“المحاصصة“ حكومة ولدت معاقة.. تضاعف معاناة السكان في المحافظات الجنوبية جراء تفاقم الإنهيار..“تقرير“..!

221

أبين اليوم – تقارير

تبدو حكومة الشرعية المشكلة مؤخراً وفق مبدأ المحاصصة في أضعف حالاتها، بعد تفاقم الأوضاع في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية، ولا سيما على المستويين الأمني والمعيشي، وإستمرار الصراع بين القوى الموالية للتحالف ممثلة القوات الحكومية مسنودة بمسلحي حزب الإصلاح من جهة، وقوات الانتقالي المدعوم من الإمارات من جهة أخرى.

إلى جانب ما يمارسه المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً من سيطرة على مدينة عدن التي اتخذتها حكومة هادي عاصمة مؤقتة لها، وما يمثله ذلك من عراقيل أمام أي محاولات من قبل حكومة المحاصصة العائدة منذ أسابيع إلى عدن، تواجه هذه الحكومة العديد من الضغوط التي تبدو مرشحة لقصم ظهرها..

حيث لم تحدث عودتها إلى عدن أي فرق في أدائها، وعلى رأس هذه الضغوط معالجة الوضع الاقتصادي ووقف انهيار سعر العملة، وتحسين الخدمات التي تعاني من التدهور، وضبط الوضع الأمني المنفلت، وجميعها قضايا رئيسية ومشحونة بالتعقيدات، ما يجعل من تقديم المعالجات اللازمة لها أمرا بالغ الصعوبة.

الأوضاع المتفاقمة في عدن والمحافظات الجنوبية، قوضت أي أمل في تحسن الأوضاع في مناطق سيطرة الشرعية والتحالف، وبددت أجواء التفاؤل التي صاحبت تشكيل الحكومة في 18 ديسمبر الماضي، حيث بات من غير المنطقي تعليق أي آمال عليها، فيما من شأنه تلافي الوضع المتدهور في شتى مناحي الحياة.

موقف التحالف من الوضع المتردي في الجنوب، سيما بعد عودة حكومة المحاصصة، بدا مناقضاً للمسار الذي كانت وسائل إعلام الشرعية قد دأبت على تقديم تصورات له عقب تشكيل الحكومة، ففي حين كانت أولى الأولويات هي إنعاش سعر العملة الذي مثل التحدي الأكبر في المرحلة الراهنة، تقف الحكومة عاجزة اليوم عن تقديم أي معالجات، في ظل امتناع السعودية عن تجديد الوديعة التي تم استنفادها على مدى سنتين في عمليات مصارفة اكتنفتها اتهامات بالفساد من قبل قيادات السلطات المالية وعلى رأسها إدارة البنك المركزي بعدن.

وفيما يتواصل الصراع المسلح بين الشرعية بأجنحتها والإنتقالي المدعوم من الإمارات، ويظل الشق العسكري والأمني من إتفاق الرياض معلقاً، تستمر الأوضاع الأمنية في التردي، ويغدو الحديث عن أي دور لحكومة المحاصصة الهشة في إنتشال المحافظات الخاضعة لها ضرباً من السخرية، بحسب مراقبين.

ويرى المراقبون أن التحالف ولا سيما السعودية، أوقعوا الحكومة الجديدة في ورطة بدت معها أكثر انكشافاً وعجزاً، وأكثر فقداناً للثقة من قبل ملايين المواطنين الذي يعيشون أوضاعا مأساوية جراء التردي الحاصل في كافة مناحي الحياة.

وأضاف المراقبون أن الفشل الذي منيت به حكومة الوفاق أو المحاصصة التي تمخض عنها اتفاق الرياض الموقع بين الشرعية والانتقالي في 5 نوفمبر 2019، أفقدها ثقة المواطنين وتعويلهم عليها في إحداث أي تحسين في الواقع المأساوي الذي يعيشونه، وهو الأمر الذي يعود أساسا على الشرعية التي أصبحت عاجزة عن فرض وجودها على الأرض عبر أية صيغة كانت.

البوابة الإخبارية اليمنية