تحييد “الشرعية“ ورقة رابحة لحسم معركة مأرب.. “تقرير“..!

4٬440

أبين اليوم – تقارير

اخذت معركة مأرب تطوراً جديداً خلال الأيام الأخيرة مع إعلان قبائل المحافظة النفطية والأهم في الأزمة قبولهم بمبادرة “الحوثي” للسلام وشروعهم بتسليم الوسيط العماني مذكرة تأكيد على قرارهم الهادف لتجنيب المدينة، آخر معاقل “الشرعية” ويلات الحرب الناتجة عن إستخدام الفصائل الموالية للتحالف لسكانها كدروع بشرية في معركة اصبحت جميع موازينها لصالح صنعاء..

ميدانياً.. تفيد التقارير الواردة من جبهات القتال بتحقيق قوات صنعاء المزيد من الانتصارات على عدة جبهات أبرزها الجوبة التي وصلت المواجهات خلال الساعات الماضية إلى قرى مركزها الإداري بعد سقوط مواقع استراتيجية كالزاخم وجبل قوبيل بيد “الحوثيين” وفي العبدية تتحدث تقارير ايضا عن مفاوضات بين صنعاء وبعض مشايخ المديرية المحاصر مركزها لترتيبات إدارة المديرية كحال بقية المديريات الـتي تسيطر صنعاء عليها وتتجاوز الـ80% من اصل مديريات مأرب الـ14 والتي تخلت عن التحالف وقررت حسم امرها بيدها باتفاقيات تضمن لأبنائها ادارة مناطقهم.

الأمر لا يقتصر فقط على التحركات الميدانية بل أيضاً على المسار السياسي حيث أعلن كبار مشايخ مأرب من صنعاء قبولهم بمبادرة قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي بمؤتمر صحفي اكدوا خلالها بدئهم اتصالات مع الوسيط العماني للشروع بتنفيذ المبادرة بعيداً عن هوامير “الشرعية” ممن يقيسون الحل السياسي والسلام وفق لأجندة ومصالح تدفع مأرب وقبائلها الثمن باهضاً لأجله وهذا ليس تحليل بل باعتراف أبرز قادة فصائل “الشرعية” في مأرب مفرح بحيبح..

وقد ظهر في مقطع فيديو جديد كشف فيه عن اختلال داخل “الشرعية” التي اتهم قاداتها بعقد صفقات على حساب من وصفهم بـ”الجيش الوطني والمقاومة” وهو بذلك يشير للفصائل التي يقودها ومثله آخرين في مأرب..

بحيبح ليس الأول ولا الأخير الذي يعترف بخداع “محسن وهادي” لهما فقد سبقه الحسن ابكر الذي ضحى بأولاده وقد ظهر هو الآخر وعلى الهواء مباشرة ومن قناة المهرية التابعة للإصلاح وهو يكشف حجم الصراع الذي تحكمه المصالح داخل منظومة ما تسمى بـ”الشرعية”..

عموماً هذه التحولات في المشهد والمتزامنة مع حراك دولي وإقليمي للدفع بعملية سلام شامل هي مجرد تحصيل حاصل للانتصار الأكبر لقوات صنعاء التي أصبحت الآن تحاول فقط ادارة معركة المدينة بأقل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين سواء اولئك الذين يسكنون المدينة أو الذين تم جليهم بطريقة أو بأخرى وتوطينهم في مخيمات ليكون مترس بشري يدافع عن مصالح المسؤولين الفاسدين الذين يتحصنون داخل المدينة..

لكن أهميتها تكمن في أنها ترفع الغطاء عن الفصائل الموالية للتحالف سواء تلك القادمة من خارج المحافظة أو المتدثرة بثوب الجماعات الارهابية والتي تحاول حماية مصالح مافيا محلية وإقليمية استمرت نهب الثروات والتنكيل بأصحاب الأرض، وهي كما تشير المعطيات مقدمة لحسم تقوده قبائل مأرب نفسها ويضع امر واقع أمام الحراك الدولي باسم السلام والهادف أصلاً لاطالة أمد الحرب بإبقاء معركة مأرب معلقة.

 

YNP