البيت الأبيض يرفض رسمياً التعامل مع إبن سلمان.. ما الذي يحدث..!

213

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يبدو أن المعلومات التي سربتها المعارضة السعودية، قبل أيام، عن وجود خطة أمريكية للتخلص من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حقيقية، لاسيما بعد التصريحات اللافتة والمفاجئة للمتحدثة بإسم البيت الأبيض جين ساكي الثلاثاء، والتي أكدت فيها، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتزم إعادة تقويم العلاقات الأمريكية مع السعودية، وان الإدارة الأمريكية ستتواصل مع الرياض عبر الملك سلمان وليس إبن سلمان.

هذا التصريح هو التصريح الثاني اللافت للمتحدثة بإسم البيت الأبيض خلال أيام قليلة، ففي يوم الجمعة الماضي، قالت ساكي إنه لم يتم التخطيط لإجراء مكالمة مع إبن سلمان، ومن الواضح أن هناك مراجعة لسياستنا من حيث صلتها بالمملكة العربية السعودية.

وفي وقت سابق أيضاً، تجنبت ساكي الرد على سؤال بشأن ما إذا كانت الإدارة ستفرض عقوبات على المملكة بخصوص مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصلية السعودية في اسطنبول.

من المؤكد ان هذه التصريحات ستسرق النوم من عين ابن سلمان، الذي طالما توجس خيفة من فوز الديمقراطيين في الإنتخابات الأمريكية، وخاصة شخص الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن، بسبب العلاقة التقليدية الوثيقة بين الجمهوريين وال سعود، وكذلك بسبب جريمة الاغتيال البشعة للصحفي السعودي جمال خاشقجي، والذي هدد بايدن في أكثر من مرة من أنه سيجعل السعودية منبوذة كما هي فعلاِ.

الأمر الذي سيزيد أرق إبن سلمان أكثر، هو ان التصريحات الأمريكية التي تؤكد على تجاهل ابن سلمان كلياً، ورفض التعامل معه ، جاءت متزامنة ، مع ما سربته المعارضة السعودية ، من معلومات تتحدث عن وجود مخطط أمريكي يتم تداوله في أروقة البيت الأبيض، للاطاحة بإبن سلمان، دون أن يكون للمخطط تداعيات على المصالح الأمريكية والقواعد الأمريكية العسكرية، أو على إستقرار السعودية.

المعارض السعودي سعد الفقيه، تحدث بشيء من التفاصيل عن بعض جوانب المخطط الامريكي، وأشار إلى أنه سيتم الضغط في البداية على ابن سلمان لاطلاق سراح الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف، ولي العهد السعودي السابق، الذي اطاح به ابن سلمان، ومنحهما حصانة بعدم التعرض، وبعد ذلك سيعمل الاميران الى جانب باقي امراء ال سعود الى إزاحة ابن سلمان تلقائياً عن الحكم، دون تدخل امريكي مباشر.

ترى المعارضة السعودية ان المخطط الأمريكي، يأخذ بنظر الاعتبار مصالح أمريكا في المنطقة، والتي بدا ابن سلمان يتهددها بسبب طيشه ومغامراته وشخصيته المتقلبة وغير المتزنة، والتي تشبه الى حد بعيد شخصية الطاغية صدام حسين، فإبن سلمان هدد قادة الكويت وحاصر قطر، وأشعل حرب اليمن، كما يواصل سياسة القتل والتنكيل ضد خصومه.

ان تجاهل البيت الأبيض لإبن سلمان كلياً وعدم التعامل معه، بالاضافة الى حالة الاستياء التي تسود أسرة آل سعود من تصرفات ابن سلمان، الذي يحاول القفز من على اكتاف والده للوصول إلى العرش، رغم وجود أعمامه ، وابناء عمومته من هم أكبر سناً وخبرة منه، وتعامله العنيف والقاسي مع كل معارضيه، والعدوان الذي يشنه على اليمن منذ 6 سنوات والذي جعل السعودية تدفع اثماناً باهظة من سمعتها ومكانتها، وكلفها خسائر مادية وبشرية هائلة، كلها مؤشرات وعوامل، تؤكد على ان أمرا بات يلوح في افق المشهد السياسي السعودي، لن يكون في كل الاحوال في مصلحة إبن سلمان.

المصدر: العالم