2020 عام الانتصارات الأضخم لصنعاء ..“تقرير“..!

413

أبين اليوم – تقارير

اليمن 2020.. مفاجآت كبرى لصنعاء تقلب الطاولة على التحالف السعودي

سجل العام 2020 الكثير من الأحداث السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية ضمن مسار الحرب على اليمن للعام السادس على التوالي، غير أن كفة الميزان رجحت هذا العام لصالح صنعاء.

وبتقييم بسيط للأحداث والمتغيرات الكبيرة التي جرت خلال هذا العام، يلحظ المتابع أمرين:
الأول، هو إنتقال قوات صنعاء من مرحلة الدفاع الى الهجوم، وتحقيق إنتصارات واسعة ، قلبت الطاولة على التحالف بقيادة السعودية، ففي حين كانت جبهة نهم تشكل كابوساً لصنعاء لأن أي اختراق كبير لقوات هادي وحزب الإصلاح المسنودة من قبل التحالف يجعل العاصمة تحت الخطر، والآن أصبحت المعادلة عكسية، فقد تمكنت صنعاء من حسمها، وتطهير مساحات شاسعة، وباتوا على أسوار المجمع الحكومي بمأرب يتهيؤون لدخولها.

أما الأمر الآخر، فان سنة 2020، حملت في طياتها أقل الجرائم للتحالف بقيادة السعودية بحق المدنيين، مقارنة بالأعوام السابقة، وهذا يدل على مخاوف الرياض من الرد اليمني والذي باتت القوة الصاروخية الباليستية أبرز أركانه.

وخلال هذا العام حققت صنعاء الكثير من الإنجازات الأمنية، وأفشلت الكثير من المخططات التي كانت تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، بل وتمكنت من هزيمة فيروس كورونا الذي لا يزال يشكل رعباً للكثير من بلدان العالم.

أما المحافظات اليمنية الجنوبية الواقعة تحت سيطرة القوات الإماراتية والسعودية، فقد عاشت خلال هذا العام أسوأ مرحلة، فالانفلات الأمني لا يزال يشكل انزعاجاً للكثيرين، حيث ارتفعت ظاهرة الاغتيالات والسطو على محلات المواطنين، واتسعت ظاهرة إنتشار المليشيا، واستمر الاقتتال الأهلي بين قوات الانتقالي وقوات هادي إلى الآن..

ويقول المراقبون تواصل السعودية والامارات نهب خيرات الجنوب وثرواته، وأنشأت القواعد العسكرية الصهيونية في سقطرى والساحل الغربي، ودمرت الاقتصاد حيث إرتفع سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني ، وتدهورت معيشة المواطنين والخدمات في كافة المجالات.

أبرز الأحداث الهامة التي وقعت خلال سنة 2020:

عملية البنيان المرصوص:

ومع نهاية شهر يناير كانون الثاني، وتحديداً في التاسع والعشرين منه، أعلنت القوات المسلحة في صنعاء عن عملية عسكرية كبيرة، سميت بعملية البنيان المرصوص.

وقال المتحدث بإسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع إنّ قواته شنت هجوماً معاكساً أدى إلى تحرير كافة مناطق مديرية نهم وتكبيدِ قوات التحالف وهادي والإصلاح خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

وعن طريق هذه العملية الخاطفة والسريعة، تم تطهير مديرية نهم بالكامل، والتي كانت تشكل خطراً على العاصمة صنعاء، وكانت قوات هادي والإصلاح المدعومة من التحالف بقيادة السعودية تحاول من خلالها العبور إلى صنعاء والسيطرة عليها.

واستمرت قوات صنعاء في التقدم إثر انهيارات قوات هادي والإصلاح، حتى وصلت إلى غرب مدينة مأرب، وتحرير مديريات بمحافظتي مأرب والجوف.

وقدرت المساحة التي تم تحريرها بحوالي 2500 كم مربع طولاً وعرضاً، وسقط فيها الآلاف من قوات التحالف ما بين قتيل ومصاب وأسير في عملية البنيان المرصوص، فضلاً عن اغتنام عتادها بالكامل.

إسقاط طائرة ترنيدو في محافظة الجوف:

وبالتوازي مع الهزائم المتتالية لقوات حزب الإصلاح وهادي حاول طيران التحالف بقيادة السعودية إنقاذ مقاتليه وذلك بشن غارات هستيرية على مناطق نهم والجوف، غير أن قوات صنعاء فاجأت التحالف بإسقاط طائرة ترنيدو بصاروخ أرض جو متطور في منتصف فبراير شباط 2020، وأسر الطيار الذي كان يقودها.

وقال المتحدث بإسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع إن سماء اليمن ليست للنزهة وعلى العدو أن يحسب ألف حساب لذلك، في حين قال محمد عبد السلام إن إسقاط طائرة تورنيدو في سماء الجوف ضربة موجعة للعدو، وخطوة تنبئ عن تنامٍ ملحوظ في قدرات الدفاعات الجوية اليمنية.

واعترف التحالف على لسان المتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي بإسقاط الطائرة، وقال إنها تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية وسقطت أثناء قيامها بمهمة إسناد جوي قريب للوحدات التابعة للجيش اليمني بحسب زعمه.

عملية فأحبط أعمالهم:

وبالتوازي مع كل هذه الأحداث، وتصاعد الإنتصارات العسكرية لصنعاء، كشفت وزارة الداخلية بصنعاء في منتصف شهر فبراير شباط 2020 في مؤتمر صحفي تفاصيل أكبر عملية أمنية سميت بعملية فأحبط أعمالهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الخالق العجري إن الأجهزة الأمنية وبعد التحريات توصلت إلى وجود خليتين تدير إحداهما الإستخبارات السعودية والأخرى تديرها الإستخبارات الإماراتية، للقيام بأعمال فوضى وأنشطة تخريبية للإضرار بمركز الجمهورية اليمنية الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وشل حركة عمل مؤسسات الدولة وخلخلة الأمن والاستقرار.

وبين العجري أن الخليتين كلفتا بتنفيذ عدد من الأنشطة التخريبية، تهدف إلى إحداث الفوضى وإثارة السكينة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء.

صنعاء تدشن عملية توازن الردع الثالثة:

وتواصلت الانتصارات اليمنية خلال شهر فبراير شباط على الصعيدين العسكري والأمني، لتأتي عملية توازن الردع الثالثة في 21 فبراير شباط 2020، وذلك باستهداف شركة أرامكوا.

وقال متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع إن عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله، موضحا في بيان له أنه وبعون الله تعالى نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعودي.

وأضاف العميد سريع أن عملية توازن الردع الثالثة نفذت بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى، مشيراً إلى أن عملية توزان الردع الثالثة رد طبيعي ومشروع على جرائم التحالف والتي كان آخرها جريمة الجوف.

عملية فأمكن منهم:

ومع تصاعد وتيرة الإنتصارات العسكرية لقوات صنعاء أعلن المتحدث الرسمي بإسم صنعاء العميد الركن يحيى سريع عن نجاح عملية فأمكن منهم في الثامن عشر من شهر مارس آذار 2020 والتي تكللت بتحرير محافظة الجوف من قوى التحالف.

وأشار سريع إلى أن عمليات سلاح الجو المسير كبدت العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح إضافة لخسائر اقتصادية جراء استهداف منشآت حيوية لها علاقة بصناعة النفط والغاز، وأن القوة الصاروخية شاركت في عملية فأمكن منهم بـ6 استخدمت فيها صواريخ نكال وقاصم وبدر البالستية.

تدشين العام السادس بأكبر عملية عسكرية:

وفي ظل هذا التصعيد، طوى التحالف صفحته الخامسة، مفتتحاً عاماً سادساً دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات للسلام أو انهاء الحرب.

وبهذه المناسبة ألقى قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي خطاباً في 26 مارس آذار 2020 توعد فيه بمفاجآت لم تكن في حسبان التحالف وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة، معلنا استعداده لخيار السلم ووقف الحرب إذا اتجه التحالف بقرار جاد لذلك.

وبعد أيام من خطاب الحوثي كشف ناطقصنعاء  عن أكبر عملية عسكرية نوعية استهدفت العمق السعودي تدشيناً للعام السادس من الصمود في وجه التحالف.

وقال العميد سريع في بيان عصر الأحد 29 مارس آذار 2020: نفذنا أكبر عملية عسكرية نوعية في بداية العام السادس استهدفت عمق العدو السعودي تنفيذاً لوعد قائد الثورة وردا على تصعيد التحالف ، مؤكداً أنه تم قصف أهدافٍ حساسة في الرياض بعملية عسكرية مشتركة بصواريخ ذوالفقار وعدد من طائرات صماد3.

وثيقة الحل الشامل:

هدأت الأوضاع العسكرية قليلاً بعد مجزرة الخيول بصنعاء، لتمهد الطريق نحو الحلول السياسية.

وفي خطوة غير متوقعة أعلنت قيادة التحالف على اليمن الأربعاء 8 ابريل نيسان 2020 وقف إطلاق شامل للنار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد ابتداء من ظهر الخميس 9 ابريل نيسان 2020.

وصرح المسؤولون السعوديون أن وقف إطلاق النار في اليمن يهدف لتشجيع أنصار الله على دخول محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد.

وقال المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالي إن الهدف من وقف إطلاق النار هو تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين حكومة هادي والحوثيين (أنصار الله)، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل في البلاد.

وبعد ساعات فقط من هذا الإعلان أعلنت صنعاء عن وثيقة الحل الشامل لإنهاء العدوان والحصار على اليمن، حيث تضمنت الوثيقة 56 بنداً، من بينها إعلان الوقف الشامل والكامل والنهائي للحرب وإيقاف كافة الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية، والإفراج عن كافة المعتقلين والأسرى، وإعادة التيار الكهربائي من المحطة الغازية بمأرب إلى جميع المحافظات اليمنية، وغيرها من البنود.

وعلى الرغم من إعلان السعودية الوقف الشامل للنار، إلا أن الغارات لم تتوقف عن المدن والقرى اليمنية، في دلالة على أن الرياض لا تنوي إيقاف الحرب.

المواجهات مع العواضي في البيضاء:

لم تنجح المناورة السياسية للتحالف بقيادة السعودية، والتي جاءت في ظل استمرار التقدم العسكري لقوات صنعاء باتجاه مدينة مأرب الغنية بالنفط والغاز، وفتح التحالف جبهة جديدة في محافظة البيضاء بعد أن أوعزت للشيخ ياسر العواضي- أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بالبيضاء وأحد الموالين لعلي عبد الله صالح الرئيس السابق- لتحريك هذه الجبهة لتخفيف الضغط على مأرب، واشغال قوات صنعاء في محافظتي إب وذمار.

حاول العواضي تحريك القبائل في تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة بحجة أن الحوثيين يعتدون على النساء، وذلك بعد مواجهات حدثت بين رجال الأمن الموالين لصنعاء وعناصر من تنظيم القاعدة أسفرت عن مقتل 6 من رجال الأمن، وامرأة من تنظيم القاعدة، غير أن العواضي اتخذ هذه الحادثة ذريعة لتنفيذ مخططه وتفجير الوضع عسكرياً في تلك المناطق.

أرسل قائد أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي العديد من الوساطات المحلية لتجنيب مناطق آل العواضي الحرب وعدم الانزلاق في فوضى الاقتتال، غير أن العواضي أصر على الاستمرار في تفجير الحرب.

وفي الثامن عشر من شهر يونيو حزيران2020 تمكنت صنعاء  من السيطرة بالكامل على مديرية ردمان معقل ياسر العواضي وإخماد هذه الفتنة في أيام قليلة.

عملية توازن الردع الرابعة:

ولأن صنعاء تعتبر كل ما يحدث في اليمن من مؤامرات وخيانة يأتي من قبل النظام السعودي، فقد استهدفت يوم 23 يونيو حزيران 2020 العمق السعودي بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في عملية سميت بعملية توازن الردع الرابعة.

وقال متحدث صنعاء  في بيان: نفذنا – بتوفيق من اللهِ – العملية الهجومية الأكبر توازنَ الردعِ الرابعة على عاصمة العدو السعودي، موضحاً أن عملية توازن الردع الرابعة دكت وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية ومواقعَ عسكريةً في الرياض وجيزان ونجران.

وأكد ناطق قوات صنعاء  أننا سننفذ المزيد من العمليات العسكرية الأشد والأقوى حتى يتم رفع الحصار ووقف الحرب وتحقيق الحرية والاستقلال.

دحر القاعدة وداعش من البيضاء:

واستمرت المعارك بعد ذلك لأسابيع وأشهر ، بعد أن انكشف غطاء العواضي، وظهر تنظيمي القاعدة وداعش في الصورة وبمساندة من التحالف ليقاتلوا قوات صنعاء في البيضاء.
وفي الثامن عشر من شهر أغسطس آب 2020 أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء العميد الركن يحيى سريع القضاء على تواجد الإرهابيين في مديرية ولد ربيع ومحيطها بمحافظة البيضاء التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية بعملية عسكرية واسعة للقوات المسلحة اليمنية.

وخلال بيان عسكري، أكد المتحدث مصرع وإصابة وأسر أكثر من 250 من العناصر التكفيرية، وتدمير 12 معسكرًا وتجمعا لهم خلال العملية العسكرية في ولد ربيع،كما أكد تحرير 1000 كم مربع واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة، والعثور على مئات الأحزمة والعبوات الناسفة.

وأشار العميد سريع إلى أن التحالف بقيادة السعودية ساند تنظيمي داعش والقاعدة بعشرات الغارات، استهدفت مواقع صنعاء  إضافة لدعم التنظيمين بالمال والسلاح، مشيداً بالدور البارز والمشرف لقبائل مديريات القرشية وولد ربيع وكل أحرار البيضاء في إسناد قوات صنعاء لتطهير مناطقهم من عناصر داعش والقاعدة رغم الإسناد الكبير من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية.

وزير دفاع صنعاء يتوعد  السعودية من على حدودها:

وبالتوازي مع استكمال تحرير محافظة البيضاء من الجماعات التكفيرية داعش والقاعدة، واصلت قوات صنعاء تحرير ما تبقى من محافظة الجوف شمال شرقي اليمن، وصولاً إلى المناطق المحاذية لحدود السعودية.

وفضل وزير الدفاع في حكومة صنعاء محمد ناصر العاطفي زيارة معسكر الخنجر القريب جداً من مدينة نجران السعودية، مطلقاً من هناك تهديدات للنظام السعودي بأن اليمن سينتقل إلى مرحلة الوجع الكبير.

وقال وزير الدفاع إنه وبعد امتصاص اليمن للضربة الأولى للتحالف  في العام 2015، تحول دفاعها الذي وصفه بالسلبي إلى مرحلة الدفاع الايجابي المتحرك، ثم تحولت إلى الهجوم.

وقال وزير الدفاع خلال لقائه بعدد من مقاتلي صنعاء في معسكر الخنجر بمحور خب والشعف بمحافظة الجوف الحدودية مع السعودية  نحن الآن في المرحلة الرابعة من عمليات توازن الردع الاستراتيجية ، مؤكداً أنه  كلما صعد التحالف من غطرسته وعنجهيته وأوغل في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين اليمنيين، كلما كانت خياراتنا كثيرة وجهوزيتنا عالية لردعه.

قوات صنعاء تستهدف الرياض بصاروخ باليستي:

و بعد أسابيع من تهديدات وزير الدفاع اليمني بحكومة صنعاء أعلنت قوات صنعاء يوم 10 سبتمبر أيلول 2020 قصفها لهدف مهم في العاصمة السعودية الرياض بواسطة صاروخ باليستي وطائرات مسيرة.

وقال المتحدث  سريع إن عملية عسكرية مشتركة بين سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت باستخدام صاروخ باليستي من نوع ذو الفقار وأربع طائرات مسيرة من طراز صماد 3 ، دون الكشف عن طبيعة الهدف المهم الذي تم استهدافه.

وأوضح سريع أن الاستهداف يأتي رداً على التصعيد المستمر من قبل العدو وحصاره المتواصل على بلدنا العزيز. حد قوله.

نجاح صفقة تبادل الأسرى:

وبعد سلسلة نقاشات أجريت في جنيف بين الوفد الوطني بصنعاء ووفد حكومة هادي بإشراف من الأمم المتحدة استمرت لمدة أسبوع، تم الاتفاق بالإفراج على 1086 أسير من الطرفين، بينهم ضباط سعوديون وسودانيون.

ووسط احتفاء شعبي ورسمي واسع ورفيع المستوى، جرى يومي الخميس والجمعة في الخامس عشر والسادس عشر من شهر أكتوبر تشرين الأول 2020 إتمام صفقة تبادل الأسرى والتي استمرت ليومين متتاليين عبر رحلات جوية بين مطارات صنعاء وأبها وسيئون وعدن حسب الآلية التي تم الاتفاق عليها برعاية الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة.

واعتبرت الصفقة هي الأكبر في هذا الملف الإنساني منذ بدء الحرب على اليمن سنة 2015، لكن حتى في ظل الأجواء الإيجابية ، فقد كشفت الصفقة العديد من الفضائح الجديدة للتحالف والمتعاونين معه، بخصوص معاملة الأسرى، حيث أعلنت صنعاء عن استشهاد سبعة من قوات صنعاء  المشمولين بالصفقة بعد تعرضهم للتعذيب في سجون التحالف..

إلى جانب تعرض العديد من الأسرى المحررين للتعذيب والإهمال الصحي، كما كشفت أن قائمة أسرى الطرف الآخر تضمنت عشرات من عناصر تنظيم القاعدة الذين أصر على إخراجهم، فيما تضمنت القائمة الوطنية لصنعاء أشخاص لم يكن لهم علاقة بالجبهات اختطفهم التحالف والمتعاونين معه وقاموا بوضعهم ضمن الأسرى، الأمر الذي يؤكد استمرار العدو بمحاولات المراوغة، ويؤكد على أن موافقته على هذه الصفقة جاءت بفعل تراجعه الميداني، وهو أيضا ما أكدته قوات صنعاء.

ووصلت إلى مطار صنعاء خلال يوم الخميس أربع طائرات قدمت من مطاري سيئون وأبها، حملت على متنها 472 أسيرا من قوات  (طائرتان من السعودية وطائرتان من سيئون) وبالمقابل أقلعت من مطار صنعاء ثلاث طائرات إحداها وصلت إلى السعودية حاملة على متنها 14 أسيرا من الجيش السعودي و 4 سودانيين، وطائرتان حملتا 217 أسيرا من قوات هادي  إلى مطار سيئون.

واستقبل مطار صنعاء، الجمعة، طائرتان إضافيتان من مطار عدن، حملتا 201 من أسرى قوات صنعاء  المحررين، مقابل طائرتين وصلتا إلى عدن وعلى متنهما 150 أسيرا من قوات هادي ، لتتم الصفقة بذلك.

وصول السفير الإيراني إلى صنعاء:

وحققت صنعاء خلال سنة 2020 انتصاراً دبلوماسياً تمثل بوصول سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العاصمة صنعاء يوم السبت 17 أكتوبر تشرين الأول 2020 في خطوة تهدف إلى كسرة العزلة الدبلوماسية عن صنعاء.

وعبر الموالون للتحالف وهادي عن استيائهم وسخطهم لطريقة دخول السفير الإيراني إلى صنعاء وكيف تم ذلك، معتبرين ذلك اختراقاً كبيراً وعملية استخباراتية نوعية نفذ عن طريق دولة شقيقة.

من جهتها استنكرت حكومة هادي وصول السفير الإيراني الحاج حسن ايرلو إلى صنعاء وتنصيبه سفيراً مفوض فوق العادة ومطلق الصلاحية للجمهورية الإسلامية بصنعاء.

وقالت في بيان مقتضب مساء الأحد 18 أكتوبر تشرين الأول 2020 : “ندين بأشد العبارات استمرار النظام الإيراني بانتهاج سلوك العصابات والمنظمات الإرهابية بتهريب الأسلحة والأفراد إلى مليشيا الحوثي انقلابية ما يؤكد على عدوانية هذا النظام ونواياه الخبيثة تجاه اليمنيين” بحسب البيان.

في المقابل أكّـد وزير الخارجية بصنعاء هشام شرف مساء الأحد 18 أكتوبر تشرين الأول 2020 أن وصول السفير الإيراني إلى صنعاء لا علاقة له بالصراعات الإقليمية، بل هو إعلان تضامن إيراني مع الشعب اليمني المعتدى عليه منذ سنوات، مُشيراً إلى أن وصول سفير إيران إلى صنعاء هو إعلان صريح بأن اليمن لا يزال موجوداً وله أصدقاء في العالم.

وفي غضون ذلك، رحب ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي وعددٌ من القوى والشخصيات الجنوبية اليمنية، بوصول سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسن ايرلو إلى صنعاء، لبدأ مهامِّه كسفير في اليمن.

إغتيال وزير الشباب والرياضة حسن زيد:

وبالتوازي مع استعدادات الشعب اليمني للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العاصمة صنعاء أقدمت عناصر اجرامية على اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومة الإنقاذ الوطني حسن زيد في محاولة لإرباك المشهد وإفشال الفعالية.

وأطلق المسلحون النار على الوزير زيد في 27 أكتوبر تشرين الأول 2020 بعد خروجه من منزله في حده، متوجهاً إلى مقر وزارته في شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء، وكان بجواره بنته، لكنها نجت من القتل لأن الوزير زيد حماها من الرصاص حين احتضنها لتتحول الرصاصات إلى ظهره.

واحتفت وسائل الإعلام التابعة لحكومة هادي بالخبر، وتناقلته بسرعة قبل أن يتم تناقله عبر الوسائل الإعلامية الخاصة بحكومة صنعاء، ما يعني أن العملية مدبرة من قبل التحالف بقيادة السعودية.

وتمكنت الأجهزة الأمنية بصنعاء من إلقاء القبض على القتلة في غضون 24 ساعة، وقتلت المنفذ الرئيس للجريمة أثناء عملية المداهمة.

السيطرة على معسكر ماس بمأرب:

ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية واقتراب قوات صنعاء من مدينة مأرب الاستراتيجية، أعلنت القوات المسلحة اليمنية في 21 نوفمبر تشرين الثاني 2020 السيطرة بالكامل على معسكر ماس الاستراتيجي القريب من مدينة مأرب وسقوط مئات القتلى والجرحى من قوات هادي والتحالف.

ويعد معسكر ماس آخر خطوط الدفاع الأمامية لقوات هادي والإصلاح والتحالف بقيادة السعودية.

وتمثل السيطرة عليه ضربة قاصمة لهم. وتفتح هذه السيطرة على معسكر ماس الطريق أمام قوات صنعاء  للتقدُّم باتجّاه المدينة الغنية بالنفط وآخر معاقل التحالف في الشمال الشرقي سواء من صحراء الجدعان أم من الخطّ الرئيس الرابط بين العاصمة صنعاء ومأرب.

ويقع المعسكر بين مديريتي مدغل ومجزر غربي محافظة مأرب ويُعدُّ آخر خطوط الدفاع وأهمها عن مدينة مأرب.

وبسقوطه مَنح قوات صنعاء هامشاً واسعاً للسيطرة على ما تبقّى من المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة والتقدّم باتّجاه منطقة الدشوش المطلّة على معسكرَي صحن الجن وتداوين أحد أهمّ مقرات قوّات التحالف شمال غرب المدينة، والتقدم نحو وزارات ومعسكرات تابعة للتحالف ومنشآت نفطية وأخرى حيوية ، إضافة الى السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة في صحراء الجدعان المحيطة بالمدينة، وتأمين القوّات المتقدّمة نحو مأرب من أيّ هجمات غادرة من الخلف، أو أي التفاف عسكري للقوات المعادية.

ويعني إحكام السيطرة على معسكر الماس الاستراتيجي ووادي الماس وجميع المناطق والأودية والمواقع المحيطة به سقوط الخطّ الإسفلتي الرابط بين العاصمة ومأرب بعد سيطرة صنعاء على منطقة حلحلان بالكامل ونقل المعركة إلى ما بعد نقطة الكسارة في اتّجاه مأرب، ويعني أيضاً ألا تراجع عن تحرير مدينة مأرب وإعادتها إلى الجغرافية الوطنية، كما أن تحريره يمثل ضربة قاصمة للتحالف السعودي في مساعيهم لتهديد صنعاء.

عملية منشأة جدة النفطية:

وهزَّت قواتُ صنعاء النظام السعودي، فجرَ الأحد 23 نوفمبر تشرين الأول 2020 بضربة نوعية جديدة، دكت إحدى منشآت قلب اقتصاد المملكة أرامكو بصاروخ مجنح يكشف عنه لأول مرة.

وانفردت العملية برسالة مهمة جِـدًّا من حَيثُ التوقيت، إذ تزامنت مع اجتماع سري ضم رئيس وزراء العدوّ الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، داخل المملكة، الأمر الذي نقل الضربة بسرعة إلى صدارة المشهد الإقليمي لما مثلته من صفعة مباشرة لإدارة المشروع الإسرائيلي الأمريكي في وقت ذروة تحَرّكها لتشكيل مشهد جديد في المنطقة، وهو ما جعل الهجوم يتجاوز حدودَ مواجهة التحالف ليحمل في طياته ردا عربيا إسلاميا جامعا على تلك التحَرّكات.

وقال العميد يحيى سريع  إن العملية نُفذت بصاروخ ينتمي إلى الجيل الثاني من منظومة صواريخ قدس  المجنحة، وهو ما مثل بحد ذاته مفاجأة تعودت القوات المسلحة أن تطلق مثلها ضمن العمليات الكبرى، كرسالة عسكرية على اقتران القول والفعل وهي أَيْـضاً مفاجأة من العيار الثقيل، تكشف عن تطور كبير في مسار التصنيع الحربي اليمني الذي يمضي تصاعديًّا بدون توقف؛ ليجعل كُـلَّ إنتاج جديد أكثرَ من مُجَـرّد إضافةٍ إلى الترسانة العسكرية، بل نقلة نوعية تستتبع مباشرة نقلة موازية في مسار الردع بكله.

واستهدفت العملية محطة توزيع تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة، وبالتالي فهي ضربة جديدة موجهة إلى قلب اقتصاد النظام السعودي في الوقت الذي يعيش فيه أزمة اقتصادية متصاعدة؛ بسَببِ تراكم تأثيرات الفشل وتداعيات عمليات الردع اليمنية، مع انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي يجعل أثر هذه الضربة موازيا لأثر ضربات أكبر وجهت إلى منشآت المملكة الاقتصادية في ظروف أفضل من هذه.

وحملت الضربةُ رسائلَ سياسية وعسكرية عدة، إذ جاءت مؤكِّـدةً مصداقيةَ تهديد القوات المسلحة قبل أَيَّـام بتصعيد جديد ردَّا على استمرار التحالف والحصار، لتجعل هذا التهديد أكثر وضوحًا في الحديث عن توجُّـهٍ عملي نحو مرحلة ردع جديدة يعرف العدوّ أنها ستأتي ضمن المسار التصاعدي، وبالتالي أنها ستكون أشد وأقسى من المراحل السابقة.

إستمرار الحرب في اليمن.. ولاحلول في الأفق:

وصل عام 2020 إلى مشارف النهاية ومازالت المواجهات العسكرية والقصف الجوي لطائرات التحالف مستمرة في أجواء اليمن ، ولم تحقق السعودية وتحالفها في الميدان اليمني أي إنجازٍ عسكري يذكر، ولم تتفوق إلا في المجازر والدمار – كما يقول الكثيرون ، وفي المقابل حققت صنعاء انتصارات واسعة قلبت الطاولة على التحالف . في ظل انسداد الأفق السياسي وتوقف مسار المفاوضات التي ترعاه الأمم المتحدة.

الخبر اليمني