تغليف سعودي لحرب اليمن بثوب سلام ممزق.. “تقرير“..!

216

أبين اليوم – تقارير

بعد ساعات قليلة على إعلانها مبادرة للحل السياسي في اليمن ، نفذت السعودية أكبر عملية تصعيد عسكري على مختلف الجبهات مستمدة قوتها من الغطاء الدولي الذي تتداعى بكل يسر للترحيب بالمبادرة والتأييد دون قراءة مضامينها  فهل تريد السعودية إنهاء للحرب أم تريد إخماد نيرانها التي التهمت أطراف الثوب الخليجي؟

التقارير الميدانية تؤكد شن الطائرات السعودية وحلفائها قرابة 34 غارة جوية ، أغلبها طال مدينة مأرب، وأخرى استهدفت الجوف وحجة والعاصمة صنعاء.. هذه الحصيلة اليومية من الغارات والتي تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل 6 سنوات ترافقت مع قصف مدفعي طال المديريات الحدودية في محافظة صعدة إلى جانب تصعيد لوتيرة المعارك في مأرب وتعز والساحل الغربي ..

كان من المفترض، لو هناك جدية في الحل، لكل هذا ان يتوقف ما دام وقائدة الحرب على اليمن تريد فعلاً الدخول في سلام بغض النظر عن مضامين المبادرة والمواقف المستعجلة للأطراف الأخرى، لكن كل المؤشرات تؤكد بان السعودية التي انفقت تريليونات الدولارات في سبيل حرب لا بداية ولا نهاية لها وهدفها القضاء على كافة مقومات الحياة واغراق شعب ثري بالمجاعة  ليست مستعدة بعد  لوقف الحرب وانهاء الحصار.

ثمة اجماع بين أغلب خبراء الداخل والخارج على أن المبادرة السعودية مجرد إمتداد للمبادرة الخليجية التي صاغتها السعودية في أعقاب أحداث ثورة الشباب في العام 2011 وكانت بداية لتمزيق المجتمع اليمني واغراقه بحروب داخلية ، وقد أكدت المبادرة الجديدة ضرورة استناد الحل إلى المرجعيات الثلاث التي تعد مصدر الحرب كما يعدها القادة في صنعاء واغلب القوى اليمنية.

عموماً.. ما تضمنته المبادرة، وفق رؤية الكثيرين، لا يعدو عن كونه محاولة من السعودية، الغارقة في الفوضى والخراب، لتسويق صورتها أمام المجتمع الدولي وقد عزف الجميع منها فهي تحاول الآن تصوير نفسها كداعم للسلام في اليمن لا طرف في الحرب، وفق ما يراه محمد البخيتي..

وهذا التصور يمنحها حق التدخل وتنفيذ عمليات عسكرية مستقبلاً باعتبارها أحد رعاة السلام الجديد الذي تحاول تفصيله على مقاس اجندتها، ناهيك عن ابقائها لنار الحرب في اليمن مشتعلة  داخلياً وتديرها الرياض من تحت الطاولة، كما انها محاولة سعودية لجس نبض صنعاء التي كثف قادتها مؤخراً الحديث عن السلام واستعدادهم لذلك..

عموماً.. ما تسعى السعودية  له من مبادرتها هذه والتي حملت في ظاهرها طابع انساني عبر الحديث عن تخفيف قيود الملاحة البحرية والبرية في الطرف الشمالي لليمن، وتجاهل الجنوب والشرق الخاضع لسيطرتها والذي يعاني ذات الحصار الشامل، إيجاد غطاء دولي جديد لحربها وقد نجحت خلال الأيام الماضية من شراء مواقف روسيا التي ابرمت صفقة لأطلاق  أقمار صناعية سعودية ومساعدة في حل الوضع في سوريا مقابل ضوء أخضر في اليمن..

ومثلها الصين التي استبقت زيارة وزير خارجيتها للرياض ببيان يشد على أيادي السعودية في اليمن ويمنحها ضوء أخضر لقصف المدنيين واستباحة الأراضي أضف إلى ذلك المواقف البريطانية والأمريكية اللتان تشاركان في الحرب السعودية أصلا وتحاولان بكل جهد إسناد الرياض..

في حين سيجد الاوروبيون الذين يتخذون موقف محايد انفسهم مجبرون على الانصياع للسعودية وتبرير جرائمها تحت واقع الاغراءات الاقتصادية هذا على الصعيد الخارجي، أما على الصعيد الداخلي في اليمن فإن قبول الأطراف اليمنية بالمبادرة ولو من باب التخفيف على المواطنين من عبئ الحرب والحصار المستمرة منذ 7 سنوات سيؤدي بكل تأكيد لوقف الهجمات الجوية على السعودية والتي كبدتها بكل تأكيد الكثير وآخرها ما اعترفت به أرامكو، شريان الاقتصاد السعودي، من انحسار لأرباحها بأكثر من 55 % العام الماضي وهو العام الذي تعرضت فيه لضربات قوية وموجعة.

البوابة الإخبارية اليمنية