مع حركة أنصار الله ، وبالتالي معاقبة الشعب اليمني بالدرجة، عبر منع وصول المساعدات الانسانية الضرورية الى المناطق التي تسيطر عليها حركة انصارالله والقوات المسلحة اليمنية، وهي صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى في اليمن، انتقاما من اهلها في احتضان المشروع الوطني اليمني، ورفضهم مشروع مرتزقة الرباعي المشؤوم.

رغم ان ترامب يحاول في الظاهر عبر هذا الإجراء الإنتصار لبن سلمان في اليمن، وتقديم هدية له قبل رحيله عن البيت الأبيض، في مقابل اكثر من نصف ترليون دولار منحها له ابن سلمان لدعمه في حرب اليمن و توفير الحماية له وتمهيد الارضية امامه للوصوله الى عرش السعودية، الا ان امريكا كانت ومازالت لا ترى الا مصلحة “اسرائيل” ، قبل وبعد كل قرار او اجراء تتخذه في منطقة الشرق الاوسط، وما الحرب الظالمة التي فرضت على الشعب اليمني وما دعمها لبن سلمان، الا لمصحة “اسرائيلية” بحتة، وكل ما يقال عن “عاصمة الحزم” و”الانتصار للشرعية” ، الا ذرا للرماد في العيون.

وكما فشلت امريكا في العراق وسورية ولبنان في تحقيق اهداف “اسرائيل” ، فانها ستشفل وبشكل افظع في اليمن، البلد الذي ابتلعت ارضه كل من فكر بغزوها واستعباد اهلها عبر التاريخ، فلا ارض اليمن تتحمل الغرباء، ولا رجاله اهل ذلة وخنوع، لذلك أصبحوا مثالا يضرب في العزة والكرامة والانفة والرجولة، ليس بين العرب فقط ، بل بين جميع شعوب العالم.

المصدر: العالم