مخطط خطير ومريب يكشفه مسار العلاقات التطبيعة الخليجية..!

208

أبين اليوم – الأخبار الدولية

إنغماس مريب ومخزي في العلاقات التطبيعية بين “تل أبيب” و”ابو ظبي” في غضون فترة قصيرة من توقيع إتفاق التطبيع بين الجانبين فلم تعد الإمارات تجد أي حرج بالمشاركة في تدريبات عسكرية علنية مع كيان الإحتلال الإسرائيلي، أو الترويج لرضى او تهافت شعبي مع الرواية الصهيونية وصل حد التماهي والانسلاخ الكلي عن القضية الفلسطينية.

رغم كل الأبواب التي شرعتها “كامب ديفيد” مع مصر و “وداي عربة” مع الأردن أمام الكيان الصهيوني لم تشبع اتفاقيات ما يسمى بـ “السلام” الباردة حاجات الاحتلال الصهيوني ساسة ومستوطنين، ولم توفر لهم حضوراً سهلاً في الشارعين المصري والأردني، لكن الحال مختلف مع اتفاقيات ما يسمى بـ “ابراهام” التي اريد لها أن تروج لرضى أو تهافت شعبي نحو العلاقات مع تل أبيب وهي الصورة التي حاولت أن تعكسها مراسم إحياء ذكرى الهولوكوست في دبي بحضور وفد إسرائيلي.

وبالتزامن مع ذلك خرج الإعلام العبري بخبر أول حول مناورات عسكرية تجري علناً بين الإمارات والكيان الإسرائيلي سينطلق يوم الإثنين المقبل في اليونان، وبحسب الإعلام العبري فان سلاح الجو الأمريكي سيشارك في المناورات العسكرية INIOCHOS، إضافة إلى طيارين من إسبانيا وسلوفانيا وكندا وقبرص.

مناورات “Iniochos” في اليونان التي ستنتهي في 22 أبريل، تقام سنوياً ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي ضيفا دائماً خلالها، لكن التواجد العلني وبكامل سلاح الجو الاماراتي هو أمر جديد، وذلك بعد تحول العلاقات بين الكيان اسرائيلي والامارات الى رسمية.

بعد نحو سبعة اشهر من توقيع إتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني لم تعد ابو ظبي تجد اي حرج بالمشاركة في تدريبات عسكرية علنية مع تل ابيب، فالقناة 12 العبرية ذكرت ان سلاح الجو الاماراتي سيشارك هذا العام للمرة الاولى علنا في مناورات “Iniochos” العسكرية في اليونان.

وبهذا ستحلق الطائرات الحربية الاسرائيلية والاماراتية جنباً إلى جنب اعتباراً من 12 من الشهر الجاري وحتى 22 منه سعياً لتحقيق تفوق جوي مشترك وفق ما قال المصدر العبري، والذي اضاف انه سيتدرب المشاركون في المناورات على معارك جوية ضد بعضهم البعض، واستهداف مواقع أرضية وعلى تنفيذ مهمات بحث وإنقاذ، ومساعدة للقوات البرية والبحرية، تصوير وجمع معلومات استخباراتية.

التحول الدراماتيكي في العلاقات بين “ابو ظبي” و”تل ابيب” انعكس كذلك على كل المناحي الحياتية حتى بات مشهد إحياء ذكرى “الهولوكوست” في الإمارات حدثاً طبيعياً، ففي دبي نظمت مراسم وطقوس خاصة لاحياء الذكرى جرى خلالها إشعال الشموع وعرض أفلام تسجيلية وتقديم فقرات غنائية، في تطور مخجل في مسار التطبيع مع الكيان المحتل وأكثر من ذلك كله كشفت القناة السابعة العبرية ان السلطات الإماراتية تخطط لإضاءة برج خليفة بعلم الإحتلال بالتزامن مع الاحتفالات بانشاء الكيان الإسرائيلي وفي الخطوة تلك ان حصلت إشارة بليغة إلى انسلاخ كلي عن القضية الفلسطينية.

وفي خطوة لافتة ومخزية أيضاً بعثت سفارة الإمارات لدى الكيان الصهيوني بتعازيها لعائلات ضحايا المحرقة المزعومة وقالت انهم “راحوا ضحية التطرف والكراهية والتمييز”، واضافت “ان المحبة والتعايش والصبر هي من القيم الأساسية التي تحتاج اليها الإنسانية من اجل ضمان السلام لابد الابدين”..

خطوات تأتي فيما يحيي الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ73 لمجزرة دير ياسين والتي نفذتها العصابات الصهيونية قبل شهر فقط من إعلان قيام الكيان على أنقاض فلسطين المحتلة، وشكلت المجزرة علامة فارقة في تثبيت المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، وحازت على أكبر عدد من الكتابات والمؤلفات العربية والإسرائيلية، وحظيت باعترافات من كبار الجنرالات المتورطين فيها.

كما حذرت مؤسسة “القدس الدولية”، من مخطط جديد لدولة الإمارات، يهدف إلى السيطرة على المشهد في مدينة القدس المحتلة، من خلال تسلّلها عبر الانتخابات الفلسطينية، لإخضاع المدينة المقدسة، لصالح الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة “إنه ومع اكتمال القوائم المقدمة لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وبعد فشل محاولته تشكيل قائمة تحت اسم (القدس أولاً) بعد تحذير مؤسسة القدس الدولية منها، اضطر الأكاديمي الفلسطيني سري نسيبة للكشف عن انحيازه الصريح، فكان المرشح الثاني على قائمة الأمل والمستقبل التابعة لمحمد دحلان”.

وذكرّت “القدس الدولية” بأن “اتفاق أبراهام”، جرى من خلاله “إعادة تعريف الأقصى على القياس الصهيوني باعتباره المسجد القبلي فقط، وتعريف ساحاته باعتبارها مساحة مشتركة لجميع الأديان، والسماح لهم بالصلاة فيها، والاعتراف بالسيادة الصهيونية الكاملة على الأقصى”.

مخطط مشبوه ومريب يكشفه مسار العلاقات الذي قطعته دول التطبيع الخليجية في غضون هذه الفترة القصيرة يفسره هذا الانغماس في العلاقات مع الاحتلال الذي وصل الى حد لترويج والدفه بإتجاه تماهي النبض الشعبي في هذه الدول المطبعة من خلال التغريدات والتصريحات التي تحاول ان توحي باحتضان شعبي للتطبيع من خلال الاتصالات بين بعض المطبعين او الزيارات وحتى احياء مناسبات يحيها الصهاينة مثل “عيد الفصح اليهودي” وغيره..

وذكرى “المحرقة” المزعومة التي أقامها مجموعة من المطبعين في دبي، في محاولة لكي الوعي العربي وتسويق الرواية الصهيونية واستبدال الإخلاص والوفاء لأوطانهم بمال الخيانة والعزة بالمذلة، والتي تواجه على المقلب الآخر بحملة واسعة من التضامن مع فلسطين والرفض للاحتلال كما تعكس بعض المنصات الإلكترونية.

المصدر: العالم