“تقرير“| نفط اليمن بين استحقاقات الداخل وصراع الخارج..!
أبين اليوم – تقارير
يعود ملف النفط اليمني مجدداً إلى صدارة المشهد وسط صراع إقليمي ودولي محتدم حول تقاسمه كحصص مع الداخل الذي يعاني اقتصادياً ويرزح تحت وطأة العدوان والحصار، فإلى أين سيتجه الملف؟
مع بدء المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ، جولة جديدة عنوانها الأبرز: “ملف النفط”، تداعت أطراف الصراع الإقليمي مجدداً للاستحواذ عليه. بالنسبة للمبعوث الأممي فإن الأمر يبدو وانه تلقى إشارات من حكومة عدن بإمكانية عقد صفقة داخلية مع صنعاء حول النفط في ظل انهيارها مالياً واحتمال افلاسها وسط تلكؤ داعميها الإقليميين والدوليين ورفضهم حتى السماح لها باستئناف تصدير النفط.
تتضمن الصفقة، وفق ما سربته، تشغيل مصافي عدن لتكرير ما يمكن تكريره من النفط ضمن اتفاق مع صنعاء يتضمن شراء طائرات مدنية لتشغيل مطار صنعاء الدولي مجدداً، ومع أن صنعاء التي اشترطت بيع النفط مقابل صرف مرتبات الموظفين في عموم اليمن لا تبدو مهتمة بالعرض في ضوء حديثه عن رفضه النقاش مع مكونات انشأها التحالف، إلا ان الخطوة اثارت رعاة الحرب الإقليميين والدوليين، على راسهم الولايات المتحدة التي سارعت للتلويح بإغلاق طريق الضالع الرئيس بين صنعاء وعدن بذريعة نقاط “الحوثيين” المشروعة أصلاً..
وهي بذلك تضع عقبة امام حكومة عدن خشية اتفاق يمني – يمني من تحت الطاولة قد يترتب عنه نقل كميات من النفط إلى مناطق الشمال حيث تفرض الولايات المتحدة حصار عليه سواء بتدميرها لموانئ الحديدة او بالعقوبات على السفن الموردة للنفط.
في السياق، تداعت الامارات والسعودية إلى الحلبة وقد سارعتا لإعادة تقاسم تلك المناطق عبر صيغة تضمن بقاء النفط اليمني تحت سيطرتهما، فالسعودية استدعت خلال الأيام الأخيرة سلطان العرادة محافظ مأرب وعيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي سلطة الأمر الواقع جنوب اليمن..
وحاولت إيجاد صيغة مرضية لكل الأطراف تتضمن إعادة توسيع المناطق النفطية بين صنعاء وعدن مع إبقاء الحصة الأكبر في حضرموت من نصيبها وهو ما لم يرضي الامارات التي عاودت التلويح عسكرياً بالتصعيد.
قد تكون اليمن وتحديداً حكومة عدن الموالية للتحالف بحاجة ماسة لاستئناف تشغيل الحقول النفطية وتصدير النفط في ضوء الأزمة التي تعانيها مالياً ورفض رعاتها انقاذها، لكن وبغض النظر عن مدى نجاحها بتمرير اتفاق تشير المعطيات على أرض الواقع إلى أن القوى الدولية والإقليمية لن تقبل بأي اتفاق يمني أو تقارب يبقيها خارج اللعبة خصوصاً فيما يتعلق بالنفط والغاز.
YNP