سبعة عشر عاماً على اغتيال الجسد وتمَدُّد الفكرة ..!

265

أبين اليوم – أخبار دولية

الساعة الرابعة وعشرون دقيقة فجر الثاني والعشرين من مارس عام 2004 تاريخ أراد به الإحتلال أن يزعزع مفاصل حركة حماس التنظيمية ويكسر ظهرها بإغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين.

وفوجئ بأن الياسين ليس جسد وإنما فكر تغلغل في دماء أبناء الحركة حتى ظلت حية إلى يومنا هذا ، بل تمددت وفرضت نفسها في المعادلات الدولية التي لا يمكن ان تحيك شيئاً للقضية الفلسطينية في السر أو العلن إلا وتضع المقاومة الفلسطينية نصب أعينها ..

الشيخ أحمد ياسين لم يكن بالنسبة للاحتلال رجل مسن ومقعد ووظائفه الحيوية بالكاد تعمل بل بالنسبة لهم كان هو الأب الروحي لكل مناضل فلسطيني ولكل استشهادي فأرادوا بقتله أن ينزعوا تلك الروح من أجساد الفلسطينيين فالياسين كان وضعه الصحي في أصعب أحواله وقد توقع الأطباء وفاته الطبيعية قبل 36 ساعة من إغتياله.

ولكن يد الغدر الإسرائيلية امتدت إليه رغبةً من رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي ارئيل شارون في ذلك الوقت لتحقيق مكاسب سياسية أمام شعبه لاسيما وأن المقاومة والعمليات الاستشهادية كانت في أوجها وكانت العملية التي قضت مضاجع الإحتلال في حينها هي التي نفذها عنصرين من خيرة شباب المقاومة في ميناء اسدود وقتلوا فيها عشرة من أفراد جيش الإحتلال الإسرائيلي..

حينها وجد شارون ضالته في إغتيال شيخ مقعد فاقد لثلاثة أرباع سمعه فعجزه عن ردع المقاومة الفلسطينية جعلته يقدم على إغتيال رأسها ظناً منه أن الحركة ستصاب بهزة في أركانها.

ولكن الحركة سرعان ما تعافت وسلمت الراية لعبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالوه أيضاً في نفس الشهر ،وحينها حاولوا التعتيم على كل الأصوات الإسرائيلية الناقدة لاغتيال الياسين ومن بينهم البروفيسور الإسرائيلي رئيس مشروع دراسة الحركات الإسلامية في المركز المتعدد المجالات رؤوبين باز الذي قال أن “تصفية ياسين لن تعود على إسرائيل بفائدة، فالتجربة أثبتت قدرة حماس على “تفريخ” قيادات بديلة”.

والتجربة الآن تقول أن حماس ليست فقط قادرة على ولادة القيادات بل إن معادلة الردع التي أسست لها صعّبت على الإحتلال البقاء في مربع الإغتيالات دون ثمن ..

تخيلوا لو أن الياسين والرنتيسي يتم اغتيالهم الآن كيف يمكن أن تتحول الأرض المحتلة لكتلة لهب .. فالمقاومة ثبتت الآن قاعدة لم تكن بهذه القوة إبّان اغتيال الياسين والرنتيسي وهذا يعني ان اغتيال القيادات لم ينل من عزيمة المقاومة بل إننا في مرحلة ستُفرض فيها حماس كشريك سياسي دون ان تعترف بالكيان الاسرائيلي وهو ما أكد عليه اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيان صدر بمناسبة الذكرى السابعة عشر على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.

وقد أكد فيها التمسك بالركائز الثلاث التي خطها الشيخ أحمد ياسين في حياته وسجنه واستشهاده متمثلة برفض التفريط أو التنازل عن أي شبر من أرضن فلسطين والتمسك بحق العودة وتحرير الأسرى وأن المقاومة هي السبيل إلى تحقيق وإنجاز تطلعات الشعب الفلسطيني المرابط ليعيش حرًا فوق أرضه فلسطين المباركة، والعمل على تكريس وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وبالتالي فحماس فكرة غرس بذرتها الياسين في أرض فلسطين وتسقيها دماء الشهداء .. تنمو جذورها في عقول الأجيال إلى يوم التحرير ..

 

المصدر: العالم