هل قررت الرياض إنهاء الحرب على اليمن.. أم مجرد محاولة لتغيير في الاستراتيجية.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تلقي السعودية بكل اوراقها حالياً للتوصل إلى اتفاق مع صنعاء أو من تصفهم بـ”الحوثيين” فهل قررت الرياض إنهاء الحرب أم مجرد محاولة لتغيير في الاستراتيجية؟
آخر التقارير الواردة من صنعاء، حيث وصل وفد عماني قبل أيام في مهمة وصفت بـ”الحرجة” لإنقاذ “حالة اللاسلم واللاحرب” ، تشير إلى عرض السعودية دفع كافة مرتبات الموظفين مقابل مناقشة ملف الحدود وتأمينه.
المقترح السعودي الذي تم تأكيده من قبل مسؤولين في صنعاء ليس الأول من نوعه فقد سبق للسعودية وأن قدمت عروض عدة ابرزها تلك المتعلقة بولاء القيادة الجديدة في صنعاء مقابل امتيازات منها إدارة اليمن ككل، وكذا أخرى تتعلق باتفاقيات بعدم التنقيب عن النفط والغاز..
لكن الأهم هو موقف صنعاء التي تؤكد على رفضها محاولات السعودية عزلها وابقاء اليمن تحت الهيمنة الخارجية، وتتمسك بشروطها خاصة المتعلقة برواتب الموظفين وصرفها من عائدات النفط والغاز اليمني الذي تذهب إلى حسابات في البنك الأهلي السعودي.
وبغض النظر عن العروض السعودية واخرها ما ذكره محمد عبدالسلام، رئيس وفد المفاوضات، بصرف المرتبات وخروج القوات الأجنبية ورفع الحصار وهي ثلاثية تتمسك بها صنعاء كشرط للدخول في عملية سلام شامل، ثمة مؤامرات تحاك من خلف الكواليس، تكشف بأن العروض السعودية ليست اكثر من فخ ينصب بهدف إيجاد واقع في اليمن يكرس حالة الحرب الأهلية..
فالسعودية قد تدفع المرتبات، وذلك لن يكلفها اكثر مما كلفتها 8 سنوات حرب، لكنها ترفض تقديم ضمانات باستمراريتها حتى في حال عادت الحرب، والسلام الذي تسعى له السعودية لا يتضمن إنهاء الحرب، حيث أن السعودية تفع عبر مسار آخر تقوده الإمارات حالياً لتصعيد عسكري على جبهات القتال..
وبرز ذلك بتوقيع ابوظبي اتفاقية مع حكومة معين لإدارة الملف العسكري والأمني والترتيبات لتوريد مزيد من المرتزقة السودانيين مع تسليم القوات السودانية قاعدة العند بعد توقيع اتفاق مع حكومة معين لإرسال المزيد منها.
اضف إلى ذلك دفع السعودية بلاعبين دوليين إلى صدارة المشهد في اليمن وابرزها الصين التي بدأت تحركات كبيرة في ملف اليمن عقب زيارة الرئيس الصيني للرياض، ومع أن احتمالية تدخل الصين عسكرياً ضئيلة كون الاستراتيجية الصينة تستبعد الجانب العسكري لكن التحرك الاقتصادي قد يثير حفيظة صنعاء خصوصاً فيما يتعلق بالموانئ اليمنية ومشاريع تحيدها واخراجها عن الخدمة..
أو تنفيذ مشاريع تتجاوز الإرادة اليمنية وتخدم مخططات المحتل الجديد، وهذه وحدها كفيلة بإعادة الحرب إلى مسارها القديم.
تحاول السعودية عبر تسويق السلام وتقديم تنازلات وهمية تحقيق العديد من المكاسب ابرزها تسويق نفسها كراعية سلام وثانية إخراج أطراف دولية وإقليمية من دائرة الحياد في الحرب التي تقودها منذ 8 سنوات، لكن الأهم يبقى دفعها نحو تغيير في صورة الحرب من سعودية إلى أهلية..
وتلك الاستراتيجية ظلت السعودية تسوق لها بشعارات مناطقية تارة ومذهبية في اخرى، لكنها لم تجد الوسيلة القوية لتفعيلها وهي الآن تعمل على ايجاد قوة موازية تقود الحرب وتحضى بدعم خفي من أطراف الحرب بما فيهم السعودية التي تسعى خلال المرحلة المقبلة إعفاء منشآتها الاستراتيجية من الهجمات التي كبدتها خلال الفترة الماضية خسائر غير مسبوقة وكادت تطرحها أرضاً.
YNP