عرب جورنال: إلى أين سيصل المجلس الانتقالي بمشروع فصل جنوب اليمن عن شماله.. “تقرير“..!

6٬022

أبين اليوم – تقارير

يسارع المجلس الانتقالي الجنوبي الخطى لإحكام سيطرته على المحافظات اليمنية الجنوبية الخاضعة للتحالف السعودي ـ الإماراتي، بهدف فرض مشروع الانفصال عملياً.

فبعد عقد اللقاء التشاوري الجنوبي في عدن الأسبوع الماضي، والذي أكد من خلاله على سعيه لإقامة ما يطلق عليها “دولة الجنوب العربي”، وصل رئيسه، عيدروس الزبيدي، إلى مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وكبرى مدنها.

قبل وصول عيدروس الزبيدي إلى مدينة المكلا بيومين، كان اللواء فرج البحسني، عضو مجلس القيادة المشكل سعودياً، قد أعطى توجيهات برفع أعلام الانفصال في المدينة. وفق مصادر خاصة.

المصادر أكدت أن البحسني استغل صلاحياته في مجلس القيادة للعمل على إسقاط مدن حضرموت بيد المجلس الانتقالي، ما يعني أن كل ما يحدث يأتي ضمن سيناريو متكامل تم وضعه مسبقاً.

ـ أمر واقع:

دخول الإنتقالي بشكل رسمي إلى مدينة المكلا، جاء بعد محاولات عديدة للسيطرة على مناطق الوادي الخاضع لقوات موالية للسعودي. وقفت السعودية ضد تمدد الانتقالي إلى حضرموت، ومثلت هذه القضية نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين. على إثرها، احتجزت السعودي رئيس المجلس الانتقالي 6 أشهر في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ودفعت بقوات جديدة تحت مسمى “درع الوطن” إلى مناطق سيطرة المجلس.

على الأرجح، يسعى المجلس الانتقالي، بدعم من الإمارات ودول أخرى، إلى فرض أمر واقع في المحافظة يجبر السعودية على التعامل معه. من هنا، قد تشهد الأيام القليلة المقبلة تقدماً عسكرياً للانتقالي من ساحل حضرموت بإتجاه واديه، بعدما كان يحاول التقدم سابقاً من محافظة شبوة عبر خط العبر.

إلى جانب ذلك، سيحاول الانتقالي حشد الشارع الحضرمي في الساحل لصالح مشروعه، وهي الورقة التي استخدمتها السعودية ضده خلال الفترة الماضية. في وقت سابق، رفعت المكونات الحضرمية المدعومة من السعودية شعار “إدارة حضرموت بأبناء حضرموت”، في إشارة إلى رفضها دخول قوات من الضالع وشبوة وغيرها إلى المحافظة. لكن مع وصول الانتقالي إلى المكلا اليوم، سيسقط هذا المبرر.

ـ تواطؤ دولي؟:

على رغم أن المجلس الانتقالي يرفع شعار إقامة “دولة الجنوب” منذ تشكيله، إلا أنه لم يقدم على إتخاذ خطوات عملية بهدف تحويل المشروع إلى واقع كما يفعل الآن، ما يشير إلى أن هناك دعماً خارجياً جاداً لتحركاته الأخيرة، من الإمارات وغيرها من الدول المهتمة بالشأن اليمني.

في هذا السياق، اتهم وزير الخارجية اليمني الأسبق، أبو بكر القربي، دولاً مهتمة بالشأن اليمني، بالتخلي عن وحدته.

وكتب القربي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: تصريحات سفراء ومبعوثي بعض الدول راعية الحل في اليمن مع الخوف من جلسة مرتقبة لمجلس الأمن تتبنى ذات التوجه، توحي بتخليهم عن أهم مبدأ تؤكده قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وهو الحفاظ على وحدة اليمن.

وأضاف القربي متسائلاً: فهل سيليه التخلي عن سيادته على أراضيه.. تطورات خطرة تهدد الحل السلمي وتصعد الصراع؟.

خلاصة:

قد لا يتوج المجلس الانتقالي الجنوبي تحركاته للسيطرة على كامل المحافظات الجنوبية بإعلان رسمي للانفصال، لكنه سيفرض الانفصال كأمر واقع، لتأتي الحلول والتحركات الإقليمية والدولية لاحقاً بناء على هذا المستجد.

وما لم تتحرك السعودية ضد إجراءات المجلس الأخيرة بشكل عملي، على اعتبار أن الجنوب خاضع لأدواتها، فسيؤكد ذلك أنها شريك رئيسي في تفتييت وتقسيم اليمن، وإن حاولت إخفاء ذلك وراء تصريحات سياسيين وإعلاميين محسوبين عليها.

عرب جورنال – عبدالرزاق علي