ترتيبات إماراتية لطي صفحة الإنتقالي بلفافة صالح.. “تقرير“..!

4٬313

أبين اليوم – تقارير

تكثف الإمارات محاولاتها المستميتة لإعادة انعاش جناح الرئيس الأسبق، علي عبدالله صالح، في المؤتمر الشعبي العام، وعينها على وكيل شامل في اليمن بعد أن فشلت مساعيها في تمرير صفقة تخضع أهم مناطق البلاد الاستراتيجية والنفطية لهيمنتها مستقبلاً، فما تداعيات الحراك الإماراتي الجديد على مستقبل الإنتقالي؟

الإمارات التي تدفع دولياً عبر بريطانيا والولايات المتحدة لخطة حل جديدة في اليمن تتضمن نقل صلاحيات هادي لنائب توافقي أو مجلس رئاسي، كما بشر بذلك ابوبكر القربي أحد أهم أعمدة جناح صالح، الموالي لأبوظبي، تقود الآن حراك داخل المؤتمر الشعبي نفسه لتحقيق التفاف حول نجل الرئيس الاسبق، احمد علي، والذي تحاول إعادة تصديره للمشهد كخليفة لوالده سواء على مستوى السلطة أو على مستوى الحزب.

وبغض النظر عن النجاحات التي حققتها حتى الآن على مستوى إعادة لمل شمل الحزب المنقسم منذ مقتل مؤسسه في أحداث فتنة العام 2017، وهي لا تتجاوز إعادة ربط القسم في الساحل الغربي بالمركز في صنعاء، والترتيب لفعاليات وأنشطة لإحياء محاولة انقلاب صالح التي بدأت في اغسطس من العام 2017 وانتهت في ديسمبر من ذات العام تحت مسمى “ذكرى تأسيس المؤتمر” الذي لم يحي هذه المناسبة على إمتداد اكثر من 3 عقود قضاها في السلطة، تبرز الآن المشكلة حول مستقبل الانتقالي في ضوء هذا الحراك.

حتى وقت قريب كانت الخطة الاماراتية تقضي بإيجاد “خفين” لها في اليمن، الإنتقالي في الجنوب وما تبقى من إرث صالح في الشمال، لكن هذه الخطة التي سوقتها منذ البداية وعرضتها على السعودية وفق ما ذكرته قناة العربية عقب إنطلاق الحرب في مارس من العام 2015، تبدو غير منطقة نظراً لرفض أطراف دولية وإقليمية إمكانية تقسيم اليمن في الوقت الحاضر نظراً لتبعاتها المستقبلية..

إضافة إلى فشل الإنتقالي في فرض أمر واقع جنوباً وشرقاً رغم تجيشه من قبل الامارات بنحو 90 ألف مقاتل وتزويده بعتاد عسكري غير مسبوق، وهذه الأسباب قد تكون أبرز دوافع الإمارات للتخلي عن الانتقالي رويداً نظراً لما يعانيه من توقف للمرتبات والتغذية وانقطاع الدعم..

إضافة إلى إنكشاف خطة دولية لتقسيم الجنوب بينه وخصومه وبما يبقيه محاصراً في عدن ومحيطها بكتلة سكانية أكبر وموارد اقل تعزز الانقسامات والاقتتال المناطقي، والتركيز على عائلة صالح على أمل أن يمنحها ذلك حضور في الشمال لتغير خارطة الوضع الذي ظل التحالف يعاني منه خلال السنوات الماضية وينذر بانتهاء نفوذه شمالاً وجنوباً.

لا مستقبل للانتقالي، كما بات الكثيرين يستشرفون ذلك، وحتى وجوده في عدن قد يندثر بفعل الصراعات مستقبل، وحنكة خصومه في إغراقه بالمزيد من الصراعات عبر اللعب على جهله في ملفات عدة سياسية وعسكرية وحتى اجتماعية، وحتى التعويل على ما تبقى من ارث لصالح لن يحقق شيء نظراً للانقسامات داخل الحزب المترهل بالفساد والمعتمد على ما تجود به الدولة لتسير مشاريعه.

 

YNP