“تحقيق“: مصادرة سلاح الدروع اليمني والدفاع الجوي شرق اليمن.. هذا ما لم تكشفه أسيوشيتد برس..“معلومات تكشف لأول مرة“..!

4٬665

أبين اليوم – وكالات

في فبراير العام الماضي نشرت وكالة “أسيوشيتد برس” تحقيقاً عن الاستحداثات العسكرية في مطار الريان بالمكلا في حضرموت شرق اليمن، الذي تحول إلى قاعدة عسكرية مغلقة بعد احتلاله من قبل القوات الإماراتية في مايو 2016م.

من ضمن ما ورد في التحقيق أنه تم إنشاء لسان بحري في ميناء الريان، حيث يقع مطار الريان على الشريط الساحلي للمكلا، وأقدمت الإمارات على استغلال موقع المطار لبناء لسان بحري يكون بمثابة توسعة للميناء لاستخدامه لأغراض عسكرية سرية بدلاً من استخدام ميناء المكلا التجاري المدني الذي كان يكشف كل تحركات القوات الإماراتية.

لكن ما لم تكشفه الوكالة الأمريكية حينها هو تفاصيل إنشاء هذا الميناء والمواد التي تم استخدامها لردم منطقة اللسان البحري الممتد من اليابسة حتى آخر نقطة له والذي صُمم ليكون ملائماً لاستقبال سفن ذات الحجم المتوسط، معظم هذه السفن عسكرية وجزء كبير منها أمريكية تتبع القيادة المركزية الأمريكية الوسطى المتمركزة في منطقة الشرق الأوسط ويقع مقرها الرئيسي في البحرين.

في هذا التحقيق حصل “المساء برس” على تفاصيل خطيرة تتعلق بما قامت به القوات الإماراتية من نشاط تدميري سبق إنشاء هذا اللسان البحري بميناء مطار الريان.

حيث كشف ضابط عسكري بالمنطقة العسكرية الثانية ومقرها المكلا، قيام القوات الإماراتية بتدمير سلاح المدرعات التابع للمنطقة العسكرية، ما يعني تدمير الإمارات لسدس سلاح المدرعات اليمني بالكامل، إضافة إلى ذلك تدمير سلاح الدفاع الجوي بما فيه من منظومات دفاع جوي وصواريخ أرض جو ومضادات طيران.

الضابط الذي يتحفظ “المساء برس” عن كشف هويته للحفاظ على سلامته، مد “المساء برس” بتسجيلات صوتية تثبت صحة المعلومات التي يكشفها لأول مرة، والتي تتضمن “قيام القوات الإماراتية بإرسال مذكرة من القيادة والسيطرة داخل قاعدة مطار الريان إلى المنطقة العسكرية الثانية حملت توجيهات صارمة بإخراج كامل سلاح المدرعات التابع للمنطقة العسكرية وأسلحة الدفاع الجوي بالكامل”..

ويؤكد الضابط أن قيادة المنطقة قامت بتنفيذ التوجيهات على الفور، واستمرت عملية نقل أسلحة المدرعات والدفاع الجوي مدة طويلة، ونقلت هذه الأسلحة إلى داخل مطار الريان من الجهة الساحلية على الشاطئ.

يؤكد الضابط بالمنطقة العسكرية، أن كل ألوية المدرعات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية تم سحب كل سلاحها المدرع والذي يتضمن ما يلي:

– دبابات تي 55 الروسية بالكامل، ولم تسمح الإمارات سوى ببقاء دبابتين فقط داخل المنطقة العسكرية الثانية.
– دبابات بي ام بي بالكامل.
– عربات شيلكا المجنزرة السوفييتية.
– سلاح المدفعية بالكامل.
– عربات المدرعات الخاصة بالاقتحامات بالكامل.

كما يؤكد الضابط أن الإمارات سحبت كل صواريخ الدفاع الجوي التابعة للواء 190 دفاع جوي والذي يقع مقره شرق المكلا جوار المطار، واللواء 190 دفاع جوي هو لواء الدفاع الجوي الوحيد الخاص بتغطية كامل الجغرافيا المنتشرة عليها المنطقة العسكرية الثانية، حيث تم سحب كل سلاح اللواء الجوي وهو كالتالي:

– كل صواريخ الدفاع الجوي (فولجا) الروسية الصنع.
– كل صواريخ الدفاع الجوي السوفييتية (دفينا).
– 80 % من مضادات الطيران (م/ط) ولم يتم الإبقاء إلا على كمية قليلة جداً من مضادات م/ ط تم تسليمها لقوات النخبة الحضرمية لاستخدامها كبديل عن منظومات الدفاع الجوي التي تم سحبها اللواء 190”.

وتكشف التفاصيل أيضاً أن الإمارات سحبت من قوات النخبة الحضرمية التي أنشأتها الإمارات، ما كانت قد سلمتها من مدرعات أمريكية من نوع أوشكاش، حيث تم سحب كل الكمية التي مُنحت للنخبة لاحقاً.

مصير سلاح المدرعات والدفاع الجوي:

كانت الكارثة في المعلومات اللاحقة التي حصل عليها “المساء برس” من مصدرين موثوقين الأول عسكري يتبع المنطقة العسكرية الثانية والثاني مصدر أمني سبق أن نفذ مهمة أمنية اعتيادية في محيط مطار الريان، لكن هذه المهمة الأمنية كشفت للمصدر ما تفعله القوات الإماراتية بسلاح الدروع اليمني، الذي كان قد تم تجميعه في منطقة ميناء المطار.

تكشف التفاصيل أن الإمارات قامت بحفر خندق بعمق 5 أمتار من أول نقطة لليابسة إلى آخر نقطة يصل إليها اللسان البحري الذي أنشئ لاحقاً، داخل هذا الخندق تم ردم كامل سلاح المدرعات بما فيه من دبابات تي 55 ودبابات بي ام بي ودبابات شيلكا والمدافع وعربات المدرعات الصغيرة (الاقتحامات)..

وفي منطقة أخرى تم حفر حُفر كبيرة ووضع صواريخ الدفاع الجوي الفولجا ودفينا ومضاطات الطيران وتفجيرها بالكامل ومن ثم أخذ حطام الصواريخ بعد تدميرها وكبسه فوق الدبابات والمدرعات التي وضعت في الخندق عند الميناء، كل هذا السلاح تم ردمه داخل الخندق.

تؤكد مصادر “المساء برس” أن كامل السلاح المسحوب من العسكرية الثانية تم تجميعه وتلغيمه وتفجيره وكبسه داخل الخندق ليكون بمثابة قاعدة تزن مئات الآلاف من الأطنان من الحديد، هذا الخندق هو ما تم البناء عليه لاحقاً ليصبح رصيفاً أو لساناً بحرياً جعل من ميناء مطار الريان ميناءً يستطيع استقبال السفن الكبيرة والمتوسطة.

وبالعودة لما كشفه الضابط بالعسكرية الثانية، فإن سلاح المدرعات الذي تم تدميره وتحويله لخرسانة من الحديد لبناء لسان بحري بمطار الريان لاستخدامه كمرفأ للسفن العسكرية الأجنبية (الإماراتية والأمريكية)، كل ذلك السلاح كان لا يزال يعمل وأن جزءاً بسيطاً فقط من كل ذلك السلاح هو ما كان معطلاً جزئياً وكان بحاجة فقط لتبديل بعض قطع الغيار..

إلا أن قرار الإمارات ابتداءً والذي يعتقد أنه قرار أمريكي بالدرجة الرئيسية كان التخلص من سلاح المدرعات والدفاع الجوي شرق اليمن بالكامل كما فعلت واشنطن سابقاً في عهد نظام علي عبدالله صالح والتي دمرت بمعية نجل شقيقه عمار محمد عبدالله صالح والذي كان حينها وكيل جهاز الأمن القومي اليمني، منظومات الدفاع الجوي اليمني بذريعة إبعادها من الوقوع بيد التنظيمات الإرهابية.

لماذا الكشف عن هذه التفاصيل حالياً؟:

تساءل الموقع عن سبب اعترافات الضابط بالمنطقة العسكرية الثانية في الوقت الحالي وعدم كشفه هذه التفاصيل في الفترة ذاتها التي تم فيها تدمير القدرة التسليحية المدرعة شرق اليمن في 2017 و2018، وكان السبب هو أن الحديث بدأ يتصاعد من قبل منتسبي المنطقة العسكرية الثانية المعنية بحماية الجزء الجنوبي من شرق اليمن بما فيها من موانئ تجارية أو موانئ نفطية.

ففي أروقة المنطقة العسكرية الثانية تصاعدت التساؤلات عن سبب عدم قدرة المنطقة العسكرية بحماية الموانئ النفطية التي توقفت عن تصدير النفط الخام بسبب منعها من قبل قوات الجيش اليمني التابعة لحكومة صنعاء والتي قررت وقف نهب النفط الخام اليمني والذي تذهب إيراداته لصالح البنك الأهلي السعودي فيما تشترط صنعاء للسماح باستثناف التصدير توريد العائدات لليمن وصرفها كمرتبات لموظفي الدولة شمالاً وجنوباً.

وعند البحث عن الإجابة على تساؤلات منتسبي المنطقة العسكرية الثانية والشارع الحضرمي عموماً عن سبب عدم قدرة المنطقة على التصدي للطائرات المسيرة التابعة لصنعاء والتي تراقب بين الحين والآخر الحركة بالموانئ النفطية الجنوبية والجنوبية الشرقية وتمنع دخول أي سفينة شحن نفطية ملاحية إلى المياه اليمنية، بدأت التسريبات تخرج من داخل المنطقة العسكرية الثانية ذاتها بأنها لا تمتلك أسلحة للتصدي لأي طائرة مسيرة بما في ذلك حتى الطائرات الاستطلاعية التي يمكن اصطيادها بمضادات الـ م/ط.

المعلومات الواردة في هذا التحقيق مستقاة من تسجيلات صوتية لضباط في حضرموت كانوا شهود عيان، وتصريحات مباشرة من آخرين كانوا على اطلاع بكامل التفاصيل.

المساء برس| تحقيق: يحيى محمد الشرفي|