عدن.. مظلومية الشعب تطغى على إبتزاز أطراف الصراع.. “تقرير“..!

1٬306

أبين اليوم – تقارير

تركزت الأنظار الجمعة الماضية نحو عدن، المدينة التي تعيش منذ سنوات متوالية أزمات معيشية وخدمية لا نهاية لها، يضاف إليها إنفلات أمني وشيوع حالة من الفوضى، في ظل غياب الدولة وشلل مؤسساتها.

في مظاهرة تركزت شعاراتها حول ما سبق من مشكلات أقضت حياة السكان وحولتها إلى معاناة متواصلة، خرج الآلاف في عدن الجمعة، بمظاهرة تعددت الأطراف التي حشدت لها،كما تعددت الأطراف التي حاولت تجييرها لمصالحها، في الصراع التي تشهده عدد من المحافطات الجنوبية، بين كل من المجلس الانتقالي التابع للإمارات من جهة، ومن الجهة الأخرى سلطة هادي التي يمثل حزب الإصلاح الطرف الأكثر حضوراً فيها والتي تتحرك بدعم سعودي.

الانقسام بدا واضحاً في المظاهرة التي تعددت شعاراتها بحسب تعدد استراتيجيات وأهداف الأطراف المتصارعة المشاركة فيها، وبغض النظر عن محاولات كل طرف توجيه تلك المظاهرة ضد الطرف المناوئ له، إلا أن معاناة المواطنين جراء التردي في الوضع المعيشي وغياب الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، كانت العنوان الأبرز في هذه المظاهرة التي عكست حقيقة الوضع في عدن كما في باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة التحالف والأطراف المحلية التابعه له.

لم تكن مظاهرة الجمعة في عدن هي الأولى بالنسبة للتعبير عن حالة السخط الشعبي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف وأتباعه المحليين، جراء تردي الوضع المعيشي والخدمي، والأزمات الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، حيث سبقتها خلال الأشهر الماضية العديد من المظاهرات الاحتجاجية في كل من عدن وتعز وحضرموت وغيرها من المناطق، عبرت جميعها عن فشل الحكومة المدعومة من التحالف في معالجة الوضع المتفاقم في تلك المحافظات، وسط حالة من السخط على التحالف نفسه والحكومة الموالية له، باعتبارهما المتسبب بتلك الأوضاع.

ومن خلال طريقة التفاعل الذي أبدته الأطراف السياسية الموالية للتحالف بمختلف اصطفافاتها تبعاً لكل من السعودية والإمارات، مع المظاهرة الشعبية الغاضبة، التي خرجت في عدن أمس الجمعة ومحاولات تلك الأطراف توظيف الغضب الشعبي ضمن صراعها الذي تشهده المناطق الجنوبية، يتضح الإستعداد لدى أطراف الصراع ومن ورائها التحالف الذي يدعم ويغذي ذلك الصراع، لاستغلال المواطنين في صراعها، دون أدنى اعتبار للمعاناة الي لحقت بملايين الأسر التي جعلتها الأوضاع المعيشية الصعبة عاجزة عن توفير متطلبات الحياة الضرورية لأفرادها..

ناهيك عن افتقارها إلى الخدمات وعلى رأسها خدمة الكهرباء، التي حول انقطاعها حياة السكان إلى جحيم، سيما في ظل مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية.
مراقبون أكدوا أن من شأن التدهور الحاصل في المحافظات الجنوبية عموماً، على المستويات المعيشية والخدمية والأمنية على السواء، أن يفقد أبناء هذه المحافظات الثقة في التحالف والأطراف المحلية المرتبطة به على السواء، وقد يقود إلى تنامي حالة السخط التي قد تنتهي بثورة شعبية لطرد التحالف وجميع القوى الموالية له.

 

البوابة الإخبارية اليمنية