“تقرير“| المحافظات الجنوبية بين مطرقة القرارات وتخوف القطاع الخاص.. عملةٌ تحتضر ووطنٌ ينتظر..!
أبين اليوم – خاص
تقرير/ عبده بغيل:
في ظل ظروفٍ عصيبة، يجد المواطنون أنفسهم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة أمام مشهدٍ اقتصادي متأزم، حيث يتقاذفهم الحذر من جهة، والتوجس العميق من جهة أخرى.
فبعد سنواتٍ من الانهيار المروع للعملة المحلية، التي بدأت تلتقط أنفاسها بصورة مفاجئة، بفعل سلسلة من الإجراءات الغير منطقية والغير واقعية كما تشير أخبار خبراء..
إن هذا التحسن، الذي كان من المفترض أن يبعث الأمل، أصبح يثير جدلاً واسعاً وتخوفاً متزايداً من أن يكون مجرد “طفرة نقدية زائفة” قد تتلاشى مع أول هزة سياسية أو أمنية.
الشارع الجنوبي، الذي أرهقته الحرب وتضاعفت معاناته، ينظر بحذر إلى هذا الانتعاش، إذ لم يلمس المواطنون بعد أي تحسن حقيقي في قدرتهم الشرائية. على النقيض من ذلك، تفاقمت الأوضاع المعيشية مع إغلاق محلات الصرافة في عدن وحضرموت، ورفض الأفران في عدن بيع الخبز بالتسعيرة الجديدة، مما أدى إلى طوابير طويلة من الجياع وعمق حالة الاحتقان الشعبي.
في الوقت ذاته يُعاني القطاع الخاص من حالة من الشلل، حيث يخشى التجار والمستوردون من انهيار وشيك للعملة في ظل غياب أي ضمانات واضحة من قبل حكومة بن بريك، ففي تعز رفضت شركات الصرافة صرف الحوالات، وفي مأرب وعدن، اكتفت بشراء العملات الأجنبية دون بيعها، مما أحدث شحاً حاداً في السيولة النقدية الأجنبية.
ويرى الخبراء أن هذه الإجراءات، التي تسعى لسحب العملات الأجنبية من السوق، قد تكون محاولة يائسة لتأجيل الانهيار الكبير الذي يخشاه الجميع.
وفي هذا المشهد المأساوي، يبقى المواطنون في تلك المحافظات عالقين بين مطرقة قرارات حكومة عدن المتخبطة وسندان الواقع المعيشي القاسي، وحرب العملة التي تدفع ثمنها كرامة الإنسان وقوت يومه؟