“تقرير“| تعافٍ مشبوه للعملة في المحافظات الجنوبية والشرقية.. هل هو استقرار زائف أم تلاعب خطير..!

6٬990

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ عبده بغيل:

في خضم فوضى اقتصادية عارمة، وعجز حكومي فاضح، يلوح في الأفق تعافٍ مريب للعملة المحلية في المناطق المحتلة، يثير الريبة أكثر مما يبعث على الاطمئنان. فبينما كان الواقع الاقتصادي يشير إلى تدهور مستمر، تراجعت العملة بشكل سريع لتصل إلى 2174 ريالًا مقابل الدولار الأمريكي، ونحو 600 ريال مقابل الريال السعودي، في غيابٍ تام لأي إصلاحات اقتصادية حقيقية.

جميع المؤشرات الاقتصادية في عدن والمناطق تحت سيطرة الشرعية تؤكد أن هذا التعافي لا يرتكز على أي أرضية صلبة. فالإيرادات العامة ما زالت تُستنزف بعيدًا عن الخزينة، وملف تصدير النفط، المصدر الرئيسي للعملة الصعبة، لا يزال مغلقًا. يضاف إلى ذلك غياب الميزانية العامة وعدم ممارسة البنك المركزي في عدن لأي دور رقابي فعال.

هذا التحسن المفاجئ، الذي لا يستند إلى أي منطق اقتصادي سليم، يكشف عن حقيقة مرة: أن مصير الوطن وأرزاق الشعب قد أُحيلت إلى لعبة قذرة تُدار خيوطها من خلف الستار، في صفقة مشبوهة تبيع فيها القوى المتنفذة سيادتها الاقتصادية وتُرهن قرارها الوطني لأجندات خارجية.

وفي تطور خطير كشفت مصادر إعلامية أن إدارة البنك المركزي في عدن قد سُلمت لإدارة الخزانة الأمريكية. تأتي هذه الخطوة في إطار الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على اليمن.

وأفادت المصادر أن رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، وجه محافظ البنك المركزي في عدن، أحمد غالب المعبقي، بضرورة تنفيذ توجيهات فريق من وزارة الخزانة الأمريكية الذي وصل من واشنطن إلى الرياض للإشراف المباشر على عمليات البنك.

وفي الأسبوع الماضي، ألزم محافظ البنك مديري البنوك في عدن بالسفر إلى الرياض للقاء الفريق الأمريكي بشكل فردي، حيث كشفت وثيقة مسربة عن جدول هذه اللقاءات التي بدأت في 28 يوليو واستمرت لأيام.

وبينما يُباع الوطن في دهاليز السياسة، يجد المواطن نفسه الضحية الأولى والأخيرة، يدفع ثمن استقرار زائف لا يلبث أن ينهار، ليتركه على شفا كارثة اقتصادية وشيكة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com