شكراً سيادة المحافظ.. طريقة ردك على نقدي.. أكبر دليل بأني في الطريق الصحيح..!

458

بقلم/ سمير المسني

الرسالة الأولى: ثورة الجياع.. ثورة حقيقية ضد الفساد..!

رسالتي الأولى أوجهها إلى كل المناضلين والشرفاء والأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة والذين يعانون الأمرين جراء ما يمارس ضدهم من تعسف واضطهاد وملاحقات أمنية ومصادرة لحقوقهم في العيش بكرامة من قبل حكومة المحاصصة (حكومة الفنادق والمجلس الانتقالي)..

وأقول لجماهيرنا الثورية بأن ثورتكم المباركة وعزمكم للقضاء على كل مظاهر الفساد المستشري تتطلب مواصلة النضال الثوري بكل الوسائل فلا خيار لدينا غير ذلك ؛ كما علينا توفير الأرضية المناسبة لاصطفاف جنوبي وطني تحت ظل قيادة ثورية متمرسة تحافظ على الثوابت والخيارات الوطنية ؛ قيادة نزيهة لم تتلوث أيديها بالفساد ؛ قيادة بعيدة كل البعد عن الارتهان والعمالة للخارج.

كما أنوه إلى أن ما حدث بالأمس 16 مارس 2021 واقتحام الجماهير الغاضبة لقصر المعاشيق في عدن هو تعبير عن إرادة شعبية حقيقية في مواجهة كل الطغاة والمستكبرين والمحتلين الجدد (السعودية والإمارات) واذنابهم من العملاء في الداخل (حكومة الفنادق والمجلس الإنتقالي)..

ولكن حاولت بعض الأقلام المأجورة إجهاض ثورة الجماهير التي خرجت مطالبة بطرد قوى الاحتلال وأطلقت شعارات (لا للتحالف.. لا للشرعية المزعومة.. لا للمجلس الانتقالي) أقول حاولت تلك الأقلام تصوير تلك الإرادة الثورية وأطياف المجتمع وكأنها مجرد أداة بيد المجلس الإنتقالي (المرتهن كلياً لدويلة الإمارات)..

بينما البعض الآخر من تلك الأبواق أظهر المجلس الإنتقالي وكأنه هو المدافع الشرعي عن الثورة.
وهنا ننبه جماهير شعبنا في الداخل من خطورة هكذا طرح قد يصيب ثورة الأبطال والشرفاء بمقتل؛ فسيناريو علي محسن والفرقة الأولى مدرع في تعامله مع ثوار فبراير 2011 يتكرر بنفس النمط والأسلوب ولكن تحت رداء المدنية هذة المرة..

حيث شاهدنا بالأمس نزول رموز من قيادات المجلس الإنتقالي إلى وسط الجماهير في محاولة لتصدر المشهد السياسي وايهام الثوار بأن المجلس الإنتقالي يقف إلى جانبهم ومدافعاً عن مشروعية مطالب الشعب (في الوقت الذي مايزال الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية يقبع في سجون الإنتقالي بسبب مواقفهم الوطنية).

وأخيراً أطالب كل المكونات السياسية الوطنية في الداخل إلى سرعة الاصطفاف وقيادة الجماهير ورسم معالم الغد المنشود وذلك من خلال التنظيم الجيد والواعي وعدم التعاطي مع أطروحات العملاء مثل الإنتقالي أو حزب الإصلاح والمضي قدماً نحو تحرير كل شبر من المحافظات الجنوبية المحتلة.

كما أود أن أشير أن الجماهير الغاضبة التي خرجت إلى قصر معاشيق تنتظر منا الدعم ولذا التمس من سماحة السيد العلم قائد الثورة وكما التمس من فخامة رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي الأعلى توظيف هذا الزحف لصالح وحدة واستقرار اليمن أرضاً وإنساناً والتعجيل من طرد الإستعمار الجديد ومرتزقتة بأن يوجه بسرعة إختيار فريق مصغر لإدارة وتوجيه المناطق المحتلة من خارج التشكيلة السابقة ويربط بكم مباشرة ويكون همزة الوصل لهذا الفريق الخبير المستشار لما له من دراية كاملة بأوضاع الداخل وقربه منكم.

إن النظر بعمق لما يجري في عدن بوابة الإنتفاضة للمحافظات الجنوبية يقرب من تحريك مسيرات الغضب حتى الإنتصار لليمن بدولة حديثة ذات استقلال وسيادة.

الرسالة الثانية: ما هكذا تفكر القيادة.. وتتعامل مع مواطنيها..!

بداية أؤكد وبكل ثقة أن مساحة حرية الفكر والطرح الموضوعي والنقد البناء والتي منحت للجميع من قبل قيادتنا الثورية والسياسية في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس السياسي الأعلى والجيش واللجان الشعبية ؛ أقول إن كل تلك المكتسبات والتي نمارسها بكل أريحية تؤكد لنا أن القيادة الثورية والسياسية ماضية في إرساء مفاهيم أساسها العدل وحرية الوعي والطرح (مادام ذلك الطرح في إطار الدستور والقوانين النافذة)..

ولهذه الأسباب مجتمعة كانت سلسة مقالاتي والتي كانت تهدف إلى الإصلاح والتي ارتكزت على دور وفاعلية بعض القيادات التنفيذية الجنوبية (بعض محافظي المحافظات الجنوبية تحديداً) والذين تم تعيينهم من قبل المجلس السياسي الأعلى؛

واشرنا إلى أن عدم التعاطي مع ما يطرح من قضايا جوهرية لإصلاح اعوجاج آليات عمل تلك القيادات التنفيذية الجنوبية ؛ وصولاً إلى آخر مقال لي بهذا الشأن ( معطيات المرحلة القادمة تتطلب سرعة إتخاذ قرارات بتغيير القيادات الفاشلة)..

كل ذلك الطرح الوارد في سياق مقالاتي تم تحويرة وافراغه من مضمونه وتصويره وكأنني اشكك بقدرة القيادة على حسن التقييم والإختيار.. وعبارات أخرى وردت في سياق رسالة وصلتني من أحد محافظي المحافظات الجنوبية المعينين من قبل المجلس السياسي الأعلى؛

وحتى تتضح الصورة أكثر أورد نص ومضمون تلك الرسالة على النحو التالي:

“وهل أنت من يقرر أن هذة القيادات فاشلة مشككاً بقدرة القيادة على حسن التقييم والإختيار؟! أم لأن القيادة لم تقبل بترشيحك لمنصب ما؟ لا شك أن القيادة لها حكمة في كافة خياراتها ؛ أصبر ولا ترمي بنفسك في صف التيار المضاد فتجد نفسك من حيث لا تدري مع قوى العدوان؛ أصبر ففي الصبر خير وفير؛ والله الموفق ” انتهى نص رسالة المحافظ.

وهنا أوضح للمحافظ الذي أصبح يرمي بالتهم جزافاً يميناً وشمالاً ؛ أنني لم أذكر أسماء في مقالاتي واكتفيت بالعموميات في الطرح وكان غرضي النقد وبشكل موضوعي وشفاف ؛ كما أوضح له أنني أحد المهجرين قسرياً من المحافظات الجنوبية بسبب إيماني بفكر المسيرة القرآنية وبالمسار الجهادي لذلك الفكر..

وغادرت محافظتي الجنوبية صوب صنعاء عاصمة كل الأحرار والشرفاء وذلك قبل خمس سنوات ونصف ولم يكن ذلك لغرض شخصي أو طمعاً في منصب سياسي أو تنفيذي ؛ ولكني غادرت محافظتي حتى أستطيع مواصلة نشاطي الثوري؛

وأيضاً لم أفكر يوماً بالتشكيك في قرارات القيادة الثورية والسياسية فأنا مؤمن بمبدأ التسليم للقيادة ولذلك فإنني أحد المسلمين للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي (سلام الله عليه) وللقيادة السياسية ؛ لكن أن يتم وصمي وبسبب مقالاتي بأنني قد ارتمي في صف التيار المضاد وقوى العدوان فهذا إتهام خطير لا أقبل.

وكان الأجدى أن يقوم المحافظ بعمله كونه قيادي تنفيذي (محافظ ) وتلمس أوضاع المهجرين قسرياً والنازحين من أبناء المحافظة والذي هو مسؤولاً عنهم وإيجاد المعالجات المناسبة من خلال وضع آليات عمل وخطط وبرامج لتحسين الأداء.

سمير المسني
– المعاون لشؤون المحافظات الجنوبية في مكتب مستشار رئيس الجمهورية والمجلس السياسي الأعلى
– عضو المكتب التنفيذي لملتقى التصالح والتسامح الجنوبي

17 مارس 2021