“عرب جورنال“| دخول بريطانيا على خط القصف في اليمن: تصعيد عسكري أم إقرار بفشل أمريكي..!

6٬895

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ عبدالرزاق علي:

في تحول لافت في مسار العمليات العسكرية الغربية في اليمن، دخلت بريطانيا رسميًا على خط الضربات الجوية ضد اليمن، بعد أكثر من شهر على الحملة الأمريكية المستمرة، والتي لم تُحقق حتى الآن أهدافها المعلنة في ردع قوات صنعاء أو وقف هجماتها.

الضربة الجوية البريطانية، التي نُفذت مؤخرًا بالتنسيق مع القوات الأمريكية، تأتي في وقت تتعاظم فيه الشكوك حول جدوى القصف الجوي المتكرر، والذي لم ينجح في وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية باتجاه أهداف إسرائيلية وسفن عسكرية أمريكية.

وبذلك، يُعيد هذا التطور فتح الباب أمام تساؤلات حقيقية: هل نحن أمام تصعيد متدرج لصراع دولي مفتوح في اليمن؟ أم أن لندن دخلت على الخط لتعويض فشل واشنطن في حسم الموقف عسكريًا؟.

فشل الردع الأمريكي:

منذ أن بدأت القوات الأمريكية بشن غارات شبه يومية على أهداف في اليمن، لم تُسجل نتائج ميدانية حاسمة. لا تزال قوات صنعاء تحتفظ بقدرتها على تنفيذ هجمات نوعية، بل وتوسيع نطاقها لتشمل أهدافًا إسرائيلية بشكل مباشر.

هذا الفشل في فرض معادلة ردع واضحة دفع الولايات المتحدة، على ما يبدو، إلى إشراك حلفاء مثل بريطانيا في العمليات، بهدف تخفيف الضغط السياسي والعسكري عنها، وخلق انطباع بتحالف غربي موحد في مواجهة اليمن.

بريطانيا تدخل على الخط… لماذا الآن؟:

قرار لندن بالمشاركة العسكرية لم يكن مفاجئًا بالكامل، لكنه جاء في توقيت يُقرأ بوضوح كدعم سياسي للولايات المتحدة، وكخطوة رمزية لتأكيد التزام المملكة المتحدة بأمن الملاحة الدولية. لكن في العمق، يبدو أن هذه المشاركة تعكس قناعة غربية مشتركة بأن القوة الجوية الأمريكية وحدها لم تعد كافية لتغيير قواعد الاشتباك.

بريطانيا، من خلال هذه المشاركة، ترسل رسائل مزدوجة: الأولى إلى حلفائها، بأنها شريك موثوق ومستعد للمشاركة في المواجهات المعقدة. والثانية إلى قوات صنعاء، مفادها أن الضغط العسكري سيتصاعد ما لم تتوقف الهجمات على إسرائيل.

هل تتغير المعادلة؟:

من الناحية العسكرية، لا يُتوقع أن يُحدث القصف البريطاني تحولًا جذريًا في الوضع الميداني.

فقوات صنعاء، التي راكمت خبرة طويلة في حرب العصابات والتخفي والمرونة التشغيلية، أثبتت قدرتها على امتصاص الضربات الجوية والعودة للهجوم بسرعة. وبالتالي، فإن مجرد توسيع دائرة القصف سيظل محدود أو منعدم التأثير.

خلاصة:

دخول بريطانيا على خط العمليات العسكرية في اليمن يعكس أزمة عميقة في الاستراتيجية الأمريكية، أكثر مما يعكس قوة التحالف الغربي. فهو يُظهر أن الضربات الجوية لم تعد كافية، وأن الضغط العسكري يحتاج إلى أدوات أوسع، قد تشمل تغييرات في قواعد الاشتباك أو مقاربات سياسية أكثر جرأة.

في الوقت الراهن، يبدو أن التصعيد مستمر، لكن النتائج الميدانية لا تزال بعيدة عن تحقيق أية نتائج. وهذا يضع مستقبل الحملة الجوية في مهب التساؤل: هل يتحول التصعيد إلى تورط أكبر؟.
نقلاً عن عرب جورنال

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com