حراك فرنسي صيني يتجاوز السعودية والإمارات.. شبوة تفتح سباق دولي جديد ..“تقرير“..!

538

أبين اليوم – تقارير

مع بدء التحالف السعودي- الإماراتي تنفيذ إتفاق الرياض جنوب اليمن بهدف تقاسم الامتيازات  الإقتصادية والجغرافية لهذا البلد الذي يقود حرب ضده منذ 6 سنوات، إقليمياً، تداعت قوى دولية إلى هذه المنطقة وعين بعضها على الحصول على موطئ قدم على الأقل في هلاله الشرقي المنتج للنفط والغاز والواقع عند أهم نقطة على خط الملاحة الدولية وهو ما يثير المخاوف من تدويل الحرب التي أوصلت المجتمع اليمني إلى حافة الهاوية.

في هذا المنحى، برزت محافظة شبوة المنتجة للغاز المسال وبكميات كبيرة والواقعة على بحر  العرب إلى جانب إحتكارها تصدير النفط من بقية المحافظات المنتجة له شرق اليمن، محور إهتمام دولي وإقليمي ينذر بتطويل أمد الصراع في اليمن.

بالنسبة للتحالف السعودي – الإماراتي الذي يقود  حرباً منذ مارس من العام 2015  بحجة “إعادة هادي”  لا تزال هذه المحافظة محل خلافات  محتدمة تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية  مع شن فصائل “الإصلاح” هجوماً على منشأة بلحاف للغاز المسال والتي تتخذها القوات الإماراتية قاعدة لها على بحر العرب بالتزامن مع تشديد هذه الفصائل المحسوبة على السعودية وقطر وتركيا حصارها لمعسكر العلم التابعة للإماراتيين بموازاة دفع مزيد من التعزيزات من الحدود اليمنية – السعودية.

قد تبدو التطورات أو بالأحرى تصعيد فصائل هادي والإصلاح ذات أبعاد قطرية تركية نظراً للنشاط المتزايد للدولتين في محاولة لإحباط  حكر التقاسم بين الرياض وابوظبي، لكن توقيتها يشير إلى رضاء سعودي على الأقل لم يعد خفياً حتى لدى أتباع الإمارات الذين اتهموا الرياض بمنح الإخوان ضوء أخضر لطرد الإمارات من شبوة المحافظة التي تسعى لإبقائها ضمن “إقليم حضرموت” المحاذي للسعودية.

وبعيداً عن الصراع الإماراتي – السعودي الذي غالباً ما يتم إخماده بإتفاقيات من تحت الطاولة وبدون علم الفصائل الموالية لهما، كما هو الحال في إتفاق الرياض، برزت خلال الأيام الماضية  بؤر صراع دولي على رأسها فرنسا التي كثفت تحركها العسكري والدبلوماسي بطلعات جوية قبالة السواحل الشرقية لليمن بالتزامن مع لقاءات مكثفه لسفيرها في اليمن بمسؤولي حكومة هادي..

وهي بذلك تحاول إستعادة مصالحها المتمثلة  بتشغيل منشأة بلحاف التي تملك عبر شركة توتال الفرنسية ما نسبته 39% من حصة الشركة اليمنية ، وهي بذلك تحاول سباق الصين التي تتحرك في ذات الإتجاه وسط الأنباء التي تتحدث عن إبرامها إتفاق عسكري مع سلطة هادي في المحافظة لتشغيل ميناء بلحاف..

ناهيك عن الولايات المتحدة التي تحتفظ بقوات برية في هذه المحافظة وبدأت مؤخراً تسليط الضوء على نشاط القاعدة وعينها على حماية شركاتها النفطية في هذه المحافظة والسيطرة على بقية الحقول والقطاعات الواعدة.

قد يكون التهافت على شبوة مجرد بداية لصراع محتدم على مناطق الهلال النفطي في شرق اليمن والممتد من شبوة وصولاً إلى مأرب ومروراً بحضرموت والجوف ناهيك عن السواحل الإستراتيجية الأهم على طول الشريط الساحلي لليمن والممتد من ميدي في أقصى الغرب اليمني إلى المهرة في أقصى الشرق مروراً بالجنوب ومحافظات الشرق الأخرى..

وهذا الصراع لا يقتصر على الأطراف الخارجية التي تشمل أيضاً بريطانيا وتركيا وقطر وأطراف أخرى بل يشمل أطراف محلية وحتى داخل المكون الواحد والتواقة للحفاظ على امتيازات النقل والحماية للشركات الأجنبية..

وهو ما يشير إلى أن اليمن بحاجة إلى هبة  شعبية لتحرير كامل أراضيها في حال أرادت إستقرار إقتصادي وعودة للحياة الطبيعية على المدى المتوسط على الأقل بالإلتفاف حول صنعاء التي أعلن وزير دفاعها مؤخراً عن وجود خطط لطرد “الإحتلال” وهو بذلك يشير إلى المحافظات الجنوبية التي تعبث أطراف ودول إقليمية بمواردها وتقتل شعبها بالجوع والفوضى والأوبئة.

البوابة الإخبارية اليمنية