الشرعية تكافئ “قبائل مراد“ بالمزيد من الإقصاء والتهميش..!

1٬138

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

مقابل ما تسميها قبيلة مراد في محافظة مأرب “تضحيات جسيمة” بقتالها المستميت من أجل الشرعية- رغم أنها مدفوعة الثمن مسبقاً من قبل التحالف- إلا أنها لا تجني سوى الإقصاء والتهميش من التمثيل السياسي والإداري في حكومة هادي، وحتى اللحظة لا تمثل تلك القبيلة أي ثقل في حكومة الشرعية، وربما كان أكبر تمثيل لها في منصب النائب العام الذي تمت الإطاحة به مؤخراً.

كان قرار حكومة هادي إقالة النائب العام أحمد الأعوش، أحد أبناء قبيلة مراد، ضربة قاصمة لم تتوقعها القبيلة التي تدفع بأبنائها إلى محارق الموت في جبهات مأرب، الأمر الذي أدى إلى استنكار مشائخها من مقرات إقامتهم في القاهرة، ورفضهم القرار معتبرين أنه مخالف للدستور والقانون..

وكان وقع القرار على قبيلة مراد صعباً، خصوصاً أن مجاميع من مقاتليهم لا تزال محاصرة في عدد من المواقع بين مديريتي رحبة وجبل مراد، بعد ما ألحقت بهم قوات صنعاء خسائر كبيرة في الأرواح وخسروا أبرز قادتهم بين قتلى وأسرى ومصابين..

وكما هي عادة مشائخ القبيلة الموالين للتحالف ها هم يستجدون الشرعية النظر إلى تضحياتهم طيلة السنوات الماضية معتبرين إقالة الأعوش تعمداً لتهميشهم ومطالبين في الوقت نفسه حكومة هادي بالعدول عن القرار.

وكانت مصادر قبلية أكدت أن قوات صنعاء أفشلت كل محاولات مجندي التحالف، خلال الأيام القليلة الماضية، التقدم بإتجاه المواقع والمناطق التي سيطرت عليها وحاصرت فيها مجاميع من مقاتلي التحالف غربي جبل القريضة وجبل السناسل، الفاصلة بين مناطق رحبة والجوبة وجبل مراد..

مشيرة إلى أن كل المجاميع التي تقدمت لفك الحصار عن مجنديهم وإستعادة السيطرة على المواقع المستهدفة، وقعت في كمائن قوات صنعاء، التي نصبتها بتكتيكات عسكرية غير متوقعة وكانت مثار إعجاب الكثير من الخبراء العسكريين، رغم أن طائرات التحالف كثفت غطاءها الجوي للمجندين لكن ذلك لم يشكل أي فارق في سير المعارك أو التأثير على تقدم قوات صنعاء وحصارها لمجاميع كبيرة من مجندي التحالف.

يبدو أن تلك الهزائم أوجدت شعوراً انتقامياً لدى الموالين للتحالف والذين عكسوا انهيار نفسياتهم في إستهداف المدنيين بقصف مدفعي استهداف مباشرة منازل المواطنين في قرى منطقة نجد المجمعة، كما أن طائرات التحالف استهدفت مشاريع مياه في بعض القرى وسيارات المواطنين..

لكن قوات صنعاء لا تزال مسيطرة على سير المعارك ملحقةً هزائم متوالية بمجندي التحالف الذين ينهارون تباعاً رغم تعزيزهم بمجاميع سلفية بقيادة القيادي السلفي الشيخ حسين كريش، أحد مشائخ مأرب، الذي لقي مصرعه مع أعداد كبيرة من المجاميع التي قادها شرقي جبل السناسل في أطراف مديرية رحبة، حيث لا يزال مصير الكثير منهم مجهولاً حتى اللحظة.

في المقابل تتوالى الوفود تلو الوفود من أبناء قبيلة مراد المنضمين إلى قوات صنعاء، ممن توصلوا إلى قناعات بأن التحالف والشرعية كانوا يستخدمونهم فقط لخوض معارك عبثية لا تخدم سوى مصالحهم الشخصية المتمثلة في نهب موارد المحافظة النفطية..

وقد استوعبت صنعاء أكثر من 800 ممن انشقوا عن التحالف والشرعية وأعلنوا انضمامهم لقوات صنعاء، ومنهم من التحق بصفوف المقاتلين في المعارك الدائرة حالياً ومنهم من باشروا أعمالهم لتأمين مناطقهم التي أصبحت تحت سيطرة قوات صنعاء..

ولا يزال المنشقون عن قوات التحالف والشرعية من أبناء قبيلة مراد يدعون إخوانهم، الذين وصفوهم بالمغرر بهم من قبل المشائخ الذين يتكسبون من التحالف على حساب أرواحهم ودمائهم، إلى الانضمام لقوات صنعاء وترك من وصفوهم بالعصابات الإرهابية الساعية إلى احتلال البلد ونهب ثرواته.

البوابة الإخبارية اليمنية