مأرب.. الصراع على تركة “الرجل المريض“ يحتدم ..“تقرير“..!

229

أبين اليوم – متابعات

مع إقتراب قوات صنعاء من إحكام سيطرتها على مدينة مأرب، أصبحت لعبة الصراع بين قائد جناح الإمارات بالمؤتمر صغير بن عزيز والإصلاح على المكشوف، فإلى أين تتجه الأمور؟

الوثائق المسربة والمتداولة على نطاق واسع كشفت عن صراع عميق داخل منظومة الخصمان التقليدين، المؤتمر والإصلاح، والتصفيات بين طرفيهما لم تقتصر على الإغتيالات وتدبير عمليات القتل والإقالة بل تتعدى ذلك بكثير حتى أصبحت مأرب أو بالأحرى ما تبقى منها تحت سيطرة ما تسمى بـ”الشرعية” ساحة حرب مفتوحة بين الطرفين يغذيها التحالف..

كان بن عزيز يقف وراء الكثير من عمليات القتل وحتى إستهداف فصائل الإصلاح، وفق الوثائق المسربة، وآخر تلك الوثائق تؤكد منحه ضوء أخضر لطيران التحالف لقصف تعزيزات المنطقة العسكرية السابعة في محيط ماس بحجة “الخيانة ” وهي ذات التهمة التي أقال بها أركان حرب المنطقة العسكرية السادسة ، الغليسي، توا وعين بديلاً له وقبله الحبيشي الذي كان يقود العسكرية لثالثة وكذا العكيمي قائد المنطقة العسكرية السادسة وقائمة طويلة من أسماء قيادات وضباط محسوبة على الإصلاح..

وعلي محسن أطاح بها بن عزيز في إطار حربه على الحزب وتفكيك منظومته العسكرية والقبلية والتي بدأها مع تعينه من قبل التحالف قائد للعمليات المشتركة في مأرب ومن ثم رئيس لأركان قوات هادي.

بالنسبة لبن عزيز هذه الحرب ضرورية وهي في المقام الأول انتقامية لسقوط سلطة النظام السابق في 2011 خلال ثورة الشباب التي استولى عليها الاصلاح لاحقا ، كما أن بن عزيز الذي ساهم كثيرا بسقوط معاقل الاصلاح من نهم والجوف وحتى مأرب سواء بإرساله احداثيات خاطئة للطيران أو بالإقالة ووقف الدعم والتغذية وقطع المرتبات للشهر العاشر على التوالي، لا يبدو بأنه مهتم للسيطرة على هذه المحافظة النفطية وهو يعرف مسبقاً بأن سقوطها بيد من يسميهم الحوثين” أصبح ممكناً أكثر من ذي قبل” وكل همه الآن أن يحقق إنتصار على الإصلاح قبل سقوط المدينة باستعراض لقبائل الحزب بذكرى الثاني من ديسمبر مقتل رئيس الحزب خلال محاولة إنقلاب صنعاء.

لم يكن بن عزيز سوى أداة أخرى بيد التحالف مثله كطارق صالح الذي تتحدث أنباء عن سماحه بإنزال سفينة إماراتية شحنة أسلحة لتجار سلاح في صنعاء وتأمينه مرورها من مناطق سيطرته حتى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات صنعاء في الوقت الذي شن فيه عمليات ضد العمالقة والدعم والاسناد بتهم تهريب الأسلحة لـ”الحوثين”..

وهو بذلك ينفذ توجيهات للتحالف لا أكثر، فالتحالف يريد من خلال تفكيك الإصلاح في مأرب بموازاة الحرب عليه في أبين فرض أجندة معينة تنقذه من مستنقع الحرب على اليمن بإيجاد حل وسط ليمن من اقليمين بدلاً عن ستة اقاليم أحدهما لصنعاء والآخر للانتقالي وهذا برز واضحاً بعروضه الأخيرة المتعلقة بالحل الشامل في اليمن.

البوابة الإخبارية اليمنية