حلبها ترامب ويبتزها بايدن.. السعودية وضريبة التبعية..!

177

أبين اليوم – الأخبار الدولية

قد لا يمكن رصد المبادرات والمواقف الايجابية، التي اتخذتها إيران من أجل إقناع السعودية للنزول من شجرة العداء غير المبرر لايران، واعتمادها سياسة أكثر واقعية، تأخذ بنظر الإعتبار الحقائق الجغرافية والتاريخية والاجتماعية والدينية، بسبب كثرة هذه المبادرات والمواقف، ولكن وللاسف الشديد، بقي الرد السعودي عليها هو الرفض.

اللافت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وضع النقاط على حروف الرفض السعودي، على أي محاولة لتحسين العلاقة بين السعودية وايران، عندما ربط هذا الرفض وبشكل تعسفي وخاطىء بقضايا دينية وعقائدية ، وقال بالنص: كيف يمكن ان نقيم علاقة مع بلد يؤمن بظهور الإمام المهدي (عليه السلام) ، قائم ال محمد صلى الله عليه واله وسلم.

وبذلك أغلق كل الأبواب أمام إقامة علاقات طبيعية مع إيران الجار المسلم والابدي للسعودية، بينما فتح أبواب السعودية، امام علاقات أكبر من طبيعية، بل وحتى شاذة، مع أمريكا والغرب و “اسرائيل”، دون أن يعثر لا في التاريخ ولا في في الدين،على نص يؤيد إقامة مثل هذه العلاقات..!.

في مقابل هذا الرفض الدائم والثابت للسعودية لليد الايرانية الممدودة، نرى في المقابل قبولاً يتجاوز حتى الاستجداء للعلاقة مع أمريكا، ولا يغير من قوة اندفاع هذا القبول السعودي لهذه العلاقة، شخص الرئيس القابع في البيت الأبيض، فالسعودية راضية بتلك العلاقة، اذا كان في البيت الأبيض شخص مثل ترامب يحلبها ويهينها ويذلها على رؤوس الأشهاد، او اذا كان هذا الشخص بايدن، يهددها بفتح ملفات خاشقجي وحقوق الانسان والعدوان على الشعب اليمني، ولسان حال السعودية دائما يقول : فيك الخصام وانت الخصم والحكم!!.

هذا الاندفاع السعودي للعلاقة مع أمريكا، تم تجربته وبشكل لافت مؤخراً مع “إسرائيل” التي حشرتها السعودية في قلبها حشراً وبالقوة، الى جانب أمريكا التي كانت تهيمن حصراً على هذا القلب السعودي المتيم.

بلغ الهيام السعودي بأمريكا حداً، أن المراقب لسياسة السعودية، يُصاب بالدوار، فالسعودية هللت وباركت ، الدعم الأمريكي لها في العدوان على اليمن في عهد ترامب. ونراها اليوم تهلل وتبارك ايضا، وقف الدعم الأمريكي لها في العدوان على اليمن في عهد بايدن!!. ففي كلا الحالتين تهلل وتبارك!!.

ليس المطلوب من السعودية ان تنبطح بهذا الشكل المهين والمذل أمام أمريكا، لحماية نفسها من تهديد لا وجود خارجياً له، كما ليس المطلوب منها ان تعادي أمريكا أو اي جهة أخرى، كما انه ليس المطلوب منها ان تعتمد سياسة متزنة ومتوازنة، لعدم قدرة نظامها على اعتماد مثل هذه السياسة، ولها الحق في ان تميل الى جانب أمريكا كما تشاء، ولكن عليها ايضا ألا تضع كل بيضها في السلة الأمريكية..

فالتبعية المطلقة لها ضريبة ، وضريبة باهظة جداً، وتبين ذلك لكل ذي عين، عندما حلب ترامب السعودية وأهانها دون أن تمتلك حتى القدرة على الاعتراض ولو همسا، واليوم تعيش السعودية ذات الحالة المزرية مع بايدن، الذي بدأ ولايته بتهديدها عبر فتح ملفات عديده ومنها ملف خاشقجي، بينما هي تصفق له وبحراره.. انها ضريبة التبعية.

المصدر: العالم