ملفات أمريكية إسرائيلية عند الطلب.. لوكربي مثالاً..!

239

أبين اليوم – متابعات

كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مصيباً عندما حذر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من الوقوع في الفخ الذي تحاول “إسرائيل” نصبه له، في الفترة القصيرة المتبقية له في البيت الأبيض، من أجل دفعه لشن عدوان على إيران، من خلال مكائد وفبركات معروفة عن هذا الكيان، بعد ان فشلت جمع الضغوطات التي مورست ضد ايران خلال السنوات الاربع الماضية.

يبدو ان “اسرئيل” لم تجد، في الفترة القصيرة المتبقية لترامب في البيت الأبيض والتي لا تتعدى أيام، شيئاً تتهم به إيران، فلجأت إلى عملائها داخل أمريكا من المتصهينين واليمين المتطرف، لتقليب اوراق قديمة يمكن ان يجدوا بينها ما يمكن ان يكون “دليلا” على اتهام ايران، فوجدت ضالتها، في ضابط الاستخبارات الامريكية “السي اي ايه” السابق جون هولت، الذي قدم لها “ذريعة” تقول ان “المرجح” ان تكون إيران هي التي تقف وراء تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق قرية لوكربي الإسكتلندية عام 1988، وليس ليبيا..!.

اللافت ان “الذريعة” التي قدمها المدعو هولت بعد 33 عاماً من الحادثة الى “اسرائيل” جاء في مقال له نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”!!، امس، حيث تم تقديمه على انه “بروفيسور بالعلوم السياسية”، حيث كتب يقول انه: ” إنني والعديد من ضباط الإستخبارات الآخرين لا نثق بأن ليبيا مسؤولة عن التفجير، بل إن إيران هي الجانب الحقيقي في الهجوم الدموي، كما أكدت الأدلة الأصلية بوضوح، ويجب معاقبتها”!!، وانه جاء اليوم لـ” يكسر صمته المستمر منذ 20 عاما”!!.

اللافت أيضاً ان مزاعم هولت هذه تأتي بعد أن أعلن القضاء الأميركي قبل أيام، توجيه الاتهام إلى المدعو أبو عجيلة محمد مسعود العنصر السابق في الاستخبارات الليبية والذي يشتبه بمشاركته في إعتداء لوكربي، في الذكرى الثانية والثلاثين للاعتداء. حيث اتهم بتجميع القنبلة التي انفجرت في الطائرة.

وزير العدل الأميركي السابق بيل بار والذي عزله ترامب مؤخراً، قال ان “هذا الشخص هو المسؤول عن مقتل أميركيين وآخرين وسيحاسب في نهاية المطاف على جرائمه أمام القضاء”..

وأبدى “تفاؤله” بتسليم ابو عجيلة محمد مسعود للولايات المتحدة، علما بأنه معتقل حاليا لدى السلطات في ليبيا.

المعروف ان القضائين الأميركي والاسكتلندي وجها عام 1991 الاتهام إلى عنصرين في الاستخبارات الليبية هما عبد الباسط علي محمد المقرحي وامين خليفة فحيمة لمشاركتهما في الاعتداء، وحوكم الليبيان عام 2000 أمام محكمة اسكتلندية خاصة في هولندا بوصفها بلدا محايدا.

وفي العام التالي، تمت تبرئة فحيمة فيما ادين المقرحي وحكم عليه بالسجن المؤبد قبل ان يتم تخفيف عقوبته الى السجن 27 عاما. وأفرج عنه عام 2009 لأسباب صحية وتوفي بعد ثلاثة أعوام في ليبيا.

من دون الدخول في تفاصيل هذيان المدعو هولت، الذي كشف وبشكل فاضح الجهات التي دفعته ليقول ما قاله، والأسباب التي دفعته الى ذلك ، عندما كتب في آخر “مقاله”، الذي كُتب على ما يبدو في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي المهزوم والبائس بنيامين نتنياهو، يحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “على اتخاذ خطوات قبل مغادرته البيت الأبيض الشهر الجاري في سبيل “معاقبة قيادة إيران” على تفجير لوكربي..

وان على “الولايات المتحدة وإسرائيل العمل معا على استهداف المنشآت العسكرية الرئيسية في إيران ومعسكرات التدريب التابعة للحرس الثوري وكافةالمنشآت النووية المعلن عنها أو السرية، قبل أن تكسب إيران القوة الكافية لتوجيه ضربة جديدة، وهذا ما سيفعلونه”!!.

هذه السطور الذي كتبها هولت، في ذيل مزاعمه السخيفة، تكفي لإثبات ان نتنياهو واللوبي الصهيوني واليمين الامريكي المتطرف هم وراء هذه اللعبة الغبية، وبعث الحياة في قضية ماتت ومات شهودها ومات منفذوها، لتكون مقدمة، كما قال احد الظرفاء، لتحميل ايران مسؤولة تسونامي 2004، وهجمات 11 سبتمبر، وتغير المناخ وارتفاع الحرارة. الامر الذي يذكرنا، على حد تعبير هذا الظريف، بمقولة انشتاين عن الغباء: “الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقرية لها حدود”.

المصدر: العالم