إرتباك سعودي في مأرب والإصلاح يخسر مهاراته في جمع التبرعات.. “تقرير“..!

832

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

احتدام المعارك في مأرب ووصولها إلى أعلى مراحلها الأخيرة محسومةً لمصلحة قوات صنعاء التي تمكنت أخيراً من إطباق حصارها الكامل على المدينة من جهاتها الأربع، حسب ما أوردته وكالة سبوتنيك الروسية، جعل السعودية في حالة إرباك وتوتر غير مسبوقة، حيث رمت بكل ثقلها العسكري والسياسي للحيلولة دون سقوط المدينة بأكبر عملية تحشيد لمقاتليها.

الذين جلبتهم من كل المحافظات الواقعة في نطاق سيطرة التحالف والشرعية، حتى أنها حرّكت وبشكل علني خلال الأيام الأخيرة الماضية الأدوات التي تدخرها دائماً لمثل هذه المواقف، وهي الأدوات التي تنكر المملكة أمام العالم علاقتها بها، لكنها في الحقيقة هي الداعم الرئيس والممول لتلك الأدوات المتمثلة في التنظيمات الإرهابية “داعش والقاعدة”، التي دفعت السعودية بمجاميع من مقاتليها إلى جبهات مأرب تحت غطاء جوي كثيف، وهي الورقة الأخيرة التي عادةً ما تستخدمها الرياض حين تفقد السيطرة على أماكن تواجدها ومصالحها.

وفي معارك مأرب بعدما تساقطت الألوية والكتائب الموالية للتحالف أمام انتصارات قوات صنعاء، ها هي السعودية تغرق المحافظة بمجاميع التنظيمات المتطرفة وتوكل إلى قياداتهم عملية إدارة المعارك كمحاولة أخيرة لمنع سقوط المدينة، الأمر الذي يشكل الخوف الأكبر للمملكة ويقلب كل حساباتها بشكل لم تكن تتوقعه أبداً على مدى السنوات الماضية..

فمأرب هي عمقها الإستراتيجي أكثر من غيرها من المحافظات اليمنية الحدودية، وهي تدرك تماماً أنها ستكون في مرمى قوات صنعاء أكثر من أي وقت مضى، وهو الأمر الذي لم تحسبه جيداًً من البداية تحت نزعات الغرور بامتلاك القوة والمال الذي ظنت أنها اشترت به ولاءات مشائخ ومقاتلي مأرب، متجاهلة أن الوقائع على الأرض ورهان أصحابها على أحقيتهم في السيادة على كل شبر هي من تتحكم في قلب الموازين وتغيير معادلات الصراع والمواجهة.

ويرى مراقبون أن تحشيد السعودية وتحريكها ورقة التنظيمات المتطرفة من السلفيين ومنتسبي داعش والقاعدة للقتال في مأرب، واستحضارها من جديد للشعارات الطائفية والمذهبية لتحفيزهم على القتال تحتها، جاء بنتائج عكس ما كانت تأمله المملكة، لتحصد خيبة أمل جديدة، إذ شكّل ذلك الاستدعاء المقيت للنزعات الطائفية والمذهبية دافعاً قوياً لقوات صنعاء في طريق استكمال السيطرة على المحافظة وإسقاط آخر معاقل التحالف والشرعية، حيث اعتبرت ذلك التحشيد الكبير تحت تلك الشعارات محاولة سعودية واضحة لتوطين التنظيمات المتطرفة في محافظة مأرب، الأمر الذي انعكس سلبياً وجاء بنتائج مغايرة للتوقعات في سير المعارك على الأرض.

المراقبون أشاروا إلى أن السعودية بدت مؤخراً كما لو أن قناعاتها في المراهنة على ضخ الأموال لأتباعها قد تراجعت عمّا كانت عليه، فتساقط أتباعها وأدواتها رغم إنفاقها المهول عليهم ومدّهم بكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة وإسنادهم جوياً جعلها تشعر بحسرة كبيرة على ما أنفقت من ثرواتها بدون جدوى، وهو الأمر الذي دفع بها إلى تهديد القبائل الموالية لها في مأرب، وتقليص النفقات المالية على قيادات ومقاتلي حزب الإصلاح، ومن ثم اللجوء إلى استخدام أدواتها المتطرفة مستغلة عقائدهم الجهادية.

وكانت قيادات كبيرة من حزب الإصلاح تقدمت برسالة خطية إلى نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، تطلب منه الموافقة على فتح باب التبرعات في مساجد المملكة لدعم المعارك في مارب، الأمر الذي قوبل بالرفض القاطع من السلطات السعودية، التي سلّمت مبالغ كبيرة خلال الأيام الماضية لقيادات عسكرية تابعة للشرعية منها علي محسن الأحمر، نائب هادي، ووزير دفاعه المقدشي، لدعم معركة مأرب، الأمر الذي عدّه مراقبون محاولة أخيرة من الإصلاح لحصد أكبر قدر ممكن من الأموال يعززون بها أرصدتهم واستثماراتهم في تركيا وقطر وماليزيا ومصر..

بعدما اقتربوا من الخسارة النهائية لنفط مارب، المورد الأساس الذي ظلوا يستنزفونه طيلة السنوات الماضية منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف، ورغم أن الإصلاح بارع جداً في الحصول على موارد لتمويل حروبه ودعم قياداته، على غرار ما حصل عليه من حملات التبرع لأفغانستان وكشمير والشيشان، والتبرعات التي جمعها لما أطلق عليه “تحصين مسلمي جنوب أفريقيا ضد الوثنية”، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؛ إلا أنه أخفق هذه المرة في إستعادة مهاراته القديمة التي يبدو أنها لم تعد ذات جدوى في الزمن الحاضر.

البوابة الإخبارية اليمنية