الوحدة اليمنية.. بين عظمة الإنجاز وتآمر نظام 7-7.. “تقرير“..!

7٬670

أبين اليوم – خاص 

الوحدة اليمنية هي عهد الثورات شمالاً وجنوباً، ووليدة سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر الذي أسفر عن جلاء الإستعمار البريطاني وإزاحة كل عائق في طريق تحقيقها..

هي المنجز التاريخي الذي يفاخر به اليمنيون بين دول المنطقة والعالم، وخلاصة المساعي الحثيثة للشعب اليمني الأبي، إنها الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في العام 1990م.

تهل علينا ذكراها الرابعة والثلاثون، والشعب اليمني يعيش ظروفاً عصيبة بفعل العدوان السعودي الإماراتي المدعوم أميركياً، والذي سعى بكل مالديه من إمكانيات وقدرات لزرع الإنقسام والتشظي، لكن، ورغم كل ذلك فإن “الوفاء ما تغير وعهد الأحرار باق” في شعبنا اليمني للحفاظ عليها باقية أبد الدهر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

منعطفات خطيرة مرت بها الوحدة اليمنية المباركة، تهدف للنيل من قيمها ومبادئها الراسخة في وجدان الشعب اليمني، كانت أبرزها حرب 94 الظالمة التي شنها نظام علي عبدالله صالح البائد على أرض الجنوب، وأفرزت القضية الجنوبية كأبرز مظلومية شهدها اليمن في تاريخه المعاصر، ومورست تحت ظلالها اختلالات وتشوهات تسببت بالإساءة إلى هذا المنجز الوطني العظيم.

وتعتبر الحرب التي أشعلت في عام 94م هي العامل المباشر لظهور القضية، كما أن النظام العصبوي (العسكري والقبلي والديني) الحاكم في صنعاء لم يكن مؤهلاً للتحول إلى الدولة التي كانت شرطاً لاستمرار الوحدة، وهذا هو الجذر البنائي للقضية الجنوبية.

إن ذكرى الوحدة اليمنية المباركة، وكما أنها تعيد إلى وجداننا عظمة الإنجاز اليمني، وحجم تضحيات الرعيل الأول من المناضلين الأحرار، فإن مأساة حرب 94 الظالمة تقودنا إلى وقفة لابد منها أمام ذكرى اجتياح الجنوب وعاصمته عدن وتدمير الدولة وكل مؤسساتها، وإباحة دماء أبنائه كعدوان أرعن وغادر.

كان هدفه الإجهاز على الوحدة في ضمير الأمة اليمنية بالسيطرة على الجنوب بالكامل، ونهب ونسف مقدرات أبنائه.

لكن المفارقة الأبرز هنا، هو أن نظام 7-7 الذي كان هو المتسبب بالقضية الجنوبية، فإنه لايزال يحكم من قصر معاشيق في عدن، لتستمر عملية الإقصاء والتهميش، من قبل النظام نفسه، ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً.

إن الجيل الثاني من نظام 7-7 ما زال يحكم ويسيطر على عدن من داخل قصر المعاشيق، ولكن هذه المرة بمباركة من المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادات جنوبية، الذين لهم الدور الأبرز في تسليم عدن لما يعرف بالمجلس الرئاسي ممثلاً برشاد العليمي وطارق صالح الذي يعتبر الوريث الشرعي للسلالة العفاشية الظالمة للجنوب، ليعيد التاريخ نفسه وتستمر معاناة أبناء شعبنا في جنوب الوطن.

ويأتي الدعم الخارجي لتلك الشرذمة من السعودية والإمارات، وبنفس الوقت، تتخذهم أدوات لها للسيطرة على الجنوب وثرواته واحتلاله بطرق مباشرة أو أخرى غير مباشرة، وهو الأمر الذي كما يبرز عائقاً استعمارياً لحل القضية الجنوبية، فإنه قد تسبب في جعل المواطن الجنوبي يصارع الموت جراء انعدام الخدمات وانهيار العملة في الوقت الذي يتم فيه احتلال أرضه واستنزاف ثرواته.

وما بين عدوان الأمس وحرب اليوم نجد أن النظام نفسه ،يواصل الحرب والعدوان على الجنوبيين ولكن بطرق مختلفة أهما الحرب الإقتصادية والتدميرية، حيث يمارس سياسة التجويع والافقار ضد المواطن والوطن الذي كان يسوده الإستقرار، والرعاية الاجتماعية والصحية والتعليم الذي وصل إلى الأرياف والإصلاحات الزراعية والصناعية، وهيكلة مؤسسات الدولة، قبل حرب 94م.

إن حل القضية الجنوبية لن يكون في الرياض ولن يأتي من أبو ظبي، ولن يكون بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي ولا بناء تحالفات مع قوى الشر والاستكبار، ولا يحق لأي مكون تابع للاحتلال أن يدعي تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية كونه يحمل أجندات خارجية وهمه الأول والأخير خدمة المحتل وفق الخطط المرسومة له، بل سيكون هذا الحل يمنياً خالصاً تحت سقف الوحدة، وبما يضمن إنصاف أبناء الجنوب وإعادة حقوقهم، والإبقاء على الوحدة اليمنية كأهم منجز تاريخي لليمن واليمنيين.

التاريخ لن يرحم كل من تواطأ مع الغزاة والمحتلين لتنفيذ أجندات تدميرية تستهدف الوطن ومقدراته ومنجزاته التاريخية، والحفاظ على الوحدة اليمنية مسؤولية كل اليمنيين في مختلف المحافظات، ومهما كانت الانحرافات التي أساءت للوحدة فإنها لا ترقى إلى جريمة الإنفصال وإعادة الوطن إلى عهد التشظي نزولاً عند رغبات وأجندات الإحتلال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com