السعودية تفقد فُرص تحسين صورتها بإستمرار قمع مواطنيها.. “تقرير“..!

203

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

انهيار متسارع تحصده السعودية تباعاً على المستويات كافة، وأفق يزداد ضيقاً وقتامة لمستقبل المملكة التي أصبحت فرصها قليلة جداً في العودة إلى مستوى ما كانت عليه قبل أن تقحم نفسها في أكبر ورطة منذ نشأتها، وهي الحرب التي تقودها في اليمن منذ أكثر من ستة أعوام،

سقطت خلالها الكثير من الأقنعة التي كانت السعودية تستخدمها لإظهار غير ما تُبطن من مشاعر تجاه اليمنيين الذين يعتبرون الأكثر تضرراً من سياسات جارتهم، حيث كانوا هدفاً لمؤامراتها منذ عقود طويلة حرصت خلالها على إبقائهم رهناً للنزاعات الداخلية التي كانت تؤججها وتغذيها بدعم أطرافها كافة..

وكذلك في الجوانب الاقتصادية التي أسهمت سياسات المملكة في بقائها دون مستوى طموحات اليمنيين ليظلوا في حالة احتياج دائم لمساعداتها وتبديد أعمارهم مغتربين في أراضيها بحثاً عن لقمة العيش التي طالما غمستها بالإهانة والاستغلال البشع، حتى اللحظة التي أعلنت فيها الحرب العسكرية والاقتصادية بمجرد أن رأت اليمنيين يمضون بإتجاه الخروج من وصايتها بعد عقود من التبعية لها من خلال الأنظمة والحكومات السابقة التي ظلت تدير البلاد حسب إملاءات وتوجيهات حكام السعودية.

على مستوى الداخل اليمني فقدت المملكة وصايتها على البلاد، ولم يعد في يدها سوى القليل من الأتباع الذين يواصلون ابتزازها مقابل القتال نيابة عنها، وهو الأمر الذي يشكل أكبر استنزاف لأموالها..

فالنفقات الباهظة على الموالين لها أصبحت عبئاً كبيراً على الاقتصاد السعودي، وبدأت آثارها تنعكس في مستوى معيشة المواطنين السعوديين، حيث فقدوا الكثير من مظاهر الترف المعيشي الذي كانوا يألفونه، بعدما بدأ النظام يفرض سياسات التقشف ويلغي الكثير من الامتيازات التي كانت تُمنح للقطاعات الحكومية، وكل ذلك نتيجة تبعات الحرب على اليمن التي تستنزف خزائنهم وثرواتهم.

أما على المستوى الإقليمي والدولي فقد ساءت سمعة المملكة السعودية على الصعيد الإنساني والحقوقي، سواء بما تلطخت به أياديها من دماء اليمنيين، أو بسياسات القمع التي تمارسها ضد معارضيها في الداخل السعودي نفسه، حيث قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في أحدث تقرير لها..

إن السلطات السعودية لا تزال مستمرة في قمع المعارضين، من الناشطين الحقوقيين أو المعارضين المستقلين بالعنف نفسه، رغم محاولاتها تحسين صورتها أمام المجتمع الدولي بالإفراج عن بعض الناشطين بداية السنة الجارية 2021م، متهمةً السلطات السعودية بمواصلة استهداف ومضايقة المعارضين وأسرهم بأساليب مختلفة، منها فرض وتجديد منع السفر والاحتجاز التعسفي لأفراد أسرهم بطرق ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي، حسب تقرير المنظمة.

ويرى مراقبون وحقوقيون أن السعودية لن تتمكن من تحسين صورتها أمام العالم ما دامت تقود الحرب في اليمن وتحاصر شعبه اقتصادياً، وما دامت مستمرة في إعتقال وتعذيب منتقديها السعوديين وتضييق الخناق على حياة وحريات أقربائهم، وإطلاق سراح بعض المعتقلين بهدف التخفيف من الضغط الدولي لا ينفي بقاء حالة القمع ضد المعارضين على حالها..

ما يعني أن صورة المملكة ستظل كما هي مشوهة، وما شراء مواقف وضمائر بعض الجهات الدولية سوى زيادة في الاستنزاف للأموال السعودية واستمرار للدفع باقتصاد المملكة نحو الهاوية وإبقاء مواطنيها على موعد مع المزيد من البؤس والانهيار المعيشي.

YNP