عندما يفتخر إبن سلمان بقيادة أمير قطر..!

206

أبين اليوم – متابعات

ظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمس في صورة المتحمس جداً لوصول أمير قطر لدرجة أنه عانقه لفترة طويلة وأصبح سائقه الشخصي، في وقت يتساءل البعض ماذا وراء التصرفات المراهقة او لنقل الطفولية هذه لإبن سلمان؟ هل حاول من خلالها التستر على هزيمته التي دامت 3 سنوات ونصف السنة وهزيمة حلفائه في مقاطعتهم لقطر؟

الحديث عن التطورات الأمنية الأمريكية الإسرائيلية الخليجية في المنطقة اكبر من أن يتمكن ابن سلمان من قولبتها في اطار عناق مع امير قطر أو اصطحابه في سياقة سيارة مع الاخذ بنظر الاعتبار وجود تضاد في رؤى التقارب والمصالحة مع دولة قطر بين السعودية والامارات ذات النهج المخالف للنهج السعودي الاميركي المبني على ابقاء التوتر بين الدول الخليجية وقطر والى اشعار اخر.

كما ان الحديث عن التصالح الخليجي وانهاء مقاطعة قطر سيكون غير ذي معنى دون الأخذ بالابعاد الأمنية والتطورات الاستراتيجية والعسكرية والتسليحية لعموم بلدان المنطقة التي باتت اليوم على جمر النار، أو دون الاخذ بالمساعي الصهيواميركية لجر المنطقة لان تكون قوة امنية واحدة تعمل لمصلحة الولايات المتحدة ومصلحة الكيان الاسرائيلي المزروع بالقوة في فلسطين المحتلة.

اسرائيل’ تتعثر بأحجار اليمن الصلدة والقمة ‘بوخة’ فارغة.. وماذا بعد؟

كشفت تقارير اسرائيلية عن وجود قلق مستفحل تشتد تأوهاته يوما بعد آخر لدى صناع القرار الاسرائيلي الاستراتيجي في حكومة الإحتلال  من تحول اليمن الى جبهة مواجهة اضافية مع هذا الكيان اللقيط اثر تمكن مقاومي اليمن من تطوير اسلحتهم خصوصا سلاح الصواريخ الباليستية الدقيقة التوجيه وسلاح الطائرات المسيرة.

الحديث عن مخاوف المحتلين الاسرائيليين من اليمن لا يفرق كثيرا عن مخاوف المحتلين الاماراتيين لهذا البلد العريق بحضارته اثر تواصل انتهاكات الاماراتيين له، ما دفع اليمنيين لاطلاق وسم جديد في مواقع التواصل تحت عنوان #الامارات_راس_الخراب، الامر الذي يشير الى درجة التذمر التي وصل اليها الشعب اليمني المحتلة ارضه سعوديا واماراتيا وتدنيس بعض جزره الاستراتيجية من قبل الجواسيس الصهاينة الذين دخلوا هذا البلد عنوة بمساعدة وترحيب اقرانهم الاماراتيين كجزيرة “سقطرى” التي نهب الاماراتيون بيئتها الفريدة من نوعها في العالم.

ما أهمية التواجد الإسرائيلي في اليمن؟

أكد القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان في اليمن أن تحالف العدوان يسعى ليكون هناك وجود للكيان الصهيوني في ارخبيل “سقطرى” نظرًا لأهميتها الإستراتيجية في الملاحة البحرية الدولية وما تتميز به من تنوع بيئي واقتصادي وجغرافي.

كما ان الحديث عن المخاوف الاسرائيلية الاماراتية من اليمنيين لا يعتم كثيرا على تخوف السعودية التي بدأت شن حربها العدوانية الظالمة على هذا البلد باوامر صهيواميركية. بل ان المسؤولين السعوديين هم الاكثر خشية ورهبة من غيرهم بعد ان ذاقوا البأس اليماني في صولات وجولات قل نظيرها جعلت هذه المملكة تلعن اليوم الاسود الذي اطاعت فيه كوشنر وترامب اللذين باركا العدوان السعوصهيوني على اليمن السعيد بأهله.

ماذا عن القمة الخليجية؟

لم يُخف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تخوفه في كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة مجلس التعاون الخليجي الحادية والأربعين في مدينة العُلا التي وقع بيانها عصر الثلاثاء قادة ورؤساء الوفود المشاركة في القمة من المستقبل القاتم لمملكته اثر عدوانها وتعديها على دول الجوار العربي كاليمن والعراق وسوريا..

وبكافة الوسائل الارهابية التي تعرفها شعوب هذه البلدان اثر سفك دمائهم بالاحتلال المباشر او بمن تم تشغيلهم من انتحاريين وتكفيريين لتمرير اجندة تدمير هذه البلدان لمصلحة الكيان الاسرائيلي واميركا التي ركزت على ارجاع اليمن لبيت الطاعة الاميركي وتدمير سوريا والعراق كي يسعد الكيان الاسرائيلي بوجوده في المنطقة كقوة لا تضاهيها قوة.

وكالعادة طالب إبن سلمان بنفس المطالب الصهيواميركية بضرورة تقويض البرنامج النووي الايراني السلمي الذي وصفه بـ”الخطير” وزعم انه “يهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي”، على حد تعبيره، وطبيعي فان هذه الحماوة الزائدة من ابن سلمان وكما يصفها العراقيون بـ(البوخة الفارغة) انما تستهدف اقحام اميركا وتوريطها في مستنقع هي في غنى عنه حاليا وفي هذا الظرف بالذات..

لانه ليس في صالحها ولا حتى في صالح اولئك الذين يسعون ويلهثون وراء جرها الى خوض “حرب نيابة” عنهم ونعني الكيان الصهيوني والسعودية التي باتت تتوجس خيفة من ظلها بعد تماديها في الاجرام وولوغ اياديها بدماء ابناء المنطقة.

عود على بدء.. مع المخاوف والهلع الإسرائيلي:

خبير الشؤون العربية في “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة” الاسرائيلي يوني بن مناحم اشار في تقرير له الى وجود قلق في المستوى السياسي في الكيان الاسرائيلي من اليمن وزيادة أنشطة أنصار الله في”البحر الأحمر” تحديدا.. الذين وصفتهم دوائر الاستخبارات الامنية الاسرائيلية وبقلق بالغ بأنهم أصبحوا شبيهين بحزب الله في لبنان، والفصائل المقاومة في العراق، والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

بن مناحم أشار ايضا الى خشية الكيان الاسرائيلي من أن التعامل التصالحي المتوقع لإدارة بايدن مع إيران سيشجّع الحوثيين على زيادة أنشطتهم العسكرية في”البحر الأحمر”، مؤكدا حقيقة العمل المشترك والسري للادارة الحالية للولايات المتحدة و”اسرائيل” في عمق البحر، و”حقيقة ارسال إسرائيل قبل حوالي أسبوعين غواصة إلى البحر الأحمر، من أجل توفير استجابة للتهديد المنعكس من جانب انصار الله في اليمن استعدادا لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإغتيال الشهيد قاسم سليماني.

وحسب الخبير الاسرائيلي فان تقدير الكيان الاسرائيلي انه سيجد صعوبة في العمل ضد انصار الله في اليمن في حال هاجموا أهدافًا إسرائيلية في “البحر الأحمر”. وبتقدير مصادر دبلوماسية في هذا الكيان اللقيط، فان التطور التسليحي في اليمن سيحوّل هذا البلد إلى “جبهة إضافية سيكون على إسرائيل التعامل معها في صراعها مع إيران، على الرغم من البُعد الجغرافي الكبير”.

بإختصار شديد:

المساعي الاسرائيلية السعودية الاماراتية باتت تنصب اليوم على جمع ولم الشمل الخليجي ليكون قوة ضاربة تضاف الى القوة الاميركية الاسرائيلية بعد تعاظم القوة اليمنية، وذلك رغم التفاوت في الرؤى السعودية عن الرؤى الاماراتية في جدية تقريب دولة قطر والتصالح معها لرسم خارطة جديدة للمنطقة تخفف من اعباء المخاوف الاميركية الاسرائيلية الخليجية المفتعلة من خلال اطلاق موجة التخوف من ايران “فوبيا ايران” التي لم تعتدِ على اي دولة في المنطقة.

ان ارادة التقارب هذه هي ارادة اميركية بامتياز وحضور صهر الرئيس ترامب “جاريد كوشنر” دليل على سعي الولايات المتحدة لتقريب قطر من اعلان التطبيع العلني مع الكيان الاسرائيلي، رغم ذاك فالمخاوف الاسرائيلية السعودية الإماراتية من المارد اليمني الذي بات يرعب هذه الكيانات باجمعها مخاوف جادة وتوقعات سيطرة اليمن على ممر البحر الاحمر تقوض كل احلام اليقظة لهذه الكيانات والمحميات وتعطل كل استرتيجياتها التوسعية الاستحواذية طويلة المدى او حتى المتوسطة والقصيرة المدى في المنطقة.

المصدر: العالم