قصة “جربوع فرنسا الأزرق“ وبلد المليون شهيد..!

259

أبين اليوم – الأخبار الدولية

قبل 61 عاماً من اليوم قامت القوات الفرنسية المستعمرة للجزائر بإجراء تفجيرات نووية  تجريبية على الأرض الجزائرية في منطقة رَقَّان بولاية أدْرَار ضمن عملية أطلق عليها حينها إسم الجربوع الأزرق.

وفي الحقيقة فإن تداعيات هذه التجربة الإشعاعية الكارثية لا تزال حتى اليوم ملموسة بالسكان والبيئة حيث أشار باحثون في الفيزياء النووية إلى وجود صلة بين حالات الإجهاض والتشوهات وبين التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، وأكد وزير الخارجية الجزائري صبري بوقدوم ان عملية الجربوع الأزرق كانت له تداعيات إشعاعية كارثية لا تزال أضرارها على السكان والبيئة قائمة إلى اليوم.

ويذكر أن التجربة النووية الفرنسية التي حملت اسم الجربوع الأزرق وكانت قوتها التفجيرية اربع أضعاف قنبلة هيروشيما التي أطلقتها الولايات المتحدة على اليابان، وخلال هذه التجربة قام المستعمر الفرنسي بتثبيت 150 أسيراً جزائرياً في أوتاد خشبية كفئران تجارب، لتحليل تأثير الإشعاعات النووية على أجسادهم.

وتفاعل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه الذكرى الأليمة، حيث كتب أحد المغردين عبر موقع تويتر: “منهم من لم يعرف وأكثرهم لا يريدون الاعتراف بأننا كنا ضحايا لأبشع استدمار شهده التاريخ الحديث حيث جربت على أرضنا كل أدوات الحرق والإبادة فقط لأن ربنا حبانا بأرض زاخرة بالخيرات ظاهرها و باطنها و لأننا لا نرتضي الخنوع”

وغرد آخ: “شباط 1960 هو يوم أسود في تاريخ فرنسا الاستعمارية الديغولية “النازية” حيث جرت رابع تجربة نووية بالتعاون مع الكيان (الإسرائيلي) في منطقة رقان في الجزائر حيث قضى أكثر من 42 ألف مواطن نحبهم وسميت العملية “الجربوع الأزرق” تيمناً بلون علم (اسرائيل) واللون الاول من علم فرنسا.

في نفس السياق نشر أحد المغردين صور للمنطقة التي حدثت فيها التجربة وكتب: صور لأكبر جريمة ارتكبت في حق الإنسان نصفع بها كل من يريد مسامحة فرنسا على جرائمها وطي الصفحة.. نخاطب بها الضمائر الميتة التي تحِن لجلادها.. نخاطب بها من يُحسن الظن في دولة مجرمة.

ومن الجدير بالذكر أن التفجير النووي الذي قامت به فرسا في الجزائر يبلغ أربع اضعاف قنبلة، حيث فجرت فرنسا قنبلة بلوتونيوم بقوة 70 كيلو طن وطالت إشعاعاته غرب إفريقيا وجنوب أوروبا وتبعته تفجيرات أخرى.

ويعد الاحتلال الفرنسي للجزائر واحداً من أطول الاحتلالات وأكثرها بشاعة في التاريخ الحديث (منذ العام 1830 حتى العام 1962) حيث قدم أبناء الجزائر أرواحهم فداءً لتحرير وطنهم، الذي صار اسمه الجديد “بلد المليون شهيد”.

واتخذت فرنسا مع بداية احتلالها للجزائر سياسة واضحة تعتمد على محو ثقافة الجزائر وتحويلها إلى بلد يتبع فرنسا بشكل كامل وذلك تفكك أوصال المجتمع الجزائري الأصيلة من خلال سياسة ارتكاب الجرائم والإبادة الجماعية، لتغيير ديموغرافية البلاد، والقضاء على مقاومة الشعب الجزائري من البداية.

المصدر: العالم