بيع الوهم وبروباغندا الإنتصار لدى نتنياهو..!

192

أبين اليوم – الأخبار الدولية

لم يكن يعلم بنيامين نتنياهو أن الانتصار في غزة محرم عليه وبأن المعركة التي خاضها لانقاذ نفسه من السقوط ستعجل في نهايته وانتهاء حقبته..

إن المعركة في قطاع غزة والتي اثبتت بأنه بات لغزة درع وسيف غيّرت القواعد وأسست لمرحلة جديدة عنوانها ما بعد حرب العام ٢٠٢١ ، وكما مازلنا ككتاب وصحفيين نؤرخ لما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ فإننا سنؤرخ أكثر لما بعد هذه الحرب التي أعادت القضية الفلسطينية الى الصدارة من جديد ورفعت نسبة التضامن العالمي معها بعد ان كانت قد ذهبت في غياهب النسيان وتحولت إلى خبر عابر في نشرات الأخبار وفي زوايا الصحف التي لا تقرأ..

منذ اليوم الأول ونتنياهو ووزير حربه جانتس يحاولان البحث عن إنتصار لكنهما لم يجدا سوى الهزائم والنيران التي تقذف تل أبيب، وكلما حاولا ذكر انجاز لهما تذكر الاسرائيلييون بأن محمد الضيف قد فرض حظر التجول على تل أبيب وبأمر منه فقط هو لا غيره خرج سكان تل أبيب لساعتين من الملاجىء..

حجم النيران في هذه المعركة كان هو الأهم وقوة الردع كانت الفاصلة أما نسبة الدمار التي خلفها الإحتلال في قطاع غزة ففي الحسابات العسكرية لا تذكر لأنها كانت متوقعة وما هو متوقع في الحرب لا يعد إنجازاً لكن الإنجاز هو في مفاجأة العدو وإرباكه وقلب الطاولة عليه، مئة وخمسون صاروخاً دكت تل أبيب ومحيطها، من هنا فإن البربوغندا التي خرج بها نتنياهو وحديثه في كل مرة بأن المقاومة أصيبت بنكسة حقيقية..

وأن عمليته تحقق أهدافها وبأنه لن يعود إلى البيت إلا بإخضاع حركة حماس وتوفير الأمن لسكان مستوطنات الغلاف ولعسقلان وأسدود، لكنه في قرارة نفسه يعرف ان هذه بربوغندا رخيصة وانه غير قادر على توفير الأمن حتى لمن هم في حيفا، أما الشارع الإسرائيلي فكل هذه الإنتصارات الوهمية غير معترف بها لأنه في اوج وعود نتنياهو بالأمان والأمن كان يختبأ في الملاجىء وتهزه أصوات الإنفجارات..

ماذا يعني هذا الشارع ان يدمر نتنياهو ابراج الشروق والجوهرة والجلاء، هل هذا التدمير يغير شيئاً إذا كانت الصواريخ في إثر هذه الأهداف الوهمية تصيب أهدافاً حيوية تؤثر على حياة الرفاهية التي يعيشها الإسرائيليون وغير مستعدين أن يتنازلوا عنها، إذا كان صوت الشارع الإسرائيلي في جله يطالب نتنياهو بالتوقف فإن الشارع الغزي يطالب المقاومة بالاستمرار حتى تحقيق الأهداف كاملة رافضين اي الغزيين ان تتوقف المعركة تحت شرط (وقف متبادل لاطلاق النار )..

إن اثار هذه المعركة كبيرة وكثيرة ومتعددة وتحتاج الى مقال كامل لشرحها لكن النتيجة الاهم أنها ستحجم كيان الاحتلال وسيبدأ العالم يتعامل معه ككيان عنصري يفرض نظام الابرتهايد على سكان الضفة والقدس المحتلة وحتى على الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام ١٩٤٨..

إن معركة نتنياهو مع غرة ستنتهي وستخرج المقاومة منها منتصرة وتفرض قوة الردع لكن معركة الرجل الحقيقية هو ومن سيليه في الحكم مع الضفة الغربية التي اثبتت أنها مستعدة دائماً لما هو أبعد من المواجهة ومع الداخل المحتل الذي استطاع في الأيام الماضية ان يربك المحتل ويعيد التواصل الكامل مع العمق الفلسطيني والعربي والاسلامي..

اما الإنتصارات الوهمية بالنسبة لبنيامين نتنياهوً فستنكشف قريبا وفي اليوم الثاني لاعلان التهدئة ستفتح ملفات هذه الحرب ولا أستبعد ان تشكل لجنة تحقيق على غرار لجنة فينغراد للتحقيق في يومياتها وما صاحبها من اخفاقات في الجيش والجبهة الداخلية التي يبدو بعد خمسة عشر عاما من حرب لبنان لم تمتن ولم تهيء للأسوء.

المصدر: العالم