بُرع .. المحمية التي فاق سحرها الخيال..!!

برع محمية طبيعية  تصل مساحتها إلى 4100 هكتار , وهي أحد البقايا للغابات الاستوائية المدارية  في شبه الجزيرة العربية ككل, والسفر إلى هذه المنطقة يعد بمثابة رحلة إلى قلب التاريخ الطبيعي لليمن السعيد.

697

ابين اليوم – متابعات

إيمان الربع

من لا تسحر عيناه وتعلق روحه عن زيارته لهذه المنطقة التي سلبت عقول كل من زارها , تعد منقطة برع المحمية  الطبيعة  وتعد أدغال اليمن السعيد والنابضة بالخضرة , وتقع في مدينة الحديدة وقد أعلنت محميه برع من قبل الأمم المتحدة ( اليونسكو) في أواخر عام 2011م ضمن لائحة التراث الإنساني, بعد إعلانها محلياً كمحمية طبيعة في عام 2006.

برع محمية طبيعية  تصل مساحتها إلى 4100 هكتار , وهي أحد البقايا للغابات الاستوائية المدارية  في شبه الجزيرة العربية ككل, والسفر إلى هذه المنطقة يعد بمثابة رحلة إلى قلب التاريخ الطبيعي لليمن السعيد.

بمجرد دخول هذه المحمية تشد أنتباهك القردة ، التي تلّوح بيدها للضيوف،  وكأنها تعبر عن الحفاوة الشديدة بقدوم الزوار إليها، وينتشر قرد البابون بكثافة في ( محمية بُرع) ، وخلافاً لبقية الحيوانات التي تفر عند وصول الزوّار، يتجمع القرود مع صغارهم، من جميع الأحراش إلى وسط الطريق الأسفلتي لاستقبال الزوار .

الأشجار النادرة في المحمية

 وقد خصصت الكثير من الدراسات العلمية  في هذه المحمية لتحديد النباتات النادرة المتوجودة فيها وقد قدر عددها بـ 315 نوعاً نباتياً في المحمية، منها 63 نوعاً نادراً على المستوى الوطني والاقليمي، ما جعلها ذات مكانة بيئية خاصة. كما أن هناك 35 نوعاً مهدداً بالانقراض وتعمل إدارة المحمية على حمايتها واستدامتها, وثمة أنواع متوطنة لا توجد في أي مكان آخر، أهمها ( الصبر والبياض والقطف)  ، وهناك أصناف نباتية تستعمل لغرض العلاج أمثال العثرب والأراك (السواك) والبابونج والهيدر، كما أن هناك أصنافاً عطرية مثل أشجار الشذاب والريحان والفل.

وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة أنواع النباتات في هذه المحمية تقدر بنحو 10 في المئه من نباتات اليمن ككل.

حيوانات نادرة وسامة

 تنتشر في المحمية الأنواع النادرة من الحيوانات ، مثل الضبع المخطط والدعلج الهندي والنمس الأبيض الذيل والوشق ذي الأصول الأفريقية وقد شهدت المحمية وجود بعض الأنواع المتوطنة مثل القنفذ الأسود والأرنب البري والوبر والذئب العربي والثعلب.

ووجد المصنفون أن محمية بُرَع تضم 13 نوعاً من الزواحف، يتصدرها الورل اليمني المعروف بصائد الثعابين، وهـو كبير الحجـم بحيث تسهل رؤيته بين الحين والآخـر. وتعيش فيها أيضاً الحية النافخة الأفريقية وثعبان الكوبرا السام وأنواع من سلاحف المياه العذبة.

 وللسحالي تواجد لافت، لكن أبرز أنواعها انتشاراً سحلية الوحر كثيرة التواجد فوق الصخور .

ملاذ الطيور النادرة

وتعتبر محمية غابة بُرَع الوجهة الأبرز لتواجد الطيور وتنوعها، وقد اختارتها المنظمة الدولية لحماية الطيور (BirdLifInternational ) التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها ضمن أهم 57 موقعاً عالمياً للطيور المتوطنة والنادرة, وأثبتت الدراسات التصنيفية وجود 93 نوعاً من الطيور على مدار العام، منها 32 نوعاً متوطناً و17 نوعاً ذات أصول أفريقية.

 ويعتبر أبو معول الرمادي ، يليه طائر الذباب الأفريقي ثم الثرثار العربي من الطيور المتواجدة بكثرة في برع وتستضيف المحمية خمسة أنواع من الطيور النادرة تأتيها خلال فصل الصيف للتزاوج والتكاثر، أبرزها طائر الكوكو المتطفل والحمامة الخضراء.

وتزخر المحمية بأنواع نادرة من الطيور بات بعضها نادراً، منها الزرياب المغرد والطليق ذو المنقار المميز بألوانه الزاهية والمهلل والحجل، بالإضافه إلى الحسون الذي اختير رمزاً وطنياً مع شجرة دم الأخوين، ونقار الخشب واليمام والحمامة المطوقة. وتحتضن المحمية نوعين من طيور العقاب المهددة بالانقراض على المستوى العالمي.

إهمال وغياب الوعي

تتعرض هذه المحمية الطبيعة إلى إهمال  بسبب الوضع الذي تعيشه البلاد بسبب العدوان  منذ ما يقارب الست سنوات فصرفت  أنظار المسؤولين عن الاهتمام بهذه المحمية وهذا  الكنز المعرض للضياع.

فهناك  العديد من المشكلات التي تتعرض لها المحمية فالكثير من الشلالات في طريقها إلى الاختفاء , وكذا الاحتطاب الجائر التي تتعرض لها أشجار هذه المنطقة وقد دمر  الاحتطاب جمال هذه المنطقة .

 وقد أدت عملية شق الطريق المرصوف بالمحمية، بحسب تقرير رسمي صادر عن هيئة الحفاظ على البيئة، الى  إزالة (30-20%) من الغابة، واختفاء العيون، والغيول (وديان بها ماء) الطبيعية، وإعاقة جريان الماء، جراء رمي مخلفات الشق من الصخور، والأتربة على جانبي الطريق، وفوق البيئات الطبيعية للغابة.

وأيضاً الكثير من التصرفات غير المسئولة من قبل الزوار لهذه المنطقة  من قطع النباتات، وإزعاج الحيوانات، وتلويث مصبات المياه بالصابون والمخلفات، وإشعال النيران الذي يسبب حرائق داخل المحمية، وإطلاق النيران، والكتابة على الصخور، والسبب في ذلك عدم وجود لائحة مخالفات، كما هو معمول به في كثير من المحميات الطبيعية العالمية.

نقلا عن 26 سبتمبر نت