لماذا يحتفل اليمنيون بـ “عيد المشاقر“.. ولماذا يحاول البعض سرقته..!

4٬820

أبين اليوم – تقارير 

حملة كبيرة تشهدها منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك، واتس اب، تويتر) وغيرها هذه الأيام استعداداً لإحياء الذكرى الخامسة لعيد المشاقر التي سيتم الاحتفال بها بعد أيام.

عيد المشاقر..!

في 1 يونيو من كل عام، يُحيي اليمنيون “عيد المشاقر”، الذي انطلق قبل 5 أعوام عبر مبادرة شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت شعار “نعم لتغليب رائحة المشاقر على رائحة البارود”.

إلى الآن والأزمة لم تنته في اليمن، وما زال الصراع قائمًا وسماء اليمن ملبّدة بالبارود، إضافة إلى ذلك لا نعرف ما هو مستقبل البلد، فالأيام تمضي تعيسة أو سعيدة بحرب أو بسلم، ومثل طائر العنقاء الذي يخرج من بين الرماد، يظهر مجموعة من الشباب اليمنيين الممتلئين طاقة وحيوية من بين كل هذا النزاع لإحياء عيد المشاقر الخامس والتشديد على نشر ثقافة المشاقر.

احتواء اليمنيين:

جاءت الفكرة من الناشط محمد علي الذي قام بتأسيسها مع مجموعة من الأفراد حين وجدوا أنفسهم في دولة ممزقة، قاموا بمبادرة يسعون من خلالها لاحتواء اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم تحت راية المشاقر بأهدافها الواضحة والنبيلة والوطنية.

يومًا وطنياً:

من اللافت أن تلك الفكرة ليست اعتباطية أو عشوائية، بل فكرة مدروسة وفق خطط واضحة وأهداف على مدى سنوات، سعى من خلالها أصحاب فكرة “عيد المشاقر” إلى تدشين فعاليات هذا العيد بجعله يومًا وطنياً من كل عام، وتم اختيار الأول من مايو يوما لهذا العيد.

بدأ العمل على تنفيذ الفكرة عبر مراحل. كانت المرحلة الأولى تقتضي نشر ثقافة المشاقر عبر منصات التواصل الاجتماعي، واستبدال الصور الشخصية (البروفايلات) بصور المشاقر على تلك المنصات.

وتأتي المرحلة الثانية لتدعو وتشجع المواطنين على زراعة المشاقر في أحواش وأفنية المنازل، ولاقت الفكرة تجاوبا واسعا من خلال زراعة شتلات المشاقر.

ما ميّز الفكرة صراحة ووضوح أهدافها، وعدم السعي للربح أو المنفعة الشخصية. واتّسعت الفعالية او الفكرة من زراعة المشاقر الى تخصيص عيد لها والعودة بها إلى مكانتها التاريخية والمجتمعية.

فكرة وطنية:

حين كانت الفكرة وطنية يمنية هبّ الجميع لمساندتها بطرق كثيرة، منها الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والهشتاغات بأكثر من لغة لإيصال هذا العيد للعالم.

#عيد_المشاقر_1_يونيو

إنه يوم وطني بامتياز، لا أحقاد فيه، ولا سياسة، ولا كراهية، إنه يوم يتجمّع فيه الجميع لهدف واحد وفكرة جامعة. نعم لزراعة المشاقر ، نعم لثقافة المشاقر، نعم لتغليب رائحة المشاقر على رائحة البارود، نعم لهؤلاء الشباب الذين يحاولون النجاة بوطنهم، وتقديم صورة عن اليمن التي تشوّهت ملامحها في خضم هذه الحروب البائسة.

وهنا يقفز سؤال: لماذا غرد البعض مؤخراً خارج السرب واحتفل بعيد المشاقر في 9 سبتمبر؟

الإجابة معروفة وليس خافياً أن هناك من يصر على محاولة سرقة فكرة وتأريخ الاحتفال بذكرى عيد المشاقر، التي دأب نشطاء وأدباء ومثقفو اليمن على أحيائها منذ سنوات في 1 يونيو.

بل أن جميع المتابعين للأحداث في اليمن يعلمون أن عيد المشاقر هو في 1 يونيو من كل عام وليس 9 سبتمبر، وأن مؤسسه وصاحب الفكرة هو المهندس (محمد عبدالله علي) والذي نشر في صفحته خطاب دعا فيه هؤلاء إلى التوقف عن سرقة فكرته، لكنهم لم يستجيبوا وواصلوا مساعيهم في محاولة سرقة فكرته لتحقيق اغراض مشبوهة ومنافع شخصية”.

مارش الحسام

YNP