رهان صنعاء لكسر تعويذة الحرب على اليمن.. “تقرير“..!

216

أبين اليوم – تقارير

تباشير جديدة أطلقتها صنعاء بشأن إمكانية  نهاية الحرب على اليمن هذا العام ، لكن زف مثل هكذا تباشير وسط عتمة السلام وقساوة الحرب يكشف عن وجود ترتيبات من نوع ما لكسر تعويذة الحرب فما هو رهان صنعاء لتحقيق ذلك؟

الحديث عن عام حاسم ، وهو بكل تأكيد لا يشير إلى العام الميلادي ولا الهجري بل وفق لحسابات الحرب التي بدأت في مارس من العام 2015 وينتهي عامها السادس في غضون أيام، ومن قبل قيادات رفيعة في سلطة صنعاء ، يشير إلى أن الحرب قاربت على الإنتهاء فعلياً وأن غبارها قد يزاح خصوصاً في ظل ضغوط الحرب والسلم ، لكن ثمة أبعاد لمثل هكذا عبارات.

صحيح، ثمة جهود دولية للضغط بإتجاه السلام في اليمن، خصوصاً مع إنفراج أزمات معقدة في المنطقة كسوريا وليبيا، وهذه الضغوط التي يتحدث عنها وفد صنعاء في المفاوضات برزت في الحراك للمبعوثين الأمريكي والأمني إلى اليمن بالتوازي مع حراك دبلوماسي غربي بريطاني وامريكي..

لكن الحراك الجديد والذي مر عليه أكثر من شهر  بتوقيت الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتحرك بقوة في ملف اليمن، لا يبدو أنه في طريقه لخرق جدار الأزمة المتصلب، فمع الحراك السياسي توسعت رقعة الحرب في بعض جبهات القتال وباتت المعارك تأخذ منحى سيرتها الأولى  مع تشديد للحصار على الشمال اليمني، وهذه جميعها مؤشرات على أن خلطة الحل في اليمن سواء تلك التي حملها المبعوث الأممي مارتن غريفيث من قبل أو التي يسوقها نظيره الأمريكي حالياً تيم ليندركينع لا تحضى بقبول لدى جميع الأطراف..

فصنعاء وعلى لسان مسؤوليها ومندوبيها في المفاوضات يعتبرون الخطة الأمريكية الجديدة هي ذات الخطط التي سبق وأن تم طرحها منذ بدء الحرب ولا تحمل جديد سوى أنها تحاول إعادة إنتاج الحرب من جديد كونها لا تتضمن وقف “العدوان ورفع الحصار” كما يقول رئيس الوفد محمد عبدالسلام.

حتى لدى الطرف الآخر في الحرب وتحديداً السعودية يبدو القبول بالمبادرة الأمريكية صعباً حالياً خصوصاً مع تصعيدها للغارات على المدن اليمنية وتحريكها جبهات القتال بما فيها تلك الملزمة لها في إتفاق السويد بعدم التصعيد  بالتزامن مع دعوات أمريكية للتهدئة وهو ما يشير إلى أن السعودية تحاول إبتزاز الولايات المتحدة في ملف اليمن وبعثرة جهود مبعوثها للسلام هناك.

على العموم.. تبدو حظوظ السلام في اليمن من بوابة الرؤى الأمريكية والبريطانية وحتى الأوروبية أشبه بالمستحيلة نظراً لربطها بأجندة ومصالح خاصة، وفق ما تراه صنعاء، وتتفق معها في ذلك معظم الأطراف اليمنية، وقد سبق لهذه الرؤى وأن فشلت فعلياً خلال مسار المفاوضات التي انطلقت من جنيف والكويت وسويسرا  وغيرها..

لكن رغم ذلك ثمة جهد واحد يمكن أن يقود إلى سلام غير مشوه في هذا البلد الذي يتعرض للحرب والحصار منذ 6 سنوات، وذلك ما يبدو أن صنعاء تراهن عليه، ويتمثل بتحقيق نتائج جديدة في الحرب على الأقل بالسيطرة على مدينة مأرب التي تمثل حالياً وجع للعديد من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، فهذه المحافظة التي تقترب قوات صنعاء من السيطرة عليها، ستكون بمثابة كسر لتعويذة الحرب على اليمن..

وستدفع الأطراف الأخرى للامتثال لدعوات السلام ، فمن ناحية تكسر هذه المحافظة النفطية الحصار المستمر على اليمن خصوصاً في ظل منع دخول المشتقات النفطية.. ومن ناحية أخرى سيمثل سقوطها كآخر معاقل السعودية في الشمال اليمن ضربة للتحالف الذي سيكون عليه الدفاع عن آخر معاقلها في الجنوب والشرق والتي ستتعرض بكل تأكيد لزحف من كل الإتجاهات.

عموماً.. لم يعد ثمة الكثير من الحسابات لدخول مدينة مأرب، التي تتحدث أنباء عن  عسكرة لقوات صنعاء على بعد بضعة كيلومترات من مداخلها الغربية والجنوبية، وباستثناء خطط تجنيب المدينة ويلات الحرب والتي تقودها صنعاء في سبيل إخراج المتحصنين بداخلها والمتخذين من المدنيين دروع بشرية ، وربما توقيت الدخول يراد له أن يكون تتويجاً لسبعة أعوام من الصمود وهذا كفيل بتغيير خارطة الحرب كلياً لاسيما وأنه يأتي بعد تدشين معرض الصناعات العسكرية والذي مثل رسائل قوية للداخل والخارج.

البوابة الإخبارية اليمنية